رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


سبب تسمية سورة التحريم وأسباب نزولها

6-10-2021 | 14:13


القرآن الكريم

إيمان مجدي

نزلت آيات سورة التحريم البالغ عددها 12 آية في المدينة المنورة، وقد تعدّدت الروايات في سبب نزول سورة التحريم في بعض التفاصيل، إلا أنها اتّفقت جميعاً على أمر واحد، وهو تحريم الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما أباح وأحل الله -تعالى- له من عدم هجرانه لإحدى زوجاته، وذلك من أجل مرضاة بعض زوجاته وعدم انزعاجهنّ.

سبب نزول الآية الأولى من سورة التحريم

 ذكر المفسّرون أن سبب نزول قول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّـهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، حادثتين حدثتا بين أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، نذكرهما فيما يأتي:

ما ثبت في الصحيح عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يشرب عسلًا عند زينب بنت جحش، ويمكث عندها، فاتّفقت هي وحفصة إذا دخل النبيّ عليهما أن يقولا له: "أكلت مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير"، والمغافير هو صمغ له رائحة كريهة، فدخل على حفصة فقالت له ذلك، فقال: (لَا، بَلْ شَرِبْتُ عَسَلًا عِنْدَ زَيْنَبَ بنْتِ جَحْشٍ، ولَنْ أعُودَ له)، فنزلت الآية.

 ما ورد أن حفصة -رضي الله عنها- ذهبت إلى بيت والدها للاطمئنان عليه، وعندما رجعت إلى دارها أبصرت مارية مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن يومها، فانزعجت مما رأت وظنّت بأن الرسول -عليه السلام- فعل ذلك لهوان أمرها وشأنها عنده، وقد أخبرته بأنها ستُطلع زوجته عائشة -رضي الله عنها- على ذلك. ولكن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يرد ذلك؛ لكي لا تنزعج عائشة -رضي الله عنها- من الأمر، وحلف لها بعدم اقترابه أو اختلائه بمارية بعد ما جرى، إلا أن حفصة أطلعت عائشة على الأمر، مما تسبب بانزعاج الرسول -صلى الله عليه وسلم- واستيائه من ذلك، واعتزال نسائه مدة من الزمن.

 وقد دلّ على ذلك ما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللهِ كانت له أمَةٌ يطؤُها، فلم تزَلْ به عائشةُ وحفصةُ، حتَّى حرَّمها على نفسِه، فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ إلى آخرِ الآية).

سبب تسميتها سورة التحريم

 سميت سورة التحريم بهذا الاسم؛ لأنه جاء فيها ذكر تحريم النبي -صلى الله عليه وسلم- على نفسه ما أحلّه الله -تعالى- له، وهذا مستنبطٌ من أول آية في السورة الكريمة، فقد قال الله -تعالى- في محكم التنزيل: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ).