تحقيق : سمر عيد - تصوير: آيات حافظ

مع تزامن قدوم شهر رمضان وارتفاع درجات الحرارة يقبل عدد كبير من الناس عند الإفطار على تناول العصائر والمشروبات الباردة، حيث لا تخلو مائدة الصائمين من العصائر التى تعوض جسم الإنسان ما افتقده أثناء ساعات الصيام الطويلة، ومع ارتفاع أسعار العصائر الطبيعية تشهد سوق عصائر البودرة إقبالا متزايدا لرخص سعرها وسهولة تحضيرها، إلا أن بعض الدراسات والأبحاث الحديثة أكدت أن تلك العصائر تصيب الإنسان بالعديد من الأمراض. «حواء » تسأل أهل الاختصاص عن خطورة عصائر البودرة على صحة الإنسان.

من داخل أحد محلات العطارة بالسيدة زينب يقول حمادة السيد: تلقى مشروبات البودرة رواجا كبيرا فى شهر رمضان حيث يقبل الناس على شرائها نظرا لسهولة تحضيرها ورخص ثمنها، أما عصام العسكري فيقول: لم يستورد عدد كبير من التجار العرقسوس والكركاديه وبعض المشروبات الطبيعية نظرا لارتفاع سعر الدولار وتحرير سعر الصرف ما سبب زيادة كبيرة فى أسعارها،وفى ظل هذا الغلاء الذى خيم بظلاله على جميع السلع لم يعد أمام المواطنين سوى شراء مشروبات البودرة التى لم تتأثر كثيرا بسعر الدولار لأنها تصنع في مصر كما أنها رخيصة الثمن مقارنة بالمشروبات الأخرى،لكن الإقبال الكبير عليها أدى إلى ارتفاع أسعارهاحيث وصل كيلو العصير البودرة"قمر الدين" إلى 24 جنيها بعد أن كان لا يتجاوز الـ15 جنيها.

مرخصة من قبل الوزارة

وعن مكونات عصير البودرة يقول العربي محي الدين، مدير أحد محلات العطارة  الجملة: يتكون عصير البودرة من " سكر ومكسبات لون وطعم ورائحة،وهناك نكهات كثيرة منها "التفاح والبرتقال والمانجو والخروب والأناناس والكنتالوب"، ومكسبات الطعم واللون جميعها مصرح بها من قبل وزارة الصحة المصرية، وحول إقبال المواطنين على شراء تلك العصائر أكد العربى أن سوق عصائر البودرة تشهد رواجا كبيرا هذه الأيام نظرا لرخص ثمنها مقارنة بغيرها من العصائر، وتابع: نبيع العصير البودرة بالجرادل للعطارين ومحلا العصائر ونصدر للإمارات وليبيا،وعن أكثر المشروبات رواجا أشار إلى أن الناس في رمضان يقبلون على شراء السوبيا والخروب وقمر الدين والمانجو.

كارثة صحية

وحول الأخطار التى تسببها تلك العصائر يقول د. توفيق عبدالله قائد، استشاري الأمراض الباطنية:تعتبر هذه العصائر كارثة صحية بكل المقاييس حيث تتكون من مادة الاسبارتام وهو بديل السكر، وحمض الاسكوربيك وفوسفات الكالسيوم والبيتا كاروتين وألوان صناعية والتى تمثل خطراكبيرا علىصحة الإنسان، مشيرا إلى أن الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة أثبتت أن تلك المشروبات تسبب الإصابةبالسرطان وتمد الجسم بكمية كبيرة من السكر قد تصل إلى 200 ضعف النسبة الطبيعية التى يحتاج إليها جسم الإنسان، وذكرت الدراسات أن حمض الإسكوربيك يتسبب فى تكون الحصوات على الكلى، وأن المواد الصناعية بهذه المشروبات تصيب الإنسان بالكسلوتسبب لهصعوبة التنفس وعصر الهضم وتعمل على تكسير البروتين داخل الجسم،وتزيد من نسبة الكوليسترول به.

البيانات على العبوة

ويرى د. صلاح أبو رية، الأستاذ في كلية الزراعة جامعة عين شمس وعضو لجنة تصاريح الأغذية بوزارة الصحة أن المشروبات التى تسبب أضراراً صحية على الإنسان هى التى تصنع تحت بئر السلم وليست في الشركات المعروفة التى تحصل على تصريح من وزارة الصحة باستخدام هذه المواد،حيث تشترط الوزارة وضع تاريخ الإنتاج والإنتهاء على هذه العبوات،كما تشترط على بعضالمنتجات أن يكتب عليها استشر طبيبك أو تحذير لمرضى السكر والكبد من تناولها، مشيرا إلى أنمصانع بئر السلم لاتحصل على تصريح من وزارة الصحة وتستخدم هذه المواد بشكل مفرط مايعرضها للمساءلة القانونية ويعرض صحة المواطنين للخطر، محذرا من شراء المشروبات من جهات غير معلومة الهوية كالباعة المتجولين، وينصح بالتأكد من ترخيص وزارة الصحة وتاريخى الإنتاج والانتهاء.

الأطفال والشيوخ

ويحذر د. مجدي نزيه، أستاذ ورئيس وحدة التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية ورئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية من خطورة المواد التى تحتوى عليها عصائر البودرة على صحة الإنسان، مشيرا إلى أن مكسبات الطعم واللون لها تأثير سلبي على الكبد والجهاز التنفسي والهضمي والعصبي بل قد تتسبب فى أزمة ربوية حادة لمن يعانى أمراض الصدر أو أزمة سكر لمرضى السكرى،لافتا إلى أن تأثيرها على الأطفال والأمهات المرضعات والشيوخ أكبر من غيرهم.

ويضيف: فى شهر رمضان يكثر الناس من تناول هذه المشروبات بعد الإفطار ما ينذر بكارثة صحية وشيكة الحدوث فكلما أكثر الإنسان من شرب هذه العصائر وما تحتوى عليه من مواد ضارة أصيب بعصرهضم واضطرابات فى القولون، لذا أنصح بتناول العصائر الطبيعية فإن تعذر ذلك فماء محلى بالسكر لأن هذا أفضل من مكسبات طعم ورائحة على الإفطار.