رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


واحدة من أقدم مدن العالم.. سوهاج مدينة الحضارات

1-10-2021 | 19:47


محافظة سوهاج

حسين أبوالمجد

 عُرفت مدينة سوهاج، الواقعة في صعيد مصر، بتاريخها العظيم كونها واحدة من أقدم مدن العالم، وتحتوي على آثار تعود للحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية، وتعود بدايتها إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة.

ويقول الدكتور شعبان السمنودي، أستاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهرلـ"دار الهلال" ، أن:  أرض سوهاج شهدت أحداثا تاريخية مهمة، بداية من عصور ما قبل التاريخ، إذ استوطن فيها المصري القديم، وأسس فيها حضارة في منطقة (أم العقاب) بمقابر للأسرتين الأولى والثانية، إضافة لمركز عبادة أوزيريس (إله البعث والحساب عند المصريين القدماء) في أبيدوس، وأصبحت مركزا للحج لقدسيتها واحتوائها على قبر أوزيريس، وكونها عاصمة لمصر بعد توحيد مينا القطرين".

وعلى الجانب الشرقي من النيل تقع أخميم، أهم مدن سوهاج التي عاش فيها الملكان يويا وتويا والدا الملكة "تي"، زوجة الملك العظيم أمنحتب الثالث ووالدة إخناتون.

واضاف السمنودي: أن أخميم كانت عاصمة للإقليم الـ9 بمصر القديمة وحتى نهاية العصر الروماني، وعرفت في النصوص الفرعونية باسم (خنتي مين) ويعني (مقر من)، وفي العصر القبطي عرفت باسمين (شمين) و(خمين)، بينما في العربية باسم أخميم، وأطلق اليونانيون عليها (بانوبوليس)". وذكر استاذ التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر، أن أخميم تحتوي على بقايا معبد أبيو المشهور، إضافة لمقابر بالجانب الشمالي الشرقي بها، وتعود أهميتها لوجود مدينة أثرية كاملة تحت المدينة الحديثة، واحتمالية احتوائها على معبد فرعوني يوازي أهمية معبد الكرنك بالأقصر".

وتزايدت أهمية أخميم، عقب الكشف الأثري عن تمثال الملك رمسيس الثاني أحد ملوك الأسرة الـ19، وفي عام 1982 عُثر على بقايا معبد لرمسيس الثاني وتمثال ضخم لميريت آمون ابنته، وبقايا مهشمة لتماثيل رمسيس الثاني، وقطع أثرية من العصر اليوناني والروماني وأطلق على أبيدوس أسماء عدة، العرابة المدفونة، وأيجو، وآبدو، وصولا لاسمها الحالي أبيدوس، وكانت المركز الرئيسي لعبادة أوزيريس، إذ دفن فيها رأسه، وفقا للأسطورة الفرعونية، وضمت عددا من مقابر الأسرتين الأولى والثانية على شكل مصطبة بها أوانٍ وأدوات فخارية.

وتحتوي المدينة، التي تبعد عن النيل بنحو 12 كم، على معبدي سيتي الأول ورمسيس الثاني، وتحتوي على الكثير من الآثار؛ بينها أقدم القوارب في التاريخ المصري القديم، وخلال فترة زمنية قريبة أعيد اكتشاف الكثير من الآثار المدفونة بأبيدوس، ما أطلق عليها اسم "العرابة المدفونة"، وفقا لتصريحات كبير الأثريين.

وأن أهم المعابد داخل أبيدوس، معبد سيتي الأول ومعبد لاريب ومعبد جنائزي شيّده الملك سيتي الأول، والد الملك رمسيس الثاني، ويتميز بالنقوش المزخرفة على الأعمدة والجدران التي توثق معارك رمسيس الثاني وانتصاراته في آسيا، واستكمل رمسيس الثاني تشييد المعبد.

ويوصف معبد سيتي الأول بـ"كتاب" تسرد صفحاته الإبداع المعماري والفني والعقائدي في مصر القديمة، ويوضح أهمية المعبد للتخطيط المعماري الفريد في شكل حرف "L" في اللغة الإنجليزية، إضافة لاحتوائه على 7 مقاصير رئيسية للآلهة: "أوزيريس وإيزيس وآمون رع ورع حور وأختي وبتاح" والملك سيتي الأول.

ولفت«السمنودي» أن "أبيدوس ضمت أيضا، الأوزيريين، ومقبرة أوزيريس التي بُنيت خلف معبد سيتي الأول على عمق 18 مترا تحت الأرض، إضافة لمعبد رمسيس الثاني شمال معبد سيتي الأول، وشونة الزبيب الحصن المبني على ارتفاع 12 مترا، وبقايا هرم السنكي أورخ بالأسرة الـ4، ومقابر تنتمي للأسرتين الـ4 والـ5".