قال اللواء ناجي شهود مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن حرب أكتوبر غيرت وجه التاريخ، لأن إسرائيل جاءت المنطقة العربية وهي تسعى لوضع إمبراطورية إسرائيلية محل الإمبراطورية العثمانية "، فقد طردت أوروبا اليهود لتتخلص منهم، وجعلت محل دولتهم الأرض العربية، ولذلك بحثوا عن حل سلمي بعد نكسة 1967م مباشرة، وكان ذلك من أجل تثبيت دولتهم في الأراضي المنهوبة من الدولة المصرية.
خطة الإمبراطورية الإسرائيلية
وأوضح في حواره لبوابة دار الهلال، أن خطة إسرائيل بعرض الحلول السلمية بعد 1967م كانت من أجل إجبار مصر على تسليم أرض سيناء، الرضا بالأمر الواقع، ولكن مصر لم تسلم ولم تفرط في ذرة تراب من أرضها، واحتاجت مصر بعض الوقت، لتقف من جديد، وتنهض بجيشها وشعبها، لتعد ضربة للجانب الإسرائيلي تضع كل فرد في نصابه الصحيح، وتجعل الأوضاع تستقيم في أماكنها الصحيحة، وهو ما أجبر إسرائيل على قبول معاهدة السلام فيما بعد.
وأكمل: فكانت حرب أكتوبر غيرت مجرى الأحداث إلى أن تنتهي طابا بالعودة إلى سيادة المصرية بعد معركة أمام التحكيم الدولي، ويوضح أن السبب الرئيسي لتواجد الإرهاب في سيناء هو طمع الدول الأجنبية في الأرض وعلى رأسهم إسرائيل، فإن سيطرة الإرهاب عليها لتكون مستعدة لدخول قوات إسرائيلية، حيث أن معاهدة السلام انتهت مدتها، وحكم التحكيم الدولي بعودة طابا لمصر قد انتهى، وهذا ما يزيد الأطماع في سيناء.
وِأشار إلى أن الإخوان المسلمين قد أعطوا الجنسية المصرية لعشرات الأجانب من جنسيات أخرى من غير المصريين، فكان المخطط أن يتم تقسيم مصر إلى دويلات يستولى عليها الجنسيات المختلفة، ولكن فشل مخططهم بالكامل.
وأضاف أن نكسة 1967م لم تضعف عزيمة المصريين وإنما وحدتهم على قلب رجل واحد، وقد أكدت حرب 1973م على ذلك، وأكبر مثال على أن المصريين على قلب رجل واحد هو أن الرئيس السيسي منذ بضعة سنوات طلب من المصريين أن يجمعوا 60 مليار جنيه من أجل مشاريع تنموية، وفي ثمانية أيام وست ساعات جمع المصريون 64 مليار جنيه.
وشدد على قدرة شعب مصر على التنمية، فإن شعب مصر إذا وجد إدارة واعدة صادقة يسير خلفها بكل أمانة، ويؤكد أن الإرهاب ليس أمامه فرصة أبدا في زعزعة أمن الدولة المصرية، فالإرهاب ليس هدفا في نفسه، وإنما هو وسيلة لتحقيق هدف الاستيلاء على سيناء، والدليل على أن الإرهاب يندثر هو أن الشارع المصري آمن، ولا توجد حالة ذعر من الإرهاب، ولكنه قد يستغرق بعض الوقت، لأن الدولة حريصة على ألا تظلم بريئا في حربها أمام الإرهاب.
دور الإعلام أثناء الحرب
كما أشار اللواء ناجي شهود إلى أهمية دور الإعلام في الفترة بين 1967 و1973، حيث أن مصر وظفته بدور مهم جدا، حيث استغلته مصر في توضيح مدى تردي الأوضاع والحالة الاقتصادية الصعبة، وكذلك المشكلات بين الدول العربية والاتحاد السياسي بين مصر وليبيا وسوريا، وقد أدى دوره بطريقة رائعة جدا، وهذا ما غفر له أخطاءه السابقة، عندما أعلن أثناء أزمة نكسة 1967م أن القوات العربية تنتصر وتجتاح إسرائيل.
وأكد دور الإعلام في هذه الفترة العصيبة، وضرب مثلا أن وزير الدعاية السياسية في حكومة هتلر "جوزيف جوبلز" يقول: " إن الإعلام هو أعظم آداة يمكن للحكومة أن تتحكم بها في الشعب "، وقال " أعطني إعلاما بلا ضمير أعطك شعبا بلا وعي ".
وأكمل اللواء ناجي شهود إن الأعلام المصري في فترة الحرب قد أدى دوره بمنتهى النزاهة والكفاءة.
وأشاد بذكاء المواطن المصري في فهم الإعلام، وما يذيعه من أخبار، فيصعب خداعه أو السيطرة عليه، ويجب على الإعلام حتى يتجاوز الفترات العصيبة ويصل لبر الأمان أن يظل نزيها وصادقا وشفافا، وينقل كل الأحداث بدقة إلى شعب مصر.