تغليظ عقوبة التنمر بذوي الهمم.. هل يكفى لمواجهة أى أشكال للإساءة والتمييز ضدهم؟
بعد موافقة لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب على تعديل قانون الأشخاص ذوى الإعاقة لتغليظ عقوبة التنمر على ذوي الاحتياجات الخاصة, أكد أطباء نفسيين أن هذا القرار سيكون له أثر إيجابي عليهم وسيعمل بشكل أكبر على دمجهم في المجتمع وسيكون رادع لكل من تسول له نفسه التنمر عليهم أو التمييز ضدهم.
دور الإعلام
قال د. محمد مزيد, دكتور علم النفس, أن هذا التشريع سيشعر ذوي الهمم بتقدير واهتمام الدولة بهم خاصة أن الرئيس السيسي يحضر ممثلين لذوي الاحتياجات في المؤتمرات ويتحدث عن حقوقهم , بعدما كان الرؤساء السابقين لا يولونهم اهتمام ولم يسعوا بشكل جدي لدمجهم في المجتمع. وأشار إلى أنه عندما بدأت الدولة في السعي لدمجهم استطاعت فتاة مصابة بمتلازمة داون أن تصبح مذيعة وأصبح يوجد أول معيد من أصحاب متلازمة داون في الجامعات المصرية أيضاً, وكل هذه الأشياء ستؤدي إلى دمجهم بشكل أكبر في المجتمع بعد أن كانوا فئة مهمشة رغم أن عددهم في المجتمع ليس قليل.
وأكد في تصريح لبوابة دار الهلال، أن الموضوع لا يتعلق في المقام الأول بالقانون, ولكن قبل سن القانون لابد من تغيير ثقافة المجتمع ونشر التوعية عن طريق متخصصين في علم النفس كما أن الإعلام له دور مهم جدا عن طريق تقديمهم في الأفلام بشكل جيد وعمل أفلام وثائقية عن إنجازاتهم حتى يعرف الناس قدراتهم وأنهم لهم قدرات فائقة.
وتابع أن الموضوع متعلق بالمجتمع نفسه فكلما عرف المجتمع كيفية التعامل مع ذوي الهمم وفهم احتياجاتهم أصبح دمجهم في المجتمع أسهل وسيقل التنمر عليهم وسيختفي نهائياً, ويجب ربط الموضوع بالدين فالقيم الدينية تنهى عن التنمر وتأمر بحسن معاملة ذوي الاحتياجات " عسى أن يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم" بالإضافة إلي نشر حملات توعية لرفع الوعي لدي الناس.
ونوه مزيد إلى أن الإعلام يتحمل قدر من المسئولية في نشر فكر التنمر على ذوي الهمم مثل فيلم صرخة نملة الذي كان فيه أحد أفراد متلازمة داون, وتم تقديمه للسخرية منه والتنمر عليه.
وطالب الإعلام بتقديم محتوى بديل لنشر الوعي والنهي عن التنمر ضد ذوي الهمم.
تطبيق العقوبة
أكد د. أنور حجاب, دكتور علم نفس, على أن هذا التشريع سيكون له أثر إيجابي على ذوي الهمم, خاصة أن هذه العقوبة ستكون رادعة لمن تسول له نفسه التنمر أو إيذاء ذوي الهمم فغلظة العقوبة ستقلل التنمر بشكل كبير.
وأضاف فى تصريح لبوابة"دار الهلال"، أن هذا التشريع سيرفع من معنوياتهم وسيشعرهم باهتمام الدولة خاصة أن الرئيس منذ توليه وجه لهم أهمية وأقام لهم حفلات ومؤتمرات وأهتم بالأندية الرياضية الخاصة بهم بعدما لم يكن المجتمع ينظر لهم نظرة إيجابية من قبل.
وناشد بضرورة تطبيق العقوبة وتنفيذها بشكل صارم ضد المتنمرين ومن يحملون نظرة سلبية ضد ذوي الهمم, فلابد من تنفيذ العقوبة تنفيذ جدي وفوري لا أن تكون مجرد تشريع حتى يختفي التمييز ضد ذوي الاحتياجات نهائياً من المجتمع. فإذا تم تطبيق العقوبة سيتردد الشخص كثيراً قبل أن يقوم بفعل التمنر.
وتابع أنه لابد من إلغاء مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة أو متحدي الإعاقة نهائياً واستبدالها ب" أحباب الله" حتى يكون هذا المسمى رادع لمن تسول له نفسه التنمر عليهم.