بينها التصدي للحرب النفسية والشائعات.. كيف نجحت مصر فى إزالة آثار هزيمة 1967؟
بنت الدولة المصرية استراتيجيتها في حرب أكتوبر 1973 على أساس إدارة الصراع المسلح ضد إسرائيل بالإمكانات الذاتية لمصر وبالتعاون مع سوريا، وأن القتال ذاته يتيح الفرصة لاستغلال الطاقات العربية بالطريقة التى تراها كل دولة.
دور الدول العربية
وبذلت الدول العربية جهودا مخلصة للتعاون فى سبيل إزالة آثار عدوان 1967 وكان أبرز هذه الجهود:
- تقديم الدعم على المستوى السياسي الدولي.
- تقديم دعم مالي من بعض الدول العربية لدول المواجهة مع إسرائيل.
- أصبح الوطن العربي يتكلم عن«دول المواجهة» و«دول مساندة» وترسب في النفوس أن تقوم دول المواجهة- مصر وسوريا والأردن- بالعمل العسكري ضد إسرائيل وأن يقتصر عمل باقي الدول العربية على إسرائيل والجهد السياسى وتقديم الدعم المالي لدول المواجهة حسب قدرتها ورغبتها.
- ظهر شعار«قومية المعركة» يتردد في الوطن العربي وكان معناه- عمليا- أن المعركة بين العرب وإسرائيل، هى معركة قومية- سياسيا وعسكريا واقتصاديا- لتحقيق هدف قومي عربي.
دور الرئيس السادات
- شهد عام 1972 خطوات سريعة فى الطريق إلى الحرب فقد كان من الضروري أن يتخذ الرئيس المصري الراحل، محمد أنور السادات، عدة قرارات هامة خلال ذلك العام لشن الحرب فى أقصر وقت ممكن.
- انقضى عام 1971 دون حسم رغم أن الرئيس السادات رفع شعار أن 1971 هى سنة الحسم على أمل أن يكون هذا التصريح عاملا يحمل المجتمع الدولي على التحرك في اتجاه الحل السياسي العادل للمشكلة ففى 22 يونيو 1971 وفى خطابه للقوات البحرية أعلن أن 1971 هى سنة حاسمة، ولا يمكن أن يطول انتظارنا إلى الأبد واعقب ذلك الشهر التالي -23يوليو 1971- أمام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي بتصريح قال فيه: "إننا مقبلون على مرحلة حاسمة فى تاريخ الأمة العربية وهى سنة 1971" وفى ختام دورة المؤتمر ردد هذا المعنى قائلا: "قلت أمامكم والتزمت أمام شعبنا وأسمعت العالم كله أن هذه السنة -1971- سوف تكون حاسمة فى أزمة الشرق الأوسط" .
وعندما اقترب موعد الذكرى الخامسة لحرب يونيو 1967 ازداد التوتر فقد شعر الجماهير أن سنة جديد سوف تبدأ دون أي عمل لإزالة آثار العدوان، فأحس السادات بأن شعبيته قد تأثرت وسمعته أخذت تتقوض وحاول بث الطمأنينة في قلب الجماهير من خلال تصريحات تؤكد أنه ليس هناك ما يدعو لمناقشة قرار المعركة وأن المعركة حتمية ولابد منها، وليس من الممكن أن نحرر أرضنا بدون معركة.
المجلس الأعلى للقوات المسلحة
كانت عجلة العمل فى القوات المسلحة تدور بعزيمة وإصرار فى كل المجالات منذ زمن طويل؛ لرفع الكفاءة القتالية والاستمرار فى التدريب العملي على اقتحام الموانع المائية وفى نفس الوقت كانت تدور عجلة العمل فى سوريا بنفس الجدية استعدادا للحرب.
وفى اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة برئاسة الفريق محمد صادق، وزير الحربية وقتها، يوم 18مارس 1972 أوضح أن هناك شائعات تقول:
- إن هناك خلافا بين الفريق صادق والدكتور عزيز صدقيي رئيس الوزراء وقتها وهذا غير صحيح.
- شائعات بأن الفريق صادق على خلاف مع الاتحاد السوفيتى وهذا غير صحيح حيث أن الخلاف هو خلاف مبادئ.
- شائعة بأن القواعد البحرية فى مطروح والإسكندرية قد وضعت تحت سيطرة السوفيتيين وهذا غير صحيح.
تدهور العلاقات المصرية السوفيتية
جاء عام 1972 وأصبح واضحا أن إسرائيل لن تتحرك لتغيير موقفها سياسيا إلا إذا شعرت أن القوات العسكرية المصرية أصبحت قادرة على خوض الحرب ضدها ومن هنا كان الخلاف مستمرا بين مصر والاتحاد السوفيتى بخصوص التسليح إذ أن الاتحاد السوفيتي خلف وعده مع الدولة المصرية بشأن تزويدها بالأسلحة لتحرر أراضيها، ووصلت العلاقات السياسية بين الدولتين إلى أسوأ حالة فى يوليو 1972.
فكان العامل الأساسي لتدهور العلاقات بين مصر والاتحاد السوفيتي هو تردده بشأن تزويد مصر بالأسلحة على الرغم من أنه قدم صفقة السلاح الأولى عام 1955 وبها كسرت مصر -برئاسة جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل،- احتكار السلاح ثم قدمت لنا الدعم العسكري بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 ثم أعاد لنا تسليح القوات المسلحة بعد حرب يونيو 1967 ووقف بجانب الدولة المصرية عسكريا خلال حرب الاستنزاف وأرسل لنا قوة عسكرية سوفيتية من الطائرات والصواريخ المضادة ومعدات الحرب الإلكترونية للاشتراك في الدفاع الجوي عن الدولة منذ عام 1970 بالاضافة للتأييد السوفيتى المستمر للقضية العربية.
وتطورت العلاقات العسكرية بين مصر والاتحاد السوفيتى تدريجيا لصالح كل من الدولتين إلا أن التردد المستمر من جانب الاتحاد السوفيتي؛ لتزويد مصر بالسلاح لتحرير أراضيها جعلت تلك العلاقات تسوء، فكان الاتحاد لا يشجع دخول الحرب ضد إسرائيل.
أقرأ أيضًا:
بالأسماء.. أبرز قيادات حرب أكتوبر 1973 (فيديو)