أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، أن الجميع على يقين تام بأن الغمة الأخيرة -جائحة كورونا- ضربت العالم كله وليس لها من دون الله كاشفة، تعطل فيها الحج لبيت الله، وأغلقت في ذروتها دور العبادة، وتحولت المطارات لمخازن للطائرات ووقع الكثير تحت وطأة وأنات المرض، ومن هنا كان رأي الشرع للتعامل في مثل هذه الظروف ملهمًا للتخفيف من حدة الفقر والمرض، موضحًا أن المؤسسات المالية ورجال الأعمال يسارعون بالمواقف الإيجابية خلال الأزمات، ولكن ليس إنفاقًا يشبه إنفاق المسلمين في صدر الإسلام.
وأضاف شومان، خلال مؤتمر كلية الشريعة والقانون بأسيوط، والذي دار حول «الدور المجتمعي للمؤسسات المالية ورجال الأعمال في مواجهة الأوبئة والكوارث من منظور إسلامي»، أنه يأمل أن نستلهم العبرة من عطاء صحابة رسول اللهﷺ، وأن نجد من رجال الأعمال والمؤسسات المالية الدعم الحقيقي الذي يواكب احتياج الناس في الكوارث والجوائح، مع ضرورة التنسيق بين جميع الجهات التى تنفق فى وجوه الخير.
ودعا إلى إنشاء قاعدة بيانات عن حالات الفقر والأكثر احتياجًا وتحديثها أولًا بأول وذلك لتغير حالات الغنى والفقر بين الناس، وتكون هذه القاعدة متاحة لرجال الأعمال وكل الجهات والمؤسسات المالية التي تسهم في الإنفاق الدقيق والمدروس في أوجه الخير لجميع الحالات، وحتى تجد المليارات المنفقة طريقها الصحيح لمن يستحق.
وافتتح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، مؤتمر كلية الشريعة والقانون بأسيوط، والذي دار حول «الدور المجتمعي للمؤسسات المالية ورجال الأعمال في مواجهة الأوبئة والكوارث من منظور إسلامي»، بحضور الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس الجامعة لفرع أسيوط، والدكتور محمود عبد الرحمن صديق، عميد كلية الشريعة والقانون بأسيوط.
وفي بداية المؤتمر، دعا وكيل الأزهر الحضور للوقوف دقيقة حداد على روح المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع الأسبق، داعيًا له بالرحمة والمغفرة، مؤكدًا أن مصر فقدت بطلًا من أبطالها الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن.