الجنّة هي المحطّة الأخيرة التي يصلها العبد المسلم بعد أن يأخذ بالأسباب الموصلة إليها، فهي جائزة الرّحمن لعباده المتّقين، وهي النّعيم المقيم والعيش الهانئ الكريم الذي لا يتخلّله همّ أو كدرٌ أو ملل.
وصف الجنّة
وصف النّبي عليه الصّلاة والسّلام الجنّة بأنّها لبنةٌ من ذهب ولبنة من فضة، وأنّ ترابها مصنوعٌ من المسك الأذفر، وحصباؤها اللّؤلؤ والياقوت، كما وُصِفت الجنّة باشتمالها على الحدائق الغنّاء والخضرة التي تسرّ النّاظرين، وفي الجنّة أنهار الخمر وأنهار اللّبن التي شابهت رزق الدّنيا في الاسم واختلفت في مذاقها وطعهما، وفي الجنّة ما يشتهي الإنسان من صنوف الطّعام والشّراب، ففي الجنّة من أصناف الفاكهة التي لا مثيل لها والتي يتخيّر بينها المسلم، وفي الجنّة أصناف اللّحوم التي تطلبها النّفس وتشتهيها ومنها لحوم الطّير، كما أنّ في الجنّة غرفًا وسرائر وأرائك توفّر للإنسان الرّاحة والمتعة
لغة أهل الجنّة
قد تكلّم العلماء قديمًا وحديثًا عن اللّغة التي يتخاطب بها أهل الجنّة فيما بينهم، فمن العلماء من قال إنّهم يتكلّمون باللّغة العربيّة التي هي لغة القرآن الكريم التي شرّفها الله تعالى لذلك، وبسبب أنّ هذه الأمّة هي الأمّة صاحبة الرّسالة الخاتمة فهي غالبة على الأمم حتّى بلغتها، ويستند أصحاب هذا القول على حديث لم يصحّ عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام ورواه الطّبراني في مسنده ( أحبوا العرب لثلاثة، لأنّي النّبي العربي، وأنّ القرآن عربي، ولسان أهل الجنّة عربي) ومن العلماء من قال إنّ لغة أهل الجنّة هي اللّغة العربيّة، ولغة أهل النّار هي اللّغة الفارسيّة والحقيقة أنّ كلا الرّأيين لا يصحّان وليس لهما شواهد وأدلة قطعيّة، وإنّما هي مجرّد استدلالات واستنتاجات لا ترقى إلى درجة اليقين، فضلًا عن أنّ المسلم مأمورٌ بعد التّكلّف في السّؤال عن أمورٍ لا تهمّه في حياته، ومنها السّؤال عن لغة أهل الجنّة.