سوء الخاتمة وضياع الحسنات.. احذر آثار ذنوب الخلوات
هناك معاصي كبرى ومعاصي صغرى، المعاصى الكبرى هي المعاصي التي لا يغفر الله لها أبدًا إلا بالتوبة والإيمان بالله، وهى معاصي الشرك والكفر بالله، والمعاصي الصغرى هي صغائر المعاصي، وهى أي معصية ليست كفر أو شرك بالله، ولا تخرج صاحبها عن الملة، وهناك معاصي أخرى تسمى ذنوب الخلوات.
ذنوب الخلوات
ذنوب الخلوات هي الذنوب التي يفعلها الإنسان حين يكون جالس وحده، ليس معه أحد، وهى من أشد أنواع الذنوب؛ لأن وقت الخلوة عادة تكون في الليل، وفي هذا الوقت ينقسم الأشخاص إلى فريقين، فريق يسبح الله ويذكره ويصلي ويدعي، ويقيم الله كله لله فقط، ويترك فراشه ونومه من أجل عبادة الله، وهناك فريق ثاني يستغل هذا الليل والخلوة في فعل المحرمات، اعتقادًا منه أن لا أحد يراه، فإذا كان لا أحد يراه فالله يراه، ويعلم ما يفعلوا، فهذه الفئة ذكرها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديثه حيث قال: « لأعلَمَنَّ أقواماً من أمَّتي يأتون يومَ القيامةِ بأعمالٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ؛ فيجعلُها هباءً منثوراً، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا لا نكونُ منهم ونحن لا نعلمُ، قال: أما إنَّهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم، ويأخذون من اللَّيلِ كما تأخذون، ولكنَّهم قومٌ إذا خلَوْا بمحارمِ اللهِ انتهكوها»، فهذه الأشخاص تأتي يوم القيامة بأعمال كثيرة ثم يذهبها الله في ثانية؛ بسبب أعمالهم الفاحشة هذه، واستغلالهم الليل وخلواتهم أسوء أنواع الاستغلال.
مساوئ ذنوب الخلوات
- من يستمر على ذنوب الخلوات يلهمه الله بسوء الخاتمة، بسبب الخبايا التي بينه وبين ربه، التي يفعلها خلوًا بنفسه.
- سيئات الخلوات هذه تعمل على إبطال حسنات العلن، وذهاب السيئات التي كانت لدى الإنسان.
- ذنوب الخلوات هذه تجعل الإنسان يشعر باليأس من أن الله قد لا يغفر له، مما يبتعد عن التوبة، وعدم الرجوع والاستغفار لله.
- تشعر هذه الذنوب بعدم الراحة والطمأنينة، وتجعل الإنسان دائمًا خائف ومتوتر من أي شيء.
- تقوى الله في السر أصعب من العلن، ولكن الأجر أعلى كثيرًا، فالتقوى للإنسان وإيمانه لا يكتمل إلا إذا كان يتقي الله في السر والعلن، وبالتالي يصبح الإنسان ناقص عبودية.
- نفور واستحقار الأخرين له، فأعماله السيئة تظهر على أخلاقه ووجه ولسانه، وبالتالي يلقى نفور من الأخرين له.