"فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ".. آيات قرآنية للإصلاح بين الزوجين
كل بيت قد يحدث فيه مشاكل وخلافات أسرية وخاصة بين الزوج والزوجة، ولكن يجب حلها وتجنب وساوس الشيطان وتدبر والتفكر في آيات القرآن الكريم التي تدعو الزوجين إلي الإصلاح والمودة ذات بيهم، وفي هذا الصدد، تقدم بوابة "دار الهلال"، الآيات التي وردت في القرآن الكريم للإصلاح بين الزوجين كالآتي:
ـ يقول -سبحانه وتعالى-: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً) ، ففي الآية الكريمة، أمر منه -سبحانه- بإرسال حكمين عادلين، في حال وقوع النزاع بين الزوجين؛ لينظرا في المشكلة ويحاولا الإصلاح بينهما.
ـ (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يُصْلِحا بَيْنَهُما صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)، فالأصل في حل المشكلات بين الزوجين عدم خروجها من بينهما إن كانا يستطيعان حلها بالتفاهم والصلح؛ وذلك حتى لا يُفسحا المجال للآخرين بإفساد العلاقة.
ـ (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا)، تدّرج الله -سبحانه- في تشريع طرق الزجر للمرأة التي يظهر عصيانها لزوجها، فابتدأت بالوعظ والتفاهم، ثم تطرقت إلى هجر الفراش، وبعدها الضرب غير الموجع أو المهين إن كان الزوج متيقّن أنّ ذلك لن يزيد النزاع، فإذا حصلت الطاعة، كان الاستقرار وعدم الاستمرار في النزاع.
ـ (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ)، وهذه الآية الكريمة تحثّ على أحد طرق الإصلاح لمن كان متزوجاً بأكثر من زوجة، فتحثه على العدل والرحمة في إعطاء الحقوق، والنهي عن ترك الزوجة دون إنصاف واهتمام، فلا هي مطلقة بدون زوج، ولا هي تشعر بوجوده.
ـ (الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) ، يريد الحق -سبحانه- أن يربي في نفوس المسلمين حل المشكلات بأيسر الطرق إن تعذر الإصلاح، فشرع الطلاق، فإما أن يعطي الزوج لنفسه فرصة بالتراجع، أو يكون الانفصال بإحسان.
ـ (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)، تؤكد الآية الكريمة على إعطاء الفرصة للزوجين بالرجوع والإصلاح بالخير، أو المفارقة بالمعروف، وحفظ ما كان بينهما دون إضرار.
ـ (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، فالأصل في أخوة الإيمان، أن يكون الحب والسلام والتعاون والوحدة هو الأساس، وما ينشأ من خلاف أو قتال هو الاستثناء الذي يجب تداركه بالإصلاح ومحاولة رد الحال إلى أصله.
ـ (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا)، فإن حصلت الشحناء وتوترت العلاقات، كان السعي إلى الإصلاح بالعدل وإزالة أسباب الفرقة.
ـ (أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، ينهى الله -سبحانه- المسلمين أن يمتنعوا عن الإحسان، وفعل الخير، والإصلاح بين الناس، بحلف اليمين على ترك ذلك؛ لما فيه من امتناع عن البر، وأفعال الخير.
ـ (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ)، فالمبادرة إلى حل الخصام ومحاولة الإصلاح يجب أن يكون ابتغاء وجه الله -سبحانه-، لا ليقال عن الساعين في الصلح: أهل الإصلاح.
اقرأ أيضا:
«سمية بنت الخياط».. أول شهيدة في الإسلام تعرف على قصتها
نبي أمر الله بقبض روحه في السماء الرابعة.. فمن هو؟