الرئيس السيسي والمشير طنطاوي.. وفاء للوطن وتقدير متبادل (فيديو)
رحل عن عالمنا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الثلاثاء، المشير محمد حسين طنطاوي، عن عمر ناهز 85 عامًا، ليلحق بأبطال حرب أكتوبر التي شارك في كتابة فصل من بطولاتها، وقاد مصر في مرحلة هي صعبة لا يقدر عليها إلّا الأبطال.
وفي أول إعلان رسمي، صرّح السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس عبدالفتاح السيسي نعى المشير طنطاوي، وقال: "فقدت مصر رجلًا من أخلص أبنائها، وأحد رموزها العسكرية، الذي وَهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن... المغفور له المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق".
وأضاف الرئيس السيسي في نعيه للمشير طنطاوي: "كان بطلًا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة، ساهم خلالها في صناعة مأعظم الأمجاد والبطولات التي سُجّلت بحروف من نور في التاريخ المصري.. قائدًا ورجل دولة تولّى مسؤولية إدارة دفة البلاد في فترة غاية في الصعوبة، تصدّى خلالها بحكمة واقتدار للمخاطر المحدقة التي أحاطت بمصر".
الرئيس السيسي والمشير طنطاوي كانت علاقتهما القوية مثالًا للوفاء والإخلاص والتقدير المتبادل بين رجلين من أبناء المؤسسة العسكرية الوطنية، التي زرعت فيهما حب الوطن والانتماء وحماية مقدرات مصر وشعبها.
كان السيسي يُقدّر طنطاوي ويعلم مكانته وما قدمه من أجل مصر، وكان بطل حرب أكتوبر يرى أن الرئيس هو الرجل المناسب لقيادة البلاد في المرحلة الأخطر من تاريخها الحديث، ووضح ذلك في مشاهد عدّة جمعتهما، أو تحدّث فيها الرئيس عن المشير؛ وترصد لكم بوابة "دار الهلال" مشاهدًا منها.
قاد مصر في أصعب الفترات
خلال الندوة الحادية والثلاثين للقوات المسلحة في 13 أكتوبر من العام 2019، والتي كانت بعنوان "إرادة وتحدّي"، والتي تزامنت مع احتفالات نصر أكتوبر العظيم، كرّم الرئيس السيسي بطل الحرب المشير محمد حسين طنطاوي، ووقف وكل مَن في القاعة لتحيته، وقال الرئيس: "سيادة الفريق عبد رب النبي حافظ تكلم عن الكتيبة 16 وقائد الكتيبة 16... ومعنا قائد الكتيبة 16 سيادة المشير حسين طنطاوي الرجل العظيم الذي قاد مصر في أصعب الفترات"، وسط تصفيق حار من الرئيس والحضور، وتقدير بالغ من الرئيس للمشير.
السيسي يهدى طنطاوي أغلى الهدايا
في العام 2016 شهد الرئيس السيسي حفل تخريج الدفعة 153 من معهد ضباط الصف المعلمين، بحضور المشير طنطاوي، وقُدم للرئيس المصحف الشريف هدية، ولكنه فاجأ الجميع وأهداه للمشير طنطاوي، تقديرًا له.
حديث جانبي وذكريات من حرب أكتوبر
في العام 2016، جلس المشير طنطاوي بجوار الرئيس السيسي، خلال الندوة التثقيفية الثالثة والعشرين للقوات المسلحة تحت عنوان "أكتوبر الإرادة والتحدّي" احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة.
وخلال الندوة تبادل الرئيس والمشير الحديث، قبيل عرض مادة فيليمة قديمة، روى خلالها العميد أركان حرب محمد حسين طنطاوي ذكرياته في حرب أكتوبر.
السيسي يعطي نظارته المعظّمة لطنطاوي
في يوليو من العام 2016 شهد الرئيس السيسي حفل تخرّج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية والكلية الفنية العسكرية، وأثناء العرض لفت الرئيس أنظار المشير إلى الطائرات المحلقة، ثم أعطاه نظارته المعظمة.
السيسي: "التحيّة له لوحده"
وقال الرئيس السيسي عن المشير طنطاوي في لقاء سابق مع أبناء القوات المسلحة، إن المشير طنطاوي رجل عظيم جدًا، وقدّم الكثير.
وقال أيضًا إنّ رجال الجيش المصري ظلوا لعشرين عامًا يتقاضون نصف أجرهم، لبناء قدرات القوات المسلحة، مضيفًا: "كان بطل الفكرة دي، اسمحوا لي أوجه له التحية بمفرده، السيد المشير حسين طنطاوي".
السيسي: فقدّت أبًا ومُعلّمًا
ونعى الرئيس السيسي، وفاة المشير طنطاوي، وقال: "فقدتُ اليوم أبًا ومعلمًا وإنسانًا غيورًا على وطنه، كثيرًا ما تعلمت منه القدوة والتفاني في خدمة الوطن".
"إنه المشير محمد حسين طنطاوي الذي تصدى لأخطر ما واجهته مصر من صعاب في تاريخها المعاصر. عرفت المشير طنطاوي محبًا ومخلصًا لمصر وشعبها، وإذ أتقدم لشعب مصر العظيم بخالص العزاء، فإنني أدعو الله أن يلهم أسرة المشير طنطاوي الصبر والسلوان".
بسم الله الرحمن الرحيم.. "مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ فمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ومَا بَدَّلُواْ تبديلًا".
جدير بالذكر أنّ المشير طنطاوي تخرّج في الكلية الحربية 1956، ثم كلية القادة والأركان، وشارك في حرب 1967 وحرب الاستنزاف وحرب أكتوبر 1973، حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة.
والمشير طنطاوي حصل بعد الحرب على نوط الشجاعة العسكري، ثم عمل عام 1975 ملحقًا عسكريًا لمصر في باكستان ثم في أفغانستان، وتدرّج في المناصب حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991 وحصل على رتبة المشير في 1993.
وتولى قيادة البلاد بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك في 11 فبراير 2011، حتى إجراء الانتخابات.