رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحمد رمزي.. «الولد الشقي» دخل الفن بـ«لعبة بلياردو» وختم مشواره مع صديق العمر

28-9-2021 | 08:43


أحمد رمزي

محمد أبو زيد

شاب وسيم خفيف الظل، خطف قلوب الفتيات وتربع على عرش النجومية، وبات أحد أشهر "جانات" السينما المصرية، دخل الفن صدفة ولكنه كان مسكوناً به منذ نعومة أظافره، وقفت أمامه نجمات السينما وأشهرها، طارده لقب "الولد الشقي" في أفلامه بعد أن كسر الشكل التقليدي لبطل السينما الذي كان يظهر بشعر مصفف ويرتدي "البذلة" طوال الوقت، ليجسد أدوار الشاب "ابن الذوات" الذي يترك دراسته ولا يفلح في شيئ إلا مغازلة "بنت الجيران" ويطارد الجميلات بسيارته المكشوفة، وهو مرتدياً قميصاً "كاجوال" مفتوحاً حتى أصبح أيقونة للموضة يُقلده الشباب في جيله، وبات فتى أحلام الفتيات، وهو الأعلى أجراً بين "جانات" السينما في الخمسينيات الفنان الكبير أحمد رمزي.

ولد رمزي بيومي في 23 مارس 1930، لأب يعمل طبيباً، توفي إثر أزمة قلبية لتكتشف الأسرة أنه خسر كل أمواله في البورصة في آخر أسبوع من حياته، عكفت والدته الاسكتلندية على تربيته هو وشقيقه الأكبر "حسن" الذي أصبح فيما بعد طبيب عظام، والتحق "رمزي" بمدرسة فيكتوريا، ليجد بجواره زميله عمر الشريف، بعد سنوات الدراسة سلك "الشريف" طريق الفن وبات نجماً مشهوراً بعد فيلم "صراع في الوادي" وتزوج من بطلة الفيلم فاتن حمامة، بينما سار "رمزي" على نهج والده وشقيقه ودرس الطب لمدة 3 سنوات ولكنه فشل، حتى نصحه عمر الشريف أن يلتحق بكلية التجارة، ولكن لم يصادفه النجاح وكأنه لا يجب أن يمتهن سوى التمثيل.

ذات ليلة شتوية وبينما يلعب"رمزي" البلياردو في إحدى الصالات حتى جاء المخرج حلمي حليم ليقابل عمر الشريف ليعرض عليه سيناريو فيلم، ولكن لفت نظره شاب وسيم مفعم بالحيوية مشغولاً بلعب البلياردو حتى اقترب منه هامساً "تحب تشتغل في السينما" كانت جملة حلمي التي وقعت على مسامعه طوق النجاة الذي سوف ينقذه من التعليم والرسوب المتكرر، وكانت بداية المشوار عندما أسند له دور في فيلم "أيامنا الحلوة " 1955، مع صديقه عمر الشريف وفاتن حمامة والوجه الجديد حينها عبد الحليم حافظ، ليقترح عليه عمر الشريف أن يختار لنفسه اسم سينمائي ليصبح اسمه أحمد رمزي وتبدأ الرحلة.

توالت أفلامه من منتصف الخمسينيات حتى الستينيات، وكانت أول بطولة مطلقة له مع فاتن حمامة في "القلب له أحكام" وقدم نحو 30 فيلماً أبرزها "صراع في الميناء" للمخرج يوسف شاهين، و"أين عمري" مع ماجدة، ومع إسماعيل ياسين في "إسماعيل ياسين في الأسطول، ابن حميدو، إسماعيل ياسين في دمشق، وإسماعيل ياسين في الطيران".

 

 وصديق عبد الحليم حافظ في "الوسادة الخالية، وبنات اليوم"، ومع نعيمة عاكف في "تمر حنة"، وكان الأعلى أجرا في السينما بين "الجانات" رشدي أباظة وشكري سرحان.

فترة الستينيات قدم للسينما نحو 50 فيلماً ووقف أمام كبار نجمات السينما في "لا تطفىء الشمس" مع فاتن حمامة ورشدي أباظة، و"السبع بنات، وعائلة زيزي، وشقاوة بنات، العريس يصل غداً، أول حب، ليلة الزفاف، المغامرون الثلاثة، شقاوة رجالة، شقة الطلبة، شباب مجنون جداً" مع سعاد حسني، و "امرأة في دوامة" مع شادية، و"النظارة السوداء، جواز في خطر" مع نادية لطفي، و"حكاية العمر كله" مع فاتن حمامة وفريد الأطرش، ومع نجلاء فتحي في "غرام تلميذة"، لم يكن يعنيه البطولة المطلقة ولكنه يهوى الوقوف أمام الكاميرا التي أحبت وجهه.

فترة السبعينيات كانت مرحلة فارقة في حياة "رمزي" إذ لم تعد تناسبه أدوار "الولد الشقي" وانحسرت أفلامه، إذ شارك في نحو 20 فيلماً بينها أفلام ظهر فيها كضيف شرف منها "الباحثة عن الحب" مع نادية لطفي ورشدي أباظة، ودور "فكري" في "البحث عن فضيحة" مع عادل إمام وميرفت أمين، وظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم "أضواء المدينة" بينما كانت أفلامه الأبرز "ثرثرة فوق النيل" مع عماد حمدي، و "الأبطال" مع فريد شوقي، و "هي والشيطان" مع شمس البارودي" وبعد فيلم "الحب تحت المطر" مع ميرفت أمين، أحس أنه في عالم جديد عليه ليقرر الابتعاد في منتصف السبعينيات عن السينما معشوقته الأولى.

4 سنوات غياب كان يراقب فيها السينما من بعيد حتى نادت عليه ليعود من خلال فيلم "حكاية‏ ‏وراء‏ ‏كل‏ ‏باب" مع فاتن حمامة وأحمد مظهر، وبعده اختفى مرة آخرى ولكن طالت المدة وتجاوزت الـ 15 عاماً جلس فيها في مقعد المشاهد، ليعود للسينما التي يعشقها من كل قلبه منتصف التسعينيات من خلال فيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور، وفي أوائل الألفية وبعد 5 سنوات مختفياً عاد ليشارك في فيلم "الوردة الحمراء" مع ‏ يسرا ومصطفى فهمي وإخراج إيناس الدغيدي، لم يكن للتليفزيون حظاً من موهبة أحمد رمزي ولم يقدم سوى مسلسلين مسلسل "وجه القمر" 2000 وختم مشواره مع صديق العمر والفن عمر الشريف في مسلسل "حنان وحنين".

تزوج أحمد رمزي 3 مرات، الأولى من عطية الله الدرمللي الفتاة الأرستقراطية التي قابلها في حفل كانت تعده والدتها وبعد قصة حب تزوجها وأنجب منها ابنته "باكينام".

 والثانية من الفنانة نجوى فؤاد واستمر 17 يوماً، حسبما قالت "نجوى" في تصريحات تليفزيونية لها وأنها سافرت بعد كتب الكتاب إلي أمريكا وبعد عودتها وجدته قد عاد لزوجته وابنته وطلبت منه الرجوع لبيته واسرته، بينما أكد "رمزي" في حوار له مع الفنانة صفاء أبو السعود ببرنامج "ساعة صفا" أن الزواج من نجوى فؤاد استمر 21 يوماً وكان لأسباب معينة رفض الإفصاح عنها.

وكانت الزيجة الثالثة من المحامية اليونانية نيكول ألبير وأنجب مها "نائلة" و"نواف" الذي ولد بإعاقة في حركة اليدين والقدمين ومشاكل في النطق، وتوفي في لندن عن عمر 41 عاماً.

 وفي هدوء رحل أحمد رمزي عن عالمنا في 28 سبتمبر 2012 عن عمر ناهز 82 عاماً داخل منزله بمنطقة "العلمين" في الساحل الشمالي، رحل "الولد الشقي" وترك مكانه خالياً لا أحد يستطيع أن يملؤه، وأفلاماً شاهدة على موهبته وحبه للفن الذي وصفه بأنه بالنسبة له "متعة".