رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


علي مدار 3 ليال .. أوبرا عايدة كامل العدد على المسرح الكبير

28-5-2017 | 10:13


كتبت : نيفين الزهيري - عدسة : عبد الحافظ حمدي

ما أن تجلس علي أحد كراسي المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ستري السحر، حيث يتحول المكان إلي أكبر مسارح العالم في عمقه، ليعود لعبق التاريخ الفرعوني، وهنا فقط تنفصل عن العالم وتشعر وكأنك أحد أفراد هذا العالم الغامض والساحر، المكان كله تحول إلي أحد ساحات القصر الفرعوني الكبير لتري "أمنيريس" وهي ابنة الملك تجلس علي عرش مصر وهي في اسقبال الجيوش المصرية وهي عائدة من حربها مع الأحباش، وعلي رأسهم رادميس قائد الجيوش الذي يقدم فروض الولاء والطاعة لكهنة المعبد والملك وأبنته، تري حركة ضخمة علي خشبة المسرح مابين الجيوش والخدم والجواري وأعداد من الجماهير التي وقفت في انتظار المنتصرين، ولكن ما يمكن ان يفصلك عن هذا الخيال المتمثل في عالم اوبرا عايدة والتي قدمت علي مدار ثلاثة أيام لتعيد عشاقها من المصريين والأجانب إلي هذا العالم وليعلن شباك التذاكر شعار كامل العدد علي الليالي الثلاث للحدث الذي تقوم دار الاوبرا المصرية بالترتيب له منذ شهرين كاملين.

أوبرا عايدة

حيث واصلت بروفات وتدريب لمدة اسبوع كامل بشكل منتظم علي الرقصات والغناء، ولاكثر من شهر علي صيانة الديكورات الخاصة بهذه الأوبرا العريقة والتي تعتبر من أضخم الديكورات، وتدريب المجاميع من الفنانين والعساكر علي الحركة في العرض ، حيث قام المخرج المنفذ الدكتور عبدالله سعد بعمل بروفات جنرال للعرض علي مدار 3 ايام متواصلة لتركيب الديكورات والتدريب علي حركة الممثلين والراقصين وقد شارك في العرض الذي اشرفت عليه ايمان مصطفي المدير الفني لدار الاوبرا المصرية كل من فرقة باليه أوبرا القاهرة تحت إشراف أرمينيا كامل وبمصاحبة أوركسترا اوبرا القاهرة قيادة المايسترو الايطالى ديفيد كريشنزى وكورال اكابيلا قيادة وتدريب الدو مانياتو، والمعروف ان العرض من اخراج الراحل الدكتور عبدالمنعم كامل.

أيقونة الختام

واختارت الاوبرا ان تقدم هذا العرض في هذا التوقيت ليكون خير ختام في الموسم الثقافي لدار الاوبرا المصرية وآخر عروضها المتميزة قبل بداية موسم جديد، بالاضافة الي دورها في تقديم رسالة تنويرية هادفة من خلال هذا العرش الذي يعد من أشهر وأهم كنوز الفنون الراقية، فأوبرا عايدة تعد ايقونة للفنون الجادة وحالة فنية شديدة الخصوصية ونموذجا لتفاعل المبدعين الاجانب مع التاريخ والحضارة الفرعونية حيث كتب نصها الغنائي الايطالى جيسلا نزوني ووضع موسيقاها مواطنه العالمى جوزيبى فيردى ونسج قصتها عالم الآثار الفرنسى اوجست ماريت تخليداً لانتصار المصريين على الاحباش وتجسيداً للصراع بين الواجب والعاطفة حيث يقع قائد الجيش المصرى راداميس فى غرام الاميرة الحبشية عايدة بعد أسرها ومحاولة الفرار من فرعون مصر الذى اكتشف خطتهما وحكم على القائد راداميس بدفنه حياً لاتهامه بالخيانة العظمى لتنتهى الاوبرا باستسلامه فى قبره الذى سبقته إليه عايدة.

وأدي الادوار الرئيسية السوبرانو ايمان مصطفى بالتبادل مع البلغارية تسيفيتيلينا مالدزانكسا فى دور عايدة ، التينور الايطالى بييرو جولياتشى فى دور راداميس ، الباريتون مصطفى محمد بالتبادل مع الايطالى اندريا كارنيفالى فى دور أموناصرو ،الميتزوسوبرانو جيهان فايد بالتبادل مع جولي فيظي فى دور أمنيرس ، الباص باريتون عبد الوهاب السيد بالتبادل مع اسامة جمال فى دور الملك ، الباص رضا الوكيل في دور رامفيس ، داليا فاروق في دور كبير الكهنة والتينور تامر توفيق بالتبادل مع إبراهيم ناجي في دور الرسول .

عايدة فى أرقام

ومن خلال الارقام يشهد هذا العرض مشاركة المئات من الأشخاص فيه فعدد النجوم الرئيسيين للعمل 6 فنانين يتغيرون بإجمالي 12 فناناً، بالإضافة إلي 44 من الكورال رجالاً ومثلهم من النساء، و10 آخرين من النساء والاطفال يمثلون دور الاسري، و24 راقص باليه علي رأسهم راقص الباليه الشهير هاني حسن، بالإضافة إلي 85 مجندا يشاركون في العرض علي اعتبار انهم من جيوش مصر المنتصرة.

الجدير بالذكر ان أوبرا عايدة كتبت خصيصا لتقدم ضمن الاحتفالات بانتهاء حفر قناة السويس عام 1869 وظهرت للنور لاول مرة على مسرح الاوبرا الخديوية فى 24 ديسمبر عام 1871 وتتميز بالديكورات الفخمة التى تعكس عظمة تاريخ مصر وتراثها الحضارى وبالأعداد الضخمة للعارضين والمجموعات كما نال احد مقاطعها الموسيقية الذى يصور لحظة الانتصار (مارش النصر ) شهرة واسعة ولاقت نجاحاً كبيراً عند عرضها فى مختلف دول العالم .