قال الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله خلال الندوة النقدية المنعقدة بمقر منتدى المستقبل للفكر والإبداع، لمناقشة رواية "أبناء حورة" للكاتب الروائي والسيناريست عبدالرحيم كمال، الرواية تمثل نقلة نوعية في السردية، والزمن هو عنصر مركزي في هذه الرواية، الكاتب ينطلق في هذه الرواية من عالمه الخاص".
وأوضح: الرواية تأتي في ثلاثة ابواب وجملة من الفصول السردية وهذا التقسيم يشبه الكتب التراثيه القديمة، وإن هناك استراتيجية في البناء يتبعها الكاتب في بناء هذه الرواية".
وأضاف: نحن في هذه الرواية أمام بناء منظم، والكاتب يستلهم في روايته كتب خوالد مثل ألف ليلة وليلة، والكاتب يرسي في المقدمة افتتاحيه للنص الروائي، والتي تمثل تهيئة للمتلقي".
وتابع: الرواية هنا تعرف بالاساس فكرة الحكاية داخل الحكاية، نحن امام سردية مراوغة تمثل معكوس الموروث الموجود لدى الجميع عن ألف ليلة وليلة، كما إن النص يعرف فكرة الفجوات الزمنية، والتي هي في ظني متروكة للقارئ".
وأضاف: في رواية ملحمية تتبع خطاها، تبني على ما هو مستقر وتنحو صوب إضافة نوعية لمدونة السرد العربي، تتخذ من الشكل التراثي للمتن الروائي زيا لها، فتاتي مقسمة إلى أبواب وفصول على عادة الكتب، يحمل الباب الأول عنوان حورة التي تنتسب إليها الرواية والثاني حور ونور الحفيدان اللذان يحافظان علي سردية الحب التي تنفتح لها الأبواب الموصدة، ويحمل الباب الثالث عنوان الراصدة الذين يمثلون البطل المضاد والذين يملؤن الأرض بالجواسيس، وفي متنهم الحاقدة نقيضي المحبين الذين يملؤن الرواية.
وأشار: ثمة استراتيجية للسرد اذن تبدأ من التقسيم الشكلي للرواية هذا التقسيم الذي لم يكن مجانبا او عابرا، يمنح عبد الرحيم كمال في روايته ( أبناء حورة) من معين تراث نادر ساقته إلينا كتب الحكي في تراثنا العربي وفي متنها ألف ليلة وليلة التي صارت تراثا إنسانيا عاما، وصفه بورخيس بأنه قادر دوما على إعادة خلق ذاته من جديد.
وواصل: وربما بدت ليالي ألف ليلة للكاتب الاستثنائي نجيب محفوظ أيضا من الكتب التي نهلت من التراث الحر وصبغته بروحها.
وأختتم: هنا يقع عبد الرحيم كمال على مدونة للحكي متاحة للكافة لكن إمكانات التعبير الجمالي عنها وطرائقه الفنية وتكنيكاته ووصله بين الممكن والمستحيل، وما اسميه بصناعة المنطق الجمالي للنص حتى لو بدا خيالا محضا يتماس مع تصورات في الواقع ويحيل إليها رامزا من بعيد او قريب، مضيفا ومؤولا. ليس هذا كل شيء هنا في رواية ابناء حورة وهو كل شيء في آن.
ويناقش الرواية الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والشاعر والمؤرخ الأدبي شعبان يوسف، والروائية صفاء النجار، ويديرها القاص والإعلامي علاء أبو زيد.
وقد صدرت رواية "أبناء حورة" حديثا عن دار الكرمة للنشر والتوزيع، وتأتي بعد سلسلة من الأعمال السردية للقاص والروائي عبدالرحيم كمال، من أهمها: (المجنونة "الرحلة إلى الدانمارك وبلاد أخرى" )، و(بواب الحانة )، و( أنا وانت وجنة وشهد)، و( قصص بحجم القلب)، فضلا عن كتابين في الحكي الصوفي هما: ( ظل ممدود)، و( منطق الظل)، ومسرحية ( صاحب الوردة).
تحكى رواية "أبناء حورة" قصة سيدة تدعى حورة وأولادها "نور الطريق جمال" و"حُسن الجوار جمال" و"سيف القضاء جمال"، وفيها نقابل الرياحى والحر الواثق ورماح الحكَّاء، نرى العمالقة ونختبئ من الغيلان وندخل عوالم يمتزج فيها الطير والبشر، نعيش فى قاهرة لا تشبه قاهرتنا، ومستقبل لا يشبه حاضرنا، لكن شيئًا واحدًا يربطنا، هو النجاة فى الحب مهما تعددت طرائقه، أو كما يقول الشيخ صفى الدين بإخلاص ويقين: "ثوب الحب لا يُصنع إلا بخيوط من عجب".
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".