كتب: خلف جابر
تباينت ردود أفعال المثقفين والكتاب حول حكم المحكمة الإدارية العليا في جلستها، التي عقدت صباح اليوم الاثنين، والذي جاء تأييدا لحكم محكمة القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود المشتركة بين مصر والمملكة العربية السعودية والموقعة في شهر إبريل الماضي والمتضمنة نقل تبعية جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية.
عبر الكاتب والكبير "يوسف القعيد" لـ"الهلال اليوم" عن فرحته قائلا: إن الحكم انتصارا للوطنية المصرية.
من جانبها أعربت الروائية سلوى بكر، عن سعادتها بالحكم قائلة: إن الحكم قضية وطنية في المقام الأول يشعرنا جميعا بالفخر، ذلك ان القضاء عادل وموضوعي وغير منحاذ في قضية تعد قضية وطنية في المقام الأول.
أما عن تأثر العلاقات المصرية السعودية بالحكم قال: كونه يؤثر او لا يؤثر فهي مسألة أخرى أما الآن فنحن بصدد مسألة حقوق، فهل هذا حق لمصر والمصريين هذا هو السؤال.. مضيفة أتمنى أن تحترم الدولة حكم القضاء لتؤكد أننا دولة مؤسسات.
من جنبه قال الدكتور عمار علي حسن، الباحث فى العلوم السياسية: من الضروري أن تمتثل الحكومة لهذا، ولا داعي لمزيد من نزيف المصداقية والثقة بالتمحك في المحكمة الدستورية او الزعم بأن توقيع الحكومة للاتفاقية من أعمال السيادة او التذرع بالذهاب إلى البرلمان لحسم الأمر.
وأضاف، معنى التنازل أننا نعطي إشارة لن تتكرر عبر التاريخ بأن المصريين مستعدون للتفريط في الأرض وهذه الإشارة إذا التقطت من قبل إسرائيل فقد يترتب عليها الطمع في الأرض المصرية، فإسرائيل تحترم اتفاقية كامب ديفيد لأنها تدرك أن المصريين مهما كان ضعفهم لن يفرطوا في شبر واحد من الأراضي المصرية.
وتابع عمار: إذا أصرت الحكومة المصرية على تسليم الجزر للسعودية وضربت بالحكم عرض الحائط فهذا يعطي إشارات سلبية ليس فقط للطامعين وإنما ايضا لجيل جديد تربى على احترام الأرض ومن ثم ولكل هذه الاعتبارات على الحكومة ان تعتبر هذا الحكم مخرجا لها.
أما عن احتمالية تأثر العلاقات بين البلدين بالحكم، فيؤكد عمار، أن هذه الجزر إذا انتقلت إلى السعودية سيصبح ممر "تيران وصنافير" ممر دولي وبالتالي سيؤثر بالسلب على الأمن القومي السعودي والمصري معا، ومن ثم المصلحة تقتضي بأن تبقى هذه الجزر مصرية لأن غير ذلك قد يؤدي إلى احتمالية احتلال الجزيرتين من قبل إسرائيل.
وأبدى الكاتب والروائي مكاوي سعيد، سعادته بالحكم بمصرية الجزيرتين واصفا إياه بأنه لا تزال دماء شهدائنا تؤكد مصرية الجزيرتين، متمنيا أن تستقر في النهاية في يد مصر.
وعن احتمالية تأثر العلاقة بين مصر والمملكة السعودية قال: إن طبيعة العلاقات التاريخية بين البلدان تتصاعد وتتقارب، فلا أعتقد أن العلاقات بين البلدين ستتأثر كثيرا.
وعن احتمالية أن تتخذ الحكومة اتجاه مخالف لحكم القضاء، قال: أعتقد أن الحكومة ستصل إلى آخر مراحل التقاضي، فلدى الحكومة أيضا محامين محنكين لا أعتقد أنهم سيتركون الأمر بسهولة.