رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


طريقة مأسوية للأفغان لحماية ممتلكاتهم بعد سيطرة طالبان

1-10-2021 | 13:14


إزالة حركة طالبان صور النساء من الشوارع

منة سيد بكر

سيطر الرعب على حياة الأفغان بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان إذ  توقفت معظم أشكال الحياة، وحفلات الأعراس وفرق الزفاف و الفنانين  توقفوا عن العمل.   

ومنذ تولي حركة طالبان السلطة وسيطرتها على العاصمة كابل منتصف أغسطس الماضي، وآلاف الرسامين والفنانين والكتاب إما فروا إلى خارج البلاد خوفا من طالبان ، أو حاولوا ذلك ، وإما اختبأوا في منازلهم منتظرين فرجا قد يطول  . 

ومن الواضح أن آثار تاريخ الحركة و الأضرار النفسية التي وقعت علي الشعب بسبب الفظاعات التي ارتكبت خلال حكمها البلاد في التسعينات ، لا تزال جاثمة أمام الأفغان، و كم الآذي الذي تعرضوا له ، ولعل هذا ما دفع مئات الفنانين إلى إبادة رسوماتهم لا سيما تلك التي تصور نساء، أو حرقها .  


كما دفعت بائعو الكتب إلى إخفاء مئات المخطوطات والأبحاث والمؤلفات، خوفا من "عقاب" عناصر طالبان .

فقد شهد عدة رسامون  لصحيفة واشنطن بوست الأميركية عن قيامهم بإخفاء لوحاتهم ودفنها  "تحت سابع أرض" لكي لا يعثر عليها العناصر في الحركة.  

كما أعرب أحد المخرجين الذين فر إلى خارج البلاد، أنه دفن قرصا يحتوي على أكثر من 20 فيلما في مكان سري خوفا من طالبان ، تلك القصص أشبه بالخيال و تدعونا نتسائل هل في يوم ستذهب تلك القيود و يزال ستار الرهاب و تعود الحياة إلي مجراها و سيعود  أم ستطول  لسنوات مجهولة العدد ، لا نعرف هل في المستقبل يمكن أن تكون  تلك المدخرات  المخفية تصبح آثار تحكي قصص أصحابها ومن سيجدها صدفة كالكنز المفقود في الأفلام . 

وأكدت المخرجة الأفغانية صحراء كريمي على أن لا قيمة للفن إن لم يكن الفنان حرا في التعبيرعن أفكاره، متحرر من أي دكتاتورية أو رقابة . 

ومن الرسم إلى الكتب والأفلام، إنتقل القمع إلى الموسيقى أيضا، فقد أغلقت المتاجر التي تبيع الآلات الموسيقية كما العديد من المعارض الفنية منذ سيطرة الحركة على البلاد.

كذلك، توقفت حفلات الأعراس، وفرق الزفاف والمغنون الشعبيون عن العمل، حيث ألغت العديد من قاعات الأفراح من برامجها الفقرات "الموسيقية" كي لا تغضب طالبان . 

فيما أوضح صفي الله حبيبي، مدير معهد الفنون الجميلة في كابل، وهو مؤسسة حكومية " أن طالبان لم تصدر أي تصريحات أو تعليمات بخصوص الفنون، إلا أن الفنانين أنفسهم يقيدون نشاطاتهم، لاعتقادهم ربما أو خوفا من أن تكرر الحركة سياساتها السابقة، فخلال حكم طالبان الماضي، لم يكن للفنون على أنواعها كما للنساء أي مكان في حكمهم .

يذكر أن الحركة كانت أعادت خلال الأسابيع الماضية عقوبة الإعدام وبتر الأطراف ، كما علقت بعض الجثث في مدينة هرات وطافت بهم الشوارع بغية بث الرعب، وردع أي من تسول له نفسه مخالفة القوانين في البلاد .

كذلك منعت قص اللحى، فضلا عن تشغيل الموسيقى في الأماكن العامة ومحال الحلاقة ، و كل ذلك و لم يمر علي مجئ الحركة أكثر من شهر  تجعلنا نفهم بإستيعاب سبب التصرفات التي يقوم بها الآفغان  و توقع ما يمكن أن يصدر عنهم مستقبلاً .