رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


شيخ الأزهر يطالب بإعادة تقييم أوضاع المعلمين والاهتمام بالمناهج

5-10-2021 | 14:00


شيخ الأزهر

دار الهلال

طالب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم بضرورة إعادة تقييم أوضاع المعلمين والاهتمام بالمناهج التعليمية.

وقال الإمام الأكبر - في كلمته اليوم الثلاثاء خلال قمة قادة الأديان بشأن التعليم، والتي تعقد بالتزامن مع يوم المعلم العالمي بالفاتيكان - : "آن الأوان لكي تعيد المؤسسات العلمية الدولية الكبرى نظرها في الاهتمام بقضية التعليم، وإدارة حوار جاد حول التحديات التي تواجهه وتواجه المعلم معًا بعالمنا اليوم، فهذا المحور ينبني عليه وحده تقدم الدول ورقيها وإنسانيتها".

وأكد أنه من المحزن أن نرى هذه المناهج وقد بدأت تتآكل في الآونة الأخيرة وتتفكك تحت حداثة مفتوحة وحرية بلا سقف ولا كوابح، وهي التي تتولى تشكيل عقول الشباب، ومعارفهم وأذواقهم وأنماط سلوكهم وتصرفاتهم.

وأضاف: "أننا كممثلين للأديان لا نستشعر الخطر من قبل المعلم بقدر ما نستشعره من المناهج التعلمية التي اختارت عن عمد، أن تمشي على ساق واحدة، حين استبدلت الإنسان بالإله، والمادة بالروح، فهذه المناهج قد اكتسبها المعلمون تحت تأثير فلسفات مادية وفيزيقية خالصة، طال عليها الزمن، حتى استبدت بالسيطرة على مفاصل العقل الإنساني وشعوره وحواسه، وشلت قدرته على التفكير خارج أطرها الحداثية أو التغريد خارج سربها".

وأوضح أحد الأسئلة التي تشغل ذهنه وتفكيره، وهو كيفية التقريب بين حداثة الغرب الفكرية والعلمية، التي تحاول جاهدة بكل ما أوتيت من دعم وقوة أن تفرض نفسها على التلاميذ والشباب في ربوع العالم شرقًا وغربًا وجنوبًا، وبين مناهج أخرى جمعت في جنباتها مقررات العلم وتقنياته مع قيم الدين وأخلاقه، جنبا إلى جنب، حتى امتزجت في ظلالها مطالب الجسد وأشواق الروح.

وأشار شيخ الأزهر الشريف إلى أن هذا التقريب غاية في الصعوبة؛ لأنه يشبه مواجهة للعالم بأسره، ومراجعة لأهم مقومات حضارته وثقافته، لكنه وبكل تأكيد ليس أمرًا مستحيلًا ولا مستبعدًا على القدرة الإلهية.

يُذكر أن الفاتيكان يستضيف قمة قادة الأديان بشأن التعليم، التي تنظمها لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم مع مجمع التعليم الكاثوليكي، بحضور كوكبة من القادة الدينين وممثليها حول العالم؛ بهدف تعزیز "میثاق عالمي للتعلیم"، يضع في الاعتبار التحديات الراهنة التي تخص التعليم والمعلم في وقتنا المعاصر.

ويتزامن هذا الاجتماع مع يوم المعلم العالمي، والذي یوافق 5 أكتوبر من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الیونیسكو منذ عام 1994 للاحتفال بالمعلم.