ذكرى نصر أكتوبر والندوة التثقيفية الـ 34 للقوات المسلحة محور اهتمام كبار كتاب الصحف
تناول كبار كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الخميس عددًا من الموضوعات التي تهم المواطن؛ كان على رأسها ذكرى نصر أكتوبر المجيد والندوة التثقيفية الـ"34" التي عقدتها القوات المسلحة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
ففي عموده "صندوق الأفكار" وتحت عنوان "وفاء القائد .. وإخلاصه" تناول رئيس مجلس إدارة صحيفة "الأهرام" الكاتب عبدالمحسن سلامة، الندوة التثقيفية الـ«٣٤» التي عقدتها القوات المسلحة بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، في الذكرى الـ«٤٨» لانتصارات أكتوبر المجيدة، قائلا إنه "فور دخول رئيس الجمهورية القاعة، لمح الفريق عبدرب النبي حافظ، أحد أبطال حرب أكتوبر العظام، يجلس في الاحتفال، توجه على الفور إليه، قبل أن يجلس في مقعده.. وقدم له التحية، وأمسك بالميكروفون، ليوجه كلمات الشكر، والثناء أمام جموع الحاضرين، مؤكدا أنها لمسة وفاء راقية من الرئيس السيسي، لكنها طبيعة الرئيس الإنسانية، والوفاء الذي يحكم كل تصرفاته، وأفعاله.
وأضاف سلامة أن الرئيس السيسي فاجأ اللواء سمير فرج، مدير الشئون المعنوية ومحافظ الأقصر الأسبق، بتوجيه التحية إليه، باعتباره قائدا له، وأنه يعتز بتلك الفترة التي قضاها معه، وقت أن كان «ملازم أول».
ولفت الكاتب إلى أن الدموع كادت تفر من عيني اللواء سمير فرج من شدة المفاجأة، وبدأ يحكى عن الملازم أول عبدالفتاح السيسي، الذي كان واحدا من بين أربعة فقط من الكتيبة الذين نالوا تقدير «امتياز»، لكفاءته، وقدرته على حل أعقد المشكلات، واتخاذه القرارات السليمة في التوقيتات الصحيحة.
واختتم رئيس مجلس إدارة "الأهرام" مقاله قائلا إنها قصة إنسانية رائعة تؤكد مبادئ الاحترام المتبادل، والإخلاص، والوفاء في شخصية الرئيس السيسي، وهي مبادئ مهمة لكل الأجيال، وكل الفئات، لأنها لا تظهر إلا في شخص واثق من نفسه، ولديه أخلاق رفيعة.
وقال الكاتب عبدالرازق توفيق رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" إن كعادة الندوة التثقيفية للقوات المسلحة التي وصلت إلى الرقم 34 تمثل جرعة تنشيطية لتنشيط فضائل الولاء والانتماء والوطنية.. وأيضًا في ترسيخ جدار الوعى الحقيقي.. واستعادة ذاكرة التاريخ، ليمنحنا مزيدًا من القوة وصلابة الإرادة ومواصلة الطريق نحو الحفاظ على الوطن وتقدمه.
وأكد توفيق أنه توقف كثيرا خلال حضوره الندوة التثقيفية الـ34 للقوات المسلحة، التي جاءت كعادتها قوية في مضمونها ومؤثرة في رسائلها، عند الوفاء الرئاسي والرقي والتواضع والإنسانية المتدفقة، التي تعبر عن قوة وثقة نابعة من الداخل.. فعندما دخل الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى قاعة الاحتفال توجه على الفور وقبل أن يجلس إلى تحية الفريق عبدرب النبي حافظ، أحد قادة وأبطال حرب أكتوبر.. مشيرا إلى أن الكلمات بين الرئيس عبدالفتاح السيسي واللواء دكتور سمير فرج، كانت تبعث بالعديد من رسائل الاحترام.
وأوضح أنه توقف أيضا أمام التواضع والأدب مع الله سبحانه وتعالى، قائلا: "الرئيس عبدالفتاح السيسي دائما وأبدا يتوجه بالشكر والامتنان والحمد لله رب العالمين لما تحقق من نجاح وإنجاز وتوفيق من الله على ما تشهده مصر من بناء وتنمية".
وتطرق الكاتب إلى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه إذا كانت الدولة لسبب ما تأخرت في تنمية سيناء خلال الــ30 عامًا الماضية، فإن مصر الآن تعوض 30 عامًا سابقة من خلال معدل وتيرة بناء وتنمية في سيناء غير مسبوقة، رصدت لها الدولة أكثر من 700 مليار جنيه للتنمية تشمل كل المجالات.
وخلص رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" إلى أن النجاح لا يتحقق إلا بالعلم والإمكانيات والتخطيط والخبرات والقدرة.. فالمنهج العلمي في الإعداد والتخطيط من أهم أسباب نصر أكتوبر، ومن أعظم النتائج للنصر العظيم.. وأيضًا يؤكد أهمية دراسة نتائج تجارب الماضي واستخلاص الــدروس منها.
وأكد أن الأمر والرسالة الأكثر أهمية التي تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عنها.. حول قرار الرئيس محمد أنور السادات، ومبادرته للسلام، كان فكرًا عبقريًا فريدًا سابقًا لعصره.. محطمًا لأصنام العقول.. وكاسرًا للجمود الفكري والعقلي، لم يخش في مصلحة وطنه أو شعبه لومة لائم.. ذهب إلى تل أبيب داعيًا إلى السلام.. سلام الأقوياء.. ليسقط تابوهات بالية.. وشعارات وعقائد واهية.. ويتحلى بنظرة استشرافية لم يدرك صوابها وعبقريتها الناس إلا بعد 4 عقود كاملة.
ولفت الكاتب إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أكد أهمية تكاتف ووحدة المصريين وأن يكونوا دائمًا على قلب رجل واحــد وهي "الشفرة" التي حفظت لمصر أمنها واستقرارها.. وقوتها وإنجازاتها ونجاحاتها.. وعبورها لكافة التحديات وانتصارها على كافة التهديدات.. فالحروب التقليدية تحولت إلى حروب غير نمطية، تستهدف تدمير الأوطان من داخلها.
واختتم عبدالرازق توفيق مقاله قائلا إن الوعي الحقيقي هو صمام الأمان للأوطان وأيضًا للبناء والتنمية.. وأن بناء الوعي مسئولية مشتركة بني مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع الدولي.. فقد كانت حرب أكتوبر نموذجًا حيًا للوعي والتكاتف الشعبي.
وفي عموده "إنها مصر"، قال الكاتب كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، تحت عنوان "بطل الحرب والسلام" إننا لا يمكن أن نتذكر الانتصار دون الحـديـث عـن الـدور الرائع الـذي قـام به بطل الحـرب والسلام الرئيس أنور السادات، الذي حقق نصرًا في ظروف محلية وإقليمية ودولية في منتهى الصعوبة، موضحا أن السادات لم يغتر بالنصر الذي حققه في الحرب، لأنه كان يعلم أن الحـروب تنتهي دائما في غرف التفاوض، فلم يشأ أن يعرض بلده وجيشه لمخاطر غير محسوبة.
وأضاف جبر أن السادات كان جريئا في الحرب وجسورا في السلام، ولم يعبأ بالحروب الدعائية التي نالته، وكما كان مقاتلا شجاعا، ولـم يفرط فـي شبر من أراضيه.
وأكد أن مـصـر حافظت عـلـى أمـنـهـا واســتــقــرارهــا وسـلامـة أراضــيــهــا، رغــم الــعــواصـف الــشــديــدة الـتـي هـبـت على المـنـطـقـة، فـأطـاحـت بــدول وحـكـومـات وشـــردت شـعـوبـا وظـلـت واقـفـة عـلـى قـدمـيـهـا، يـدعـمـهـا جـيـش مخلص وشعب وفي، احتـدا في أحلك الظروف، فصنعا ملحمة الصمود والبقاء في 30 يونيو، ولـم تستطع قـوى الشر أن تنال منهم.
وأوضح أن عظمة المصريين تجلت في الاصطفاف خلف قواتهم المسلحة قبل حـرب أكتوبر المـجـيـدة، فاختفت الجرائم تماما أثناء الحرب، ولم تحدث حالات استغلال أو ارتفاع الأسعار، وبعد الحرب تستلهم البلاد الروح التي فجرتها معركة العبور والتحرير .. مشيرا إلى أن حرب أكتوبر المجيدة كانت مفتاح تحرير سيناء، وفي سـت سـنـوات فقط بعد الـهـزميـة اسـتـطـاع المـصـريـون أن يعيدوا بناء قواتهم المسلحة، ولم يكن في استطاعة دول وشعوب أخـرى أن تفعل مثل ذلـك، في أقـل من عشرات السنين.
واختتم كرم جبر مقاله مؤكدا أن الدرس المستفاد هو أن سيناء قطعة من جسد الوطن، لا يمكن التفريط في شبر من أراضيها، ويفتديها شبابنا بأرواحهم ودمائهم، حتى تخلصت من براثن الاحتلال الإسرائيلي.