من المقرر أن يناقش الرواية كل من الدكتور عادل ضرغام، أستاذ النقد الأدبي كلية دارالعلوم جامعة الفيوم، والدكتور بسيم عبد العظيم أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة المنوفية، الكاتبة سلوى بكر، والكاتبة عبير عبدالله، والكاتب زكريا صبح.

من أجواء الرواية: أنا آخر الميتين، وإن كان هناك أحياء بعدي فعليهم أن يثبتوا ذلك، الوحدة قاتلة، وباطن الأرض لم يعد به متسع، والمنازل تعاني من الخواء مثلي تماما، مات من مات بالسرطان، ومات من مات كضرائب مستحقة على الحروب، ومات من مات فقط ليموت، كل لحظة أستقبل نبأ موت أحدهم، حتى مات آخر من كان يخبرني، توقفت محطات الإذاعة عن البث، والمصانع بلا عمال، قضى الإنسان على كل المخلوقات الأخرى لينتصر في معارك البقاء، لكنه لم يستطع الانتصار على الموت.

 لحيتي طويلة، أمشي عاريا، لا توقفتي الحواجز، بحثت عن الموت بطرق عديدة، وفشلت في مقابلته، ربما لأنني أمتلك رغبة حقيقية في الخلود، ذاكرتي صارت سيئة لدرجة أنني نسيت كيف، ولأنني آخر من مات؛ فلم يكن هناك من يدفئني؛ تشققت الأرض، وبدأت في البكاء، وهي تقترب من الفناء، ولا لفظت آخر أنفاسي، انتحبن الأرض؛ ففقدت قدرتها على الدوران، وأنا من شاهد بعين منهكة- الشمس وهي تنام، والتشققات دارت واستدارت ؛ الأرض عيون، خرج منها كل من كان عليها قبل أن يموت، مليارات من البشر يقومون من سباتهم العميق، عادت الروح من غفوتها، والتأم الجسد في معجزة أخيرة، وأخرجت الأرض أثقالها.