أولت الدولة المصرية اهتماما كبيرا بملف الاستثمار بشكل كبير في السنوات الماضية وسعت لتهيئة البيئة والمناخ المناسب لجذب المستثمرين وزيادة الاستثمارات باعتبارها العمود والمحرك الرئيسي للاقتصاد والتنمية.

ورصد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، مؤشر جاذبية الاستثمار في القارة الأفريقية 2021 وفقاً لتقرير "أين تستثمر في أفريقيا"، الصادر عن بنك "راند ميرشانت" عام 2021، حيث جاءت مصر كأفضل وجهة جاذبة للاستثمار في أفريقيا للعام الرابع على التوالي.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من تضرر الاقتصاد المصري من الوباء، إلا أن مصر كانت من أوائل الدول التي عادت إلى مسار النمو، بفضل التدابير السريعة التي اتخذتها الدولة المصرية.

هذا وقد حصلت المغرب على المركز الثاني في القارة، تليها جنوب أفريقيا في المركز الثالث، ثم رواندا، وبوتسوانا.

تحسين البنية التحتية

قال وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي، أن حصول مصر على أفضل وجهة جاذبة للاستثمار في أفريقيا هو شيء طبيعي ومتوقع بعد ما قامت به الدولة من مجهودات كبيرة لتحسين ملف الاستثمار عن طريق تحسين البنية التحتية وتوفير الأراضي الصناعية والطرق والموانئ وغيرها, بالإضافة إلى تطوير البنية التشريعية بإصدار قانون ضمانات وحوافز الاستثمار.

وأشار في تصريح لبوابة دار الهلال، إلى أن مصر استطاعت تحقيق توازن على الرغم من جائحة كورونا وكان لهذا التوازن دور في تشجيع الاستثمار، حتى أصبحت هي الوجهة الأكبر من حيث جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنوات الماضية وحققت معدل نمو في العام المالي الماضي وصل إلى 8.%.

وأشاد بعمليات الإصلاح الهيكلي التي بدأتها الدولة بتطوير قطاع الصناعة والزراعة وقطاع الاتصالات وما يتصل بهم من قطاعات. واستكمل هذه الإصلاحات سيكون لها دور مهم لجذب الاستثمارات بشكل اكبر شريطة أن تكون شاملة لكل القطاعات وبشكل سريع لتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين والتي يشتكون منها بصورة دورية.

فرص واعدة

وفي نفس السياق قال الدكتور سعيد توفيق، أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة عين شمس، أن مصر لديها فرص واعدة وجاذبة للاستثمار والمستثمرين حيث أن شبكة الطرق التي تنفذها مصر كان لها دور كبير في جذب الاستثمار، حيث تعتبر الطرق هي العمود الفقري لأي استثمار في أي دولة، لذا فإن اهتمام الدولة بهذا الموضوع لم يكن من فراغ.

وطالب في تصريح لبوابة دار الهلال، الدولة بالاهتمام بتحسين النقل الجوي والبري من موانئ ومطارات في الفترة القادمة، مؤكدا أن تحسين بعض الملفات الخاصة بالنقل سيجذب المزيد من الاستثمارات ويجعل مصر تتصدر الترتيبات العالمية وليس الأفريقية فقط.

ونوه إلى أن من أهم المميزات الجاذبة للاستثمار هي توافر الأيدي العاملة كما أنها ليست مرتفعة، بالإضافة إلي أن البيئة المصرية خصبة لتنمية الصناعات مقارنة بأي دولة في الشرق الأوسط. وناشد الدولة بضرورة تعيين أشخاص كفء للترويج لفوائد الاستثمار في مصر وجذب المزيد من الاستثمارات والا فستكون الإصلاحات التي تقوم بها هباء.

الجدير بالذكر أن مؤشر جاذبية الاستثمار في القارة الأفريقية هو مؤشر سنوي، يهدف إلى قياس مدى جاذبية الاستثمار في الدول الأفريقية من خلال تحليل عاملين أساسيين، هما: حجم النشاط الاقتصادي الذي يتكون من حجم السوق ونموه، وبيئة التشغيل الذي يتكون من مؤشر ممارسة الأعمال ومؤشر التنافسية العالمية ومؤشر مدركات الفساد ومؤشر الحرية الاقتصادية.