مصر تعظم قدراتها في تصنيع لقاح كورونا... أطباء: تسهم في تلبية احتياجاتها ذاتيا وسريعا وبدء التصدير لأفريقيا
حرصت مصر على التواجد وسط الدول الكبرى بتلبية احتياجات مواطنيها ذاتيا من لقاحات كورونا، وليس احتياجات مصر فقط بل القارة الإفريقية بأكملها، من خلال التوسع في تصنيع اللقاح محليا، وهي خطوة وصفها أطباء بأنها أمن قومي.
وقالت وزيرة الصحة هالة زايد، في مؤتمر مع السفير الألماني لدى القاهرة فرانك هارتمان، إن افتتاح الخط الثاني لإنتاج اللقاحات بمصنع الشركة المصرية لتصنيع الأمصال واللقاحات فاكسيرا سيتم خلال الـ 5 أسابيع المقبلة، وسيساهم في زيادة القدرة الإنتاجية من اللقاحات لتصل إلى مليون جرعة يومياً، مشيرة إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي اهتماماً كبيراً بدعم إفريقيا في توفير لقاح فيروس كورونا.
وتستعد مصر لتوفير لقاحات كورونا للدول الإفريقية، خلال شهر ونصف الشهر، وذلك بعد افتتاح خط الإنتاج الثاني لتصنيع لقاح سينوفاك بمصنع فاكسيرا المصري، والذي سيمكنها من إنتاج مليون جرعة يومياً، وشددت على أن جميع اللقاحات المتوافرة بمصر حاصلة على اعتماد منظمة الصحة العالمية، مضيفة أن ما يزيد على 12 دولة أوروبية اعتمدت لقاح سينوفاك.
وقد وقعت مصر اتفاقية شراكة مع الصين في أبريل الماضي، لتصنيع لقاح سينوفاك الصيني بمصر، وبدأت في إنتاج اللقاح نهاية يونيو الماضي، عبر شركة فاكسيرا للقاحات، والمملوكة للحكومة المصرية، وهناك مباحثات لبحث إمكانية التعاون مع الشركة بيونتك الرائدة في مجال اللقاحات بألمانيا لتوفير لقاح فايزر، بالإضافة إلى بحث التعاون مع معهد "روبرت كوك" بألمانيا لتبادل الخبرات بين مصر وألمانيا في مجال مكافحة الأمراض الوبائية والمعدية.
تصنيع لقاح كورونا أمن قومي
وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد عز العرب أستاذ أمراض الكبد، إن مصر لديها تقنية تصنيع لقاح في فاكسيرا بنسبة تواكب كل المتطلبات الدولية، كما أن نقل التكنولوجية المعرفية في هذه الصناعة شئ هام، وبالنسبة لفاكسيرا الأن تم إنتاج عده ملايين من اللقاحات، وفي السابق كان خط الإنتاج ينتج 300 ألف جرعة يوميا خلال فترة واحدة، ثم أصبح 600 جرعة عندما صار فترتين، وأخيرا سوف نصل إلى مليون جرعة يوميا وهذا سيكون إنتاج فرع شركه فاكسيرا بالعجوزة، ويعد الإنتاج الأكبر في مصنع الشركة الجديد في 6 أكتوبر بخطة إنتاجية تصل لمليار جرعه سنويا.
وأوضح عز العرب، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أن المليار جرعة هذه ستغطي مصر والدول الأفريقية، حيث ستكون مصر مركز إقليمي لهذه الصناعة ، وتكمن أهمية صناعه اللقاح في مصر كونها مسألة أمن قومي، حتي الأن لم يعرف بعد متي ستنتهي جائحه كورونا، كما أن تصنيع اللقاح محليا لن يقتصر على سينوفاك الصيني فقط، لكن هناك مفاوضات حاليا مع عده شركات لإنتاج لقاحاتها في مصر ومنها على سبيل المثال موديرنا.
وأكد أن هذا يعد إضافة مهمه جدا لمصر في هذه الصناعة، لأنها ستجعل مصر في ترتيب عالمي بالنسبة لإنتاج اللقاحات فهناك عدد قليل جدا من الدول، المنتجة على مستوي العالم ومصر ستكون واحده منهم وهذا شي يشعرنا بالفخر، كما أن اللقاح بعد إنتاجه لا يتم توزيعه على مراكز التطعيم مباشرة، ولكن يتم اختباراه في هيئة الدواء التي يتم داخلها 11 عملية، للتأكد من فاعليه وأمان هذا اللقاح كالأصلي، وهذه إجراءات علمية محددة.
وأكمل أنه بعد اعتماد اللقاح المصري في 12 دوله أوروبية، فهذا يدل على نجاح اللقاح طبقا للمعايير، وأنه جارى المباحثات والمفاوضات مع منظمة الصحة العالمية لاعتماد سينوفاك المصري، مضيفًا أن هذا سيتم قريبا جدا وسيكون له مردود إيجابي لأنه سيعطي فرصة تصديرية كبيرة للأسواق الخارجية.
وأضاف أن هناك معايير علي أساسها يتم اعتماد اللقاح خارجيا، مثل إن يكون اللقاح بناء على دراسات تم نشرها وحسب اعتماد الهيئات التخصصية، مثل منظمه الصحة العالمية التي ترسل فرق علميه لزياره المصانع لأخذ عينات منها للتأكيد من معايير ومتطلبات معينه مثل جوده التصنيع، وبالنسبة لأية دولة أواي جهة لكى تطمئن إن هذا اللقاح أمن ويمكن استيراده، يجب الحصول على اعتماد للقاح من الهيئات المتخصصة مثل منظمه الصحة العالمية أو أكبر هيئتين متخصصين في العالم وهما، هيئه الأغذية والدواء الأمريكية أو هيئه الدواء الأوروبية.
وأردف أنه نتيجة انتشار الجائحة على مستوي العالم، فهناك الاعتماد الطارئ الخاص بهذه الهيئات وهذا الاعتماد الطارئ يعطي اطمئنان لهذه الدول لاستخدام اللقاح بفاعليه واطمئنان.
أستاذ صدر وحساسية:" مصر قامت بزياده عدد الجرعات و تلبية احتياجاتها بشكل ذاتي وسريع، وهذا شئ يدعونا للفخر ببلدنا".
تلبية الاحتياجات ذاتيا
ومن جانبه، قال الدكتور طه عبد الحميد عوض، أستاذ صدر وحساسية طب القاهرة، إننا نشهد مجهود جبار وواسع مبذول في قطاع الصحة لم يشهد من قبل، خصوصا في ظل الأوضاع الصعبة التي تضرب العالم من جائحة كورونا وغيرها، ومن بين هذه الجهود التوسع في تصنيع لقاح كورونا محليا عبر خطوط إنتاج فاكسيرا، ويجب شكر الرئيس عبد الفتاح السيسي ووزيرة الصحة، على هذا الجهد الكبير واهتمامهم بصحة الشعب.
وأوضح عبد الحميد، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، أنه رغم الوضع المتفاقم لجائحة كورونا، ومع وجود دول تعاني من نقص جرعات اللقاح، مصر قامت بزيادة عدد الجرعات وتلبية احتياجاتها بشكل ذاتي وسريع، وهذا شئ يدعونا للفخر ببلدنا وطريقة تعاملها مع الجائحة.
وأشار إلى أن مصر لديها إمكانيات عالية من علماء وأطباء وتكنولوجيا وعزيمة، كل ذلك جعل مصر تتوسع في إنتاج اللقاح، وتقوم بافتتاح فرع أخر من شركه فاكسيرا في مصر ، كما أن كفاءة اللقاح المصري تكون على نفس كفاءة ومواصفات اللقاح المنتج في الصين، وتحت إشراف علماء من الصين.
وأكد أنه يتم اعتماد اللقاح بناء على كفاءته، وتحدد كفاءته بعد عده تجارب كثيرة تبدأ بمرحلة تجارب الحيوانات ثم مرحلة التجارب السريرية، للتأكد من فاعلية اللقاح وتكوينه لأجسام مضادة ومعرفة نسبه ثبوتها، وكم هي نسبة الحماية التي يعطيها اللقاح ضد الفيروس .