رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


ميركل تدعم حملة مرشح حزبها أرمين لاشيت عشية الانتخابات الألمانية

25-9-2021 | 19:37


ميركل

دار الهلال

 في محاولة أخيرة لدعم حملته قبل 24 ساعة من بدء الانتخابات الألمانية، حضت المستشارة أنجيلا ميركل الناخبين اليوم /السبت/ على التصويت لمرشح تحالفها أرمين لاشيت لتشكيل "مستقبل ألمانيا".

ويحل لاشيت (60 عامًا) في المرتبة الثانية خلف منافسه الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتز للفوز بالمستشارية، رغم أن الاستطلاعات النهائية تشير إلى أن الفارق بينهما يقتصر على هامش الخطأ، ما يجعل هذه الانتخابات الأكثر غموضًا منذ سنوات.

وخططت ميركل للابتعاد عن الأضواء في المعركة الانتخابية في وقت تستعد للانسحاب من الساحة السياسية بعد 16 عامًا في السلطة. لكنها وجدت نفسها مضطرة للدخول على خط برنامج حملة زعيم حزبها، لاشيت الذي لا يحظى بشعبية واسعة.

وفي آخر أسبوع من الحملة الانتخابية، رافقت ميركل مرشح حزبها إلى دائرتها الانتخابية المطلة على بحر البلطيق فيما كانت أمس على رأس تجمع ختامي شاركت فيه كبرى الشخصيات المحافظة في ميونخ.

وفي مناشدة موجهة إلى الناخبين الذين يهيمن عليهم كبار السن الليلة الماضية، دعت ميركل إلى إبقاء المحافظين في السلطة من أجل الاستقرار الذي لطالما ميز ألمانيا.

وقالت "من أجل إبقاء ألمانيا مستقرة، يجب أن يصبح أرمين لاشيت المستشار وينبغي أن يكون (تحالف) الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي القوة الأكبر".

وقبل يوم من الانتخابات، توجهت إلى بلدة لاشيت ودائرته الانتخابية آخن، وهي مدينة منتجع تقع قرب حدود ألمانيا الغربية مع بلجيكا وهولندا، حيث ولد المرشح ولا يزال يعيش.

وأوضحت "يتعلق الأمر بمستقبلكم ومستقبل أطفالكم ومستقبل آبائكم"، داعيةً إلى تعبئة قوية لصالح تحالفها المحافظ. وشددت على أن حماية المناخ ستكون التحدي الأبرز أمام الحكومة المقبلة، لكنها أكدت أن ذلك لن يتحقق عبر "القوانين والقواعد بكل بساطة".

وأضاف أنه "من أجل ذلك، نحتاج إلى تطورات تكنولوجية حديثة وإجراءات جديدة وباحثين وأشخاص مهتمين يفكرون بما يمكن القيام به". وذكرت أن لاشيت هو "باني الجسور الذي سيتمكن من إقناع الناس" في تشكيل ألمانيا بما يتوافق مع مواجهة هذه التحديات.

وخرج مئات الآلاف إلى الشوارع أمس مطالبين بالتغيير وبحماية المناخ بشكل أفضل، فيما وصفت ناشطة بارزة الاقتراع بانتخابات "القرن".

وبينما كشفت الاستطلاعات بأن الفارق يزداد لصالح الاشتراكيين الديمقراطيين، ما كان للمحافظين إلا أن لجأوا إلى أهم شخصية لديهم ميركل التي لا تزال تحظى بشعبية واسعة.

وقال المحلل السياسي أوسكار نييديرماير من جامعة برلين الحرة إن الاعتماد على المستشارة لا يأتي من دون مخاطر. وأضاف "لا تزال ميركل السياسية الأكثر شعبية. لكن ظهورهما معا بشكل متكرر قد يتحول إلى مشكلة بالنسبة للاشيت إذ ستجري المقارنة فورا بينهما". وأوضح أنه "يمكن بالتالي

أن تكون لذلك نتائج عكسية نظرا إلى أن الناس قد يعتقدون بأن ميركل أنسب من لاشيت".

ومع بدء العد العكسي للانتخابات، بقي شولتز أيضا قريبا من مسقط رأسه سعيا لكسب الأصوات.

وسيجري شولتز "حوارات بشأن المستقبل" مع الناخبين في دائرته الانتخابية بوتسدام، وهي مدينة على أطراف برلين تشتهر بقصورها التي كانت مقرا لملوك بروسيين.

 

وتجنب شولتز، وزير المالية الحالي في حكومة ميركل الائتلافية، ارتكاب أية أخطاء خلال الحملة الانتخابية، وكسب دعما واسعا إذ طرح نفسه على أنه "مرشح الاستمرارية" بعد ميركل بدلا من لاشيت. كما دعا خلال حملة الجمعة إلى "بداية جديدة لألمانيا" و"تغيير الحكومة" بعد 16 عاما من حكم

ميركل.

وبينما يوصف بأنه ذو إمكانيات رغم اعتباره شخصية مملة، تفوق شولتز مرة تلو الأخرى على لاشيت بأشواط من ناحية الشعبية.

ومع اقتراب موعد الانتخابات، يقلص المحافظون بزعامة لاشيت الفارق، حتى أن أحد الاستطلاعات أشار إلى أن الفارق بينهم وبين الاشتراكيين الديمقراطيين (26 %) بات نقطة مئوية واحدة.

وخاض لاشيت المعركة الانتخابية من أجل المستشارية متضررا بشدة من معركة صعبة خاضها للفوز بتسمية المحافظين له مرشحا للمستشارية.

لكن حزبه تقدم على الاشتراكيين الديمقراطيين مع دخول فصل الصيف. إلا إن لاشيت شوهد يضحك خلف الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير بينما كان الأخير يلقي خطابا تكريميا لضحايا الفيضانات المميتة التي اجتاحت ألمانيا في يوليو الماضي، في لقطة أحدثت تحولا في المزاج العام حياله

وحيال حزبه.