مسئول أوروبي: على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "وقف وإعادة تهيئة" علاقتهما بعد أزمة الغواصات
دعا مسئول أوروبي بارز اليوم الثلاثاء دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لـ"وقف وإعادة تهيئة" علاقتهما التي وصفها بـ"المحطمة"، في تصريحات اعتبرها مراقبون بمثابة صبّ للوقود على الخلاف المشتعل بالفعل بين فرنسا وواشنطن على خلفية الاتفاق الأمني الثلاثي الذي أبرمته الأخيرة مع المملكة المتحدة وأستراليا، والذي انسحبت على إثره كانبرا من اتفاق بأكثر من 50 مليار يورو لشراء غواصات من فرنسا.
وفي زيارة لواشنطن التقى خلالها مسئولين أمريكيين، قال مفوض السوق الداخلية بالاتحاد الأوروبي تيري بريتون الذي عينته الحكومة الفرنسية تحت قيادة الرئيس إيمانويل ماكرون "خطَّطت لهذه الزيارة إلى الولايات المتحدة قبل أسابيع بجدول أعمال إيجابي، لتعميق التعاون بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة، (لكن) تغير شيء"، مضيفا: "هناك شعور متنام في أوروبا -وسأقول ذلك بأسف- أن شيئا ما تحطم في علاقاتنا العابرة للمحيط الأطلسي"، حسب ما نقلت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن مذكرة تحضيرية شاركها المسئول الأوروبي مع الصحفيين.
ويقول بريتون، بحسب المذكرة التحضيرية لكلمته أمام اجتماع افتراضي: "ثمة إدراك قوي أن الثقة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة قد تآكلت"، مشيرا إلى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والاتفاق الأمني الثلاثي الذي أُعلن قبل أيام كأسباب أساسية. ويضيف: "ربما حان موعد وقف وإعادة تهيئة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".
واعتبرت "بوليتيكو" أن تصريحات بريتون تصب الوقود على الخلاف المتأجج بالفعل بين واشنطن وفرنسا، لافتة إلى أن تلك التعليقات تأتي بعد يوم من اتهام قادة بالاتحاد الأوروبي للرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، بالخيانة، وطلبهم تفسير لتضليله فرنسا وشركاء أوروبيين آخرين بشأن إقامة علاقة استراتيجية جديدة مع المملكة المتحدة وأستراليا.
وسعت واشنطن، أمس، لتهدئة مخاوف الأوروبيين بإعلانها عن قرار مفاجئ برفع قيود السفر المرتبطة بوباء "كورونا" عن الأوروبيين الذين تلقوا التطعيم ضد الفيروس كاملا ويخططون للسفر إلى الولايات المتحدة بدءا من نوفمبر المقبل، الأمر الذي رحبت به بروكسل، لكنها اعتبرته منطقيا بالنظر إلى نجاح حملة التطعيم في الاتحاد الأوروبي، بحسب بريتون.
ووفقا لـ"بوليتيكو"، يبحث مسئولون أوروبيون حاليا ما إذا كانوا سيلغون أو سيؤجلون اجتماعا منتظرا هذا الشهر لمجلس التجارة والتكنولوجيا الأوروبي-الأمريكي لمناقشة السياسات المشتركة فيما يخص التكنولوجيا والتجارة، موضحة، على لسان مسئولين -لم تكشف هويتهم- أن الأزمة الدبلوماسية الجارية تعني أنه من الممكن إلغاء الاجتماع نهائيا.