رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


استمرت عام ونصف.. حرم المشير إسماعيل تكشف تفاصيل إعداده لخطة حرب أكتوبر

6-10-2021 | 12:41


الرئيس الراحل أنور السادات

أماني محمد

يحتفل الشعب المصري بذكرى 48 لانتصارات أكتوبر، وقد كان المشير أحمد إسماعيل، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الحربية خلال حرب أكتوبر 1973، وأحد أبطال الحرب البارزين وكان يلقب بـ"العجوز الصامت"، والذي بدأ مهمته كوزير للحربية في 1972 بقرار من الرئيس الراحل أنور السادات.

وكشفت السيدة سماح الشلقانى حرم المشير الراحل أحمد إسماعيل تفاصيل وذكريات المشير خلال حرب أكتوبر، حيث أكدت أن المشير أحمد اسماعيل منشغلا منذ هزيمة يونيو 1967 فى كيفية تحقيق النصر واسترداد الأرض، مضيفة في أنه بعد انتهاء مدة خدمة المشير إسماعيل بالقوات المسلحة المصرية عام 1969 أن الامر قد انتهى بالنسبة له ولم يعد هناك ما يشغله، ولكنها فوجئت بأنه بعيد دراساته وتفكيره وانه بدأ يقرأ كل ما تقع يداه عليه عن اليهود والقادة الاسرئيلين من تصريحات وتعليقات وغيرها.

وأكدت في تصريحات صحفية سابقة لها أنها عندما سألته عن ذلك قال: لابد من البحث والتفكير للوصول إلى خطة يمكن بها قيام حرب جديدة ضد اسرائيل، واستمر فى إعداد هذه الخطة سنة ونصفا، منذ سبتمبر 1969 حتى مارس 1971، دون أن أعلم أن هذا التخطيط سوف يقود مصر والعرب إلى أعظم نصر فى تاريخ الحروب العربية، ولدى خطاب بخط يد المشير- رحمه الله- كتبه إلى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يقول فيه عن الخطة ولكنه لم يرسله.

وأوضحت أنه بعد أن تولى الرئيس السادات رئاسة الجمهورية وكان يعرف المشير أحمد اسماعيل معرفة شخصية بحكم الزيارات التى كان يقوم بها للجبهة أثناء حرب الاستنزاف وقت أن كان رئيس لمجلس الامة عرض عليه المشير التخطيط الذى استغرق فيه عامين لدخول المعركة وفعلا بدأ الرئيس السادات بعيده مرة ثانية إلى الجيش بخطته لدخول المعركة وزيرا للحربية.

وعن تفاصيل ما جرى يوم 6 أكتوبر عام 1973، قالت إنه حضر إلى المستشفى الملحق العسكرى المصرى فى لندن والتي كانت بها لإجراء عملية جراحية، وطلب منى تجهيز حقائبى استعدادا للسفر فورا إلى القاهرة، فتعجبت من الطلب وسألته: هل حدث شىء فقال: لا، ولكن عندى أوامر بسرعة سفركم إلى القاهرة، وبعد ساعات معدودة حملنا حقائبنا فى سيارة الملحق العسكرى وتوجهنا بها إلى مطار لندن، وبعد فترة انتظار داخل المطار أخبرنا الملحق العسكرى أن هناك عطلا فى الطائرة وان السفر سيؤجل إلى صباح اليوم التالى، وحاولنا الاتصال بالقاهرة ولكننا لم تستطع.

وفى اليوم التالى حضر الملحق العسكرى إلى الفندق الذى نقيم فيه واصطحبنا إلى مكتبه بالسفارة واثناء الطريق أبلغنا أن الحرب قامت وان قواتنا المسلحة عبرت قناة السويس وان العلم المصرى قد رفع على الضفة الشرقية للقناة، وطلب منى عدم مغادرة لندن أنا وابنتى حتى تأتى له أوامر بالرجوع، وفى داخل مكتب الملتحق قمت بصلاة ركعتين شكراً لله سبحانه وتعالى على تحقيق النصر.

 

هل كانت أسرته تعرف؟

وقال الدكتور محمد أحمد إسماعيل، نجل المشير إسماعيل، والذي كان يعمل مستشارا بوزارة الخارجية، إن المشير الراحل كان مؤمنا تماما أن الانتصار قريب، فكان دائماً يقول: السلاح بالرجل وليس الرجل بالسلاح، وكان يؤمن أن التخطيط السليم وتنفيذ النظريات العسكرية تنفيذا سليما هما أقرب الطرق إلى النصر، ومن هنا لم تكن تقديراته ترمى إلى أهداف خيالية زو أمور خارقة فى القدرة العسكرية فكان يتحرك فى حدود الممكن والمتاح.

وأكد أن المشير إسماعيل كان دائماً يقول: أن تحرير الارض لا يمكن أن يتم الا على مراحل، خاصة فى ظل الامكانيات التى كان فيها الجيش فى ذلك الوقت ولذلك بدأ التخطيط كما كنت أعرف بتخطيط علمى مدروس محدد الهدف وبعد ذلك وسيلة تحقيق الهدف ثم من يحقق الهدف، مؤكدا أنه بدأ التخطيط من أسفل إلى أعلى كما جاء بالكتب العسكرية المتنوعة التى درس معظمها ولا زالت توجد عندنا بالمنزل.

وكشف نجل المشير إسماعيل أن المشير الراحل بدأ التخطيط للحرب بخمسة احتمالات هى أن نستسلم وهذا مرفوض أو تبقى حالة اللاسلم واللاحرب أو نقوم بحرب استنزاف أو أن نشن حربا شاملة تحرر فيها الارض مرة واحدة، وهذا إعجاز من الناحية العملية، أو أن نضرب إسرائيل أكبر ضربة فجائية ممكنة وأن نتلقى منها أكبر ضربة ممكنة يوضع لها حساب فى حدود إمكانياتنا الحالية.

وأكد أنه من الاحتمال الخامس والأخير، بدأ التدريب داخل الجيش على تنفيذ خطة المعركة بأن تعبر القوات على كبار وأن تستولى على أكبر قطع من الأرض فى الضفة الشرقية للقناة على ألا تخرج القوات عن نطاق الصواريخ المصرية وبذلك نكون قد حققنا استعادة الكرامة وثبتنا عكس النظرية التى كان دائما يرددها العدو بأن “جيشه لا يقهر !” ولم يقف المشير أحمد إسماعيل عند هذا التخطيط ولكنه كان يدرب الجيش على الخوض فى حرب خامسة مع اسرائيل اذا لم تنصع إلى مائدة المفاوضات والدخول فى عملية السلام فيما بعد .

وعن ذكرياته في هذا اليوم، قال نجل المشير: "فعلا بدأت الحرب يوم 6 أكتوبر 73 وكنت فى اليوم عائدا إلى القاهرة من رحلة عمل بالخارج وكانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا وكان الهدوء يسود المطار إلى المنزل ولقد استقبلنى يومها أخى الاصغر بتوتو شديد وعلمت منه أن شيئا ما سوف يحدث خاصة عندما عملت أن والدى -رحمه الله- قد ترك له مفاتيح الدولاب الخاص به وقال له: اذا لم أعد مرة ثانية افتح هذا الدولاب لتعلم أن والدك كان يريد أن  يقدم شيئا أبلده وصلى ركعتين وانصرف وبعد دقائق سمعنا نبا بدء الحرب من الاذاعة وعبور قواتنا قناة السويس.. وفى تلك اللحظة شعرت أن ما بذله والدى خلال هذه السنوات قد بدأ تنفيذه عمليا وواقعيا.