رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


في مثل هذا اليوم.. ميلاد الفيلسوف الصيني "كونفوشيوس"

28-9-2021 | 14:14


الفيلسوف الصيني كونفوشيوس

عائشة مفتاح

تحل اليوم  الثامن والعشرين من شهر سبتمبر، ذكرى مولد الملك الفيلسوف "كونفوشيوس"، والذي يعد أول فيلسوف صيني ينجح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الإجتماعي والأخلاقي.

وقد وُلد كونفوشيوس في الثامن والعشرين من سبتمبر 551 قبل الميلاد، في منطقة "زو" بالقرب من تشيوفو الحالية بمقاطعة شاندونغ في شرق الصين وكان سُمي عند مولده باسم "كونك - فو - دزه" وكان أتباعه وتلامذته يدعونه كونك المعلم.

وقد كان طفلًا عندما توفى أبوه، فعاش مع أمه في فقر شديد، وعندما كبر عمل موظفًا في الحكومة، ثم اعتزل العمل الحكومي وبعدها أمضى ستة عشر عامًا من عمره يعظ الناس متنقلًا من مدينة إلى أخرى، وقد ألتف حوله عدد كبير من الناس، ولما بلغ الخمسين عامًا عاد إلى العمل في الحكومة، ولكن استطاع بعض الحاقدين عليه أن يطردوه من الحكومة، فترك لهم البلاد كلها، وأمضى بعد ذلك ثلاثة عشر عامًا مبشرًا متجولًا، ثم عاد ليقيم في بلدته الخمس سنوات الأخيرة من عمره، حتى توفى سنة 479 قبل الميلاد.

وقد وصف "كونك" نفسه بأنه مجرد ناقل وليس مبدعًا، ووردت بمأثوراته عبارات يتحدث فيها عن السماء، معبود الصين الرئيسي ويبدو من إستقراء كتاباته أنه كان يحس بأن السماء قد استودعته رسالة إبراء العالم الصيني من أوجاعه، وآمن بأن السماء لن تخذله وفي ذات مرة أظهر استهجانه لعدم ثقة أحد به لكنه أضاف بأن السماء تفهمه.

وقد قسّم "كونفوشيوس" الناس بالنسبة للمعرفة إلى أربع درجات فقال عن صاحب الدرجة الأولى: "رجل وهبته السماء المعرفة وأوتي الإلهام وهي من أعلى الدرجات".

ويذكر أنه كثيرًا ما وُصف كونفوشيوس بأنه أحد مؤسسي الديانات، وهذا تعبير غير دقيق إن لم يكن خاطئاً فمذهبه ليس دينًا، وإنما مذهبه هو طريقة في الحياة الخاصة والسلوك الإجتماعي والسلوك السياسي، ومذهبه أيضًا يقوم على حب الناس وحسن معاملتهم والرقة في الحديث والأدب في الخطاب، ونظافة اليد واللسان، وأيضًا يقوم على احترام الأكبر سنًا والأكبر مقامًا، ولكنه في نفس الوقت يكره الطغيان والإستبداد، ويؤمن بأن الحكومة أُنشئت لخدمة الشعب وليس العكس، ومن الحكم التي اتخذها كونفوشيوس قاعدة لسلوكه تلك الحكمة القديمة التي تقول : " أحب لغيرك ما تحبه لنفسك ".

وقد جاء نجاح كنفوشيوس بعد موته ولكنه كان نجاحًا كاملًا، لقد كان يضرب في فلسفته على نغمة سياسية عملية أحببتها قلوب الصينيين بعد أن زال بموته كل إحتمال لإصراره على تحقيقها.

وقد توفى كونفوشيوس 11 إبريل 479 قبل الميلاد بمسقط رأسه ليو.