أكد وزير الخارجية سامح شكري أهمية وقوة العلاقات المتبادلة بين مصر وروسيا، وقد ناقش وزير الخارجية خلال اجتماعه مع نظيره الروسي سيرجي لافروف أوجه زيادة التعاون بين البلدين، حيث تحرص مصر على تعزيز التعاون في المجالات المختلفة، وتحرص على استمرار العلاقات التاريخية والوثيقة بين البلدين، كما ناقش الوزيران التطورات الحالية في المنطقة، وكذلك قضية سد النهضة.
وقد شكر الوزير سامح شكري روسيا على موقفها الداعم في أزمة سد النهضة، خاصة الدعم الذي لقيته مصر خلال تناول الأزمة بمجلس الأمن، وقال شكري "أننا نتطلع للتعاون مع موسكو لحل تلك الأزمة"، حيث إن المندوب الروسي بمجلس الأمن ناقش أزمة سد النهضة في شهر يوليو السابق، وتعد هذه هي المرة الأولى منذ عشر سنوات تقريبًا التي يتم مناقشة أزمة مياه في مجلس الأمن، حيث تعد تلك الأزمة تهديدًا للأمن القومي المصري.
كما تبادل الوزيران الآراء في الوضع الحالي في ليبيا، وقد أوضح لافروف أن روسيا تدعم عملية الانتخابات في ليبيا، كما تدعم أيضا خروج القوات المرتزقة من الأراضي الليبية، وتشجيع القوات المسلحة الموحدة، وتعزيز الهيئات الحكومية، مؤكدًا ضرورة خروج القوات المرتزقة من ليبيا بشكل منظم وتدريجي، وهذا يتفق مع رؤية مصر وما صرح به سامح شكري في اجتماعه في مجلس السلم والأمن الإفريقي الذي عقد منذ عدة أيام.
وأوضح سامح شكري أن على رأس القضايا التي ناقشها هي قضية فلسطين، وقد بحث مع نظيره الروسي قضية إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تسعى موسكو إلى إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وتحاول مصر الآن تحقيق وحدة الصف الفلسطيني، وتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني الشقيق.
وعن الوضع في سوريا، أضاف وزير الخارجية سامح شكري أنه تباحث مع نظيره الروسي حول كيفية الخروج من الأزمة، وأكد أهمية التعاون بين البلدين لحل الأزمة السورية، حيث إن الحلول الأحادية لم تكن متسقة في السنوات الأخيرة، وأشار أنه لا بد من حل يرضي جميع الأطراف ويزيل التوتر القائم بالمنطقة، وقد التقى سامح شكري وزير الخارجية السوري فيصل المقداد على هامش أعمال الجمعية العامة بالأمم المتحدة بنيويورك، وأكد شكري أن القاهرة تعتبر سوريا جزءًا لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
كما شدد وزير الخارجية سامح شكري على أهمية العلاقات المصرية الروسية في مختلف المجالات، حيث تسعى الدولتان إلى زيادة حجم التبادل التجاري وإعادته إلى سابق عهده، لأن التبادل التجاري بين البلدين تأثر بفعل وباء كورونا بقوة، وأعرب شكري عن تقديره للقاءات المستمرة بين مصر وروسيا، سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى اللجنة التجارية المشتركة، حيث قد أثمر التعاون المشترك للبلدين، سواء في محطة الضبعة أو في المنطقة الصناعية أو تعزيز حركة السياحة، ويُذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل في عام 2018 إلى 6.7 مليار دولار.