بناء الأوطان هو شراكة بين القيادة والشعب وسبق الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع.. وهو أول رئيس جمهورية يرسى سبل التواصل مع شعبه بشكل دائم من خلال المصداقية والشفافية والمصارحة بلا حدود.. ليكون المصريون على دراية كاملة بالتحديات والأزمات والمشا كل التى تواجه البلاد.. وأيضاً القرارات الصعبة التى ستؤدى إلى إصلاح حقيقى تعود ثماره على المواطن. وجاءت رسائل الرئيس فى افتتاح أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى العالم وخوفه على مصر وشعبها لتجسد أننا أمام قائد وطنى شريف يبنى وطناً قوياً وقادراً ولا يسعى لبناء شعبية على حساب الوطن والمواطن.. انتهج مبدأ الشفافية المطلق مع شعبه.. وراهن عليه.. فتحقق لمصر ما تطلعت إليه كثيراً إنه رئيس فريد واستثنائى له سياساته وإنجازاته ورؤيته.
من أهم عوامل نجاح بناء الأوطان وإحداث التنمية فى المجتمعات هو وجود قنوات مفتوحة من الشفافية والمعلومات والبيانات بين القيادة وجموع الشعب وهو ما يخلق مناخاً من الثقة المتبادلة لتهيئة عوامل وأسباب النجاح وأن تكون عملية البناء والتنمية شراكة متبادلة بين الحكومة والشعب.
شاءت الأقدار أن أكون مدعواً لحضور فعاليات الدورة العاشرة لمنتدى الدول للاتصال الحكومى بالشارقة بدولة الإمارات الشقيقة.. وأن يكون محور حديث الجلسة الافتتاحية عن أهمية وحتمية الاتصال والتواصل الإيجابى بين الحكومة والشعب فى إطار من الشفافية الكاملة والبيانات الصحيحة وإلمام المواطنين بالتحديات والصعوبات والعقبات التى تواجه البلاد أو عملية البناء والتنمية من منطلق أن القيادة والشعب فى قارب واحد وأن المسئولية بينهما تشاركية فلابد أن تكون هناك شراكة حقيقية وصادقة بين الحكومة والمواطنين فى إنجاز تطلعات وآمال المواطنين ومواجهة التحديات والعقبات تعتمد على المصارحة والمكاشفة والإلمام بما يواجه الحكومة من صعوبات.
الحقيقة أننى توقفت أمام كلمات المتحدثين وكنت فخوراً للغاية لأن كل ما قيل عن أهمية معرفة الشعب بالتحديات والصعوبات التى تواجه البلاد.. هو بعينه ما حرص عليه الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل 8 سنوات وحتى قبل ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية ومازال يحرص ويتمسك بهذا النهج من الشفافية والتواصل مع المصريين حتى أصبح ذلك عقيدة وأسلوب حياة.
قبل ترشح الرئيس السيسى فى انتخابات الرئاسة فى ٤١٠٢.. حرص على إلقاء كلمة خاطب فيها المصريين.. لم يجمل فيها واقعاً صعباً.. ولم يستعرض سوى الحقائق.. وتحدث إلى شعبه بمنتهى الصدق والشفافية.. شخص الصعوبات والتحديات والأزمات والمشاكل المزمنة التى تواجه مصر.. وحدد أين تقف مصر وماذا تحتاج.. وشرح الأوضاع الصعبة بالكامل.. ولم يغرق شعبه بالشعارات والوعود البراقة.. ولكنه فى نفس الوقت وضع خارطة طريق هى رؤية متكاملة للخروج والعبور بمصر إلى بر الأمان داعياً الشعب إلى تحمل مسئولياته والعمل والصبر والتضحية من أجل إنقاذ وبناء هذا الوطن.. مؤكداً أنه بالعمل والصبر والتضحية هناك نور كبير فى نهاية النفق وأمل فى مستقبل واعد.
وبعد أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى تمسك بنهج التواصل والمصارحة والشفافية وأحاط شعبه بكل الحقائق والتحديات والصعوبات وما هو مطلوب لتجاوزها وعبورها.. وكان الرئيس ومازال يتحدث عن أمور لم يقترب منها أى رئيس جمهورية سابق.. ويرفض الرئيس السيسى أن يتحمل وزير أو مسئول أو حتى رئيس الوزراء مسئولية القرارات الصعبة.. لكنه يتحملها بمفرده قمة الصدق والشرف وتحمل المسئولية الوطنية دون أى تفكير فى بناء شعبية على حساب بناء الوطن.
الحقيقة أن ما سمعته خلال كلمات المتحدثين فى منتدى الشارقة للاتصال الحكومي.. جعلنى فخورا بنهج القيادة السياسية المصرية.. فقد أكد المتحدثون على مضمون وفلسفة رؤية الرئيس السيسى التى بدأت وانطلقت منذ ٨ سنوات وجوهرها الصدق والشفافية والمصارحة مع الشعب المصرى وأحاطته بكل ما يدور وبكل ما يواجه البلاد من تحديات وأزمات وصعاب ومتطلبات وقرارات صعبة الوطن فى حاجة إلى تجاوزها تتعلق بحتمية الإصلاح وأن المواطن سوف يتحمل هذه التداعيات وأيضاً سوف يحصد النتائج والثمار.
لم يشر المتحدثون إلى التجربة المصرية فى الاتصال والتواصل والشفافية بين القيادة والشعب.. لكن كل ما ذكر وقيل وطالبوا به تطابق مع ما بدأته مصر قبل ٨ سنوات.. وأيضاً على رؤية الرئيس السيسى فى الرهان على وعى المصريين والحديث الدائم والمستمر معهم بأعلى درجات الصدق والشفافية وشرح واستعراض المواقف والأزمات والتحديات بالأرقام والحلول وكيف كان الوضع.. وكيف سيصبح وأهمية هذا القرار أو ذاك وما سوف يحققه للوطن والمواطن.. حتى وإن كان الكلام فيه صعوبة.. لكنه الطريق والحل الصحيح لاقتلاع جذور أزماتنا والقضاء على تحدياتنا.. ووضع أقدامنا على الطريق الصحيح.
المتحدثون فى المنتدى أكدوا على مجموعة من النقاط وطالبوا بترسيخها لتكون العلاقة بين الحكومة والشعوب علاقة قوية تبنى على الشراكة والتعريف بالتحديات حتى لا تذهب جهود الدولة عبثاً فى حال إذا لم تكشف عن هذه الجهود للمواطنين.
أولاً: أن الحكومات التى تتمتع بقنوات مفتوحة مع شعوبها ترتبط بثقة متبادلة بينها وبين الجماهير. ثانياً: أن الأزمات فى بعض الدول جاءت بسبب حالة غير صحية من الانفصال بين الحكومات والشعوب. ثالثاً: ربما تبذل الحكومات جل جهودها ولكن إذا لم تشرك الشعوب فى العمل والإلمام بالتحديات وتحيطها علماً بكل التفاصيل تجد الجماهير نفسها منفصلة عما يجرى ومنعزلة عن المشاركة ولا تشعر بالمسئولية. رابعاً: عدم مشاركة الشعوب فى التنمية حالة خطيرة أدت إلى أن الكثير من المواطنين أصبحوا غير واعين بمشكلات البلاد الحقيقية ولا بالتحديات التى تواجهها.. وهو ما يبرز أهمية إحاطة الشعب بالتحديات. خامساً: فى غياب وعى المواطنين وعدم المشاركة الجماهيرية والشعبية فى مواجهة التحديات.. نجعلهم عرضة للتلاعب بأحلامهم والعبث بطموحاتهم من جانب جماعات تزعم الحرص على مصلحة الشعوب.. لذلك فغياب المعرفة والوعى بالتحديات وعمق المشكلات يعطى المساحة للشعارات غير الواقعية والمزايدات والبرامج التى لا تقوم على أساس من الواقع والمطالب السياسية التى تستهدف المزايدة لا الإصلاح. سادساً: من المهم إشراك الشعوب بإشاعة المعرفة بحجم التحديات وحتمية الإصلاح وعمق المشكلات التى تواجه المجتمع أمر مهم للغاية.. فليس صحيحاً أن هذه المعرفة والوعى بالتحديات تشيع اليأس وتضعف شعبية الحكومات بل الصحيح أنها تضع الناس والحكومات فى قارب واحد.. وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسى بالأمس خلال افتتاحه أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى العالم إننا جميعاً قيادة وشعباً فى قارب واحد وعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته ولعل نجاح الرئيس السيسى فى صياغة خطاب سياسى على أساس الواقع القائم والذى نعيشه بعيداً عن التجميل هو نجاح تاريخى وغير مسبوق فى مصر يكشف عن قيادة وطنية شريفة همها وشغلها الشاغل تحقيق أهداف الدولة المصرية فى البناء والتنمية والتقدم وأيضاً تلبية تطلعات وآمال المصريين وتحقيق السعادة والحياة الكريمة لهم. الدول والأوطان لا تبنى بالوعى الزائف والشعارات الكاذبة.. والمتاجرات والمزايدات ولكن تبنى بالصدق والموضوعية والعمل والبناء والصبر والتضحية.. فالعملية التنموية متكاملة تسير فى اتجاهين.. فلا تنمية تقوم بها الحكومة وحدها دون شعب واع ومؤيد.. فالتنمية بطبيعتها تتطلب تضحيات من أجل المستقبل والابتعاد عن الأنانية والمصالح الشخصية الضيقة. سابعاً: من المهم تواصل الحكومة مع الشعب حتى تعرف ما يريده الشعب وما يشكو منه وما يصبو إليه.. لذلك فإن التنمية والبناء يمضى فى اتجاهين والأساس فيهما الشفافية فى المعلومات والقرارات على حد سواء. لن تنهض الدول إلا بإشاعة الثقة بين الحكومة والشعب فهذه الثقة وحدها كفيلة بضمان العمل والتضحية.. وهنا يأتى دور الشفافية والمعلومات والإلمام بالتحديات مهما كانت صعبة وقاسية.
الرئيس السيسى سبق الجميع فى اتباع سياسة التواصل الدائم مع المصريين.. بكل صدق وشفافية وإطلاعهم أولاً بأول على التحديات والصعوبات والحاجة إلى قرارات إصلاحية لذلك على مدار ٧ سنوات راهن الرئيس على شعبه فى تحمل قرارات وتداعيات الإصلاح وبالعمل والصبر والتضحية حققت مصر نجاحات مبهرة أشبه بالمعجزة.
الحقيقة أيضاً أنّ الرئيس السيسى لا يفوت فرصة إلا ويتحدث مع شعبه بكل شفافية ومصارحة ومصداقية. ودائماً يفاخر ويشيد بشعبه فى المحافل الدولية وأنه هو البطل لكل ما تم إنجازه فى مصر وكل ما تحقق من بناء وتنمية ومشروعات عملاقة بصبره وعمله وتضحياته.. ومن هنا ترسخت ثقة لا محدودة بين القيادة والشعب.. فكل القرارات الصعبة التى اتخذها الرئيس السيسى متحملاً مسئولياتها بمفرده أتت ثمارها وحققت نتائج فاقت التوقعات وعادت ثمارها وحصادها على المواطن نفسه ويلمس ما يتحقق لذلك فهو دائماً يثق فى كل إجراء يتخذه الرئيس حتى وإن كان قاسياً أو صعباً لكنه هو الطريق الصحيح والسبيل الأمثل لمواجهة التحديات وبناء الحاضر والمستقبل.
الرئيس السيسى بالأمس خلال افتتاحه أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الزراعى فى العالم لزراعة ما يقرب من ٠٠٥ ألف فدان وما تشير إليه من بناء منظومة متكاملة للمياه فى مصر للتوسع الزراعى وخلق مجتمعات زراعية وعمرانية تعتمد على الزراعة والتصنيع والإنتاج لتوفير فرص العمل وأيضاً ترسيخ التنمية غير المسبوقة فى سيناء كقضية أمن قومى واستيعاب الزيادة السكانية.. حرص الرئيس السيسى على الحديث مع المصريين بكل شفافية ومصارحة.
التعدى على الأراضى الزراعية أو جسور الترع ومنشآت الرى ظاهرة خطيرة أهدرت مئات الآلاف من الأفدنة من الأراضى الزراعية الخصبة متوفرة الإنشاءات والبنية الأساسية للزراعة.. وهو الأمر الذى حدا بالدولة على زراعة أراض بديلة لزيادة الرقعة الزراعية بشكل غير مسبوق لتعويض الأراضى التى تم التعدى عليها وأيضاً إحداث التوازن بين مساحة الأراضى الزراعية التى وصلت الآن إلى ٧.٩ مليون فدان وسوف تزيد خلال الفترة القادمة وبين الزيادة السكانية لتأمين الاحتياجات المصرية من الغذاء وأيضاً تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتى وعدم الاعتماد على الاستيراد لتوفير هذه الاحتياجات.
الرئيس أشار إلى نقطة بالغة الأهمية أن إنشاء محطة المعالجة الثلاثية لمصرف بحر البقر وزراعة ما يقرب من ٠٠٥ ألف فدان كلف الدولة ٠٦١ مليار جنيه أو ما يزيد.. لذلك فإن التعدى على الأراضى الزراعية يهدر على الدولة ميزانيات هائلة ويسبب ضرراً بالغاً بالأمن الغذائى وفرص العمل.. وهو ما تبذل الدولة جهودا خارقة وفوق الخيال لتعويضه وزيادته بشكل غير مسبوق.. وأن هذا الأمر لابد أن يتوقف ليس بالتحايل أو الطبطبة ولكن باتخاذ إجراءات واضحة تقوم بها مؤسسات الدولة.
إن حرص الرئيس السيسى على شرح التحديات والإشارة إلى خطورة ما نفعله بأنفسنا وبأيدينا هو منتهى الوعي.. فالمواطن لابد أن يعرف خطورة ما يقدم عليه من تعد على الأراضى الزراعية وجسور الترع ومنشآت الرى وما يقوم به الرئيس هو خوف على مستقبل المصريين. ما حدث أيضاً فى بحيرة المنزلة وما كانت عليه من تعد وشكل وجوهر يكشف بجلاء جهود الدولة فى إنقاذ مثل هذه البحيرات وإعادتها إلى ما قبل ٠٠٥ إلى ٠٠٦ سنة وأيضاً كانت مساحتها مليون فدان تم إنقاذ ٠٥٢ ألف فدان وبشكل غير مسبوق الدولة المصرية تعمل منذ أكثر من ٧ سنوات جاهدة على التوسع الزراعى من خلال تنمية شمال ووسط سيناء وما لها من بعد استراتيجى يرتبط بالأمن القومى وأيضاً الدلتا الجديدة التى ستضيف فى مراحلها ٢.٢ مليون فدان إلى الرقعة الزراعية وجنوب الوادى وتوشكى وأيضاً الريف المصرى الجديد.
إننا أمام ملحمة أو معجزة قل ما تشاء تستوجب أن نستيقظ من غفوتنا التى استمرت طويلاً على مدار العقود الماضية من خلال الهدم بأيدينا دون وعى والتعدى على الثروة الزراعية من الأراضى شديدة الخصوبة والأجود فى العالم.. وأن استعواض هذه الأرض يكلف الدولة مئات المليارات لأنها منظومة متكاملة سواء فى المياه أو الكهرباء والطرق والبنية الأساسية والتحتية لذلك ما يقوله الرئيس السيسى لم يذكره أى مسئول فى العقود الماضية.. ولم يواجه أى رئيس سابق مشاكل وأزمات وتحديات مصر وشعبها ولم يصارح المصريين بالحقائق والتحديات وكانوا يبحثون عن الشعبية دون تحقيق آمال وتطلعات حقيقية للشعب.
لابد أن يعرف المواطن المصرى حقيقة تحدياتنا وأزماتنا ومن أين جاءت وماذا تفعل الدولة فالمواطن الآن هو من يشهد بنفسه بنجاح وثمار ونتائج مشروع تبطين الترع سواء فى سهولة وسرعة وصول المياه أو اليسر فى التحرك على جسورها إنها بالفعل مشروعات فوق الخيال. الحقيقة أن الشراكة بين القيادة والشعب فى مواجهة التحديات هى الحل الأمثل.. والطريق الصحيح الذى أرساه الرئيس السيسى منذ أن تولى أمانة المسئولية الوطنية فى قيادة مصر فالرئيس هدفه هو بناء دولة حديثة ووطن قوى وليس بناء شعبية.. هدفه المصريين وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم وليست أهدافا شخصية. إنه التجرد والإخلاص والشرف الذى يبنى الأوطان وليس المتاجرات والمزايدات ودغدغة مشاعر الناس بالشعارات الرنانة والكاذبة. إننا أمام مدرسة مصرية خالصة أسسها الرئيس السيسى فى كيفية صياغة العلاقة بين القيادة والشعب وترسيخ الثقة بينهما من خلال الصدق والشفافية والتواصل والمصارحة ولأن الجميع كما قال الرئيس شركاء فى بناء الوطن وفى قارب واحد.