رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحمد مظهر.. فارس «ظهور الإسلام» وبرنس «رد قلبي»

8-10-2021 | 09:15


أحمد مظهر

محمد أبو زيد

امتلك مواصفات "الجان" وكاريزما طاغية، فارس وضابط خطفته نداهة الفن من الحربية لتقف أمامه نجمات السينما، هو صاحب السمو البرنس "علاء" في"رُد قلبي"، والأمير "شوكت" في "الأيدي الناعمة" ومهندس الري في "دعاء الكروان" فارس السينما المصرية الفنان الكبير أحمد مظهر.

 

ولد أحمد حافظ مظهر، في 8 أكتوبر 1917، بحي العباسية في القاهرة، لأسرة راقية شركسية الأصل، انتقل مع عائلته إلى محافظة الجيزة والتحق بمدرسة السعيدية الثانوية، بعدها التحق بالكلية الحربية وحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية وتخرج في 1938 كان من بين دفعته الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات، وعبد الحكيم عامر، وثروت عكاشة، وحسين الشافعي، وخالد محيي الدين، وعبد اللطيف البغدادي، كان "مظهر" شابًا وسيمًا ينتمي لعائلة راقية ويتقن عدة لغات أجنبية وهو ما دفع زملاؤه في الكلية الحربية وصفه بـ"البرنس".

التحق بسلاح المشاة، وشارك في حرب فلسطين، ثم التحق بسلاح "الفرسان"، وانضم إلي الضباط الأحرار، وكانت بدايته الفنية بعد أن تعرف على المخرج والمؤلف زكي طليمات، الذي قدّمه من خلال مسرحية "الوطن" 1948، وارتبط بعلاقة صداقة بالأديب يوسف السباعي، والذي عرض عليه المشاركة في فيلم "ظهور الإسلام" 1951، في دور "عمرو بن هشام_ أبو جهل" معتمداً على مهارته في الفروسية، وعلى سبيل المغامرة، وبعد انتهاء الفيلم ابتعد نحو 5 سنوات عن التمثيل وعاد إلي مهام وظيفته العسكرية.

تدرج "مظهر" في المناصب حتى وصل إلي قائد وحدات الفرسان الخاصة في 1956، حتى طلب منه يوسف السباعي الاشتراك في فيلم "رُد قلبي" وافق وأرسل يطلب إذن حتى يستطيع المشاركة في الفيلم وقبل أن يتم الرد عليه كان قد صور بعض المشاهد على أمل أن تأتي الموافقة التي تأخرت وقوبل طلبه بالرفض من المشير عبد الحكيم عامر، لم يتوقع حينها الرفض لأنه كان قد حصل على إذن عندما شارك في فيلم "ظهور الإسلام" فما كان منه إلا أن استقال واختار التمثيل، مودعاً الحياة العسكرية برتبة عقيد وقدم في الفيلم الذي عرض في 1957 بعد أن اندلعت حرب 56 دور "البرنس علاء" الذي لفت إليه أنظار مخرجي السينما.

حياة جديدة بدأها صاحب الـ 40 عاماً وهو يتحسس طريقه نحو السينما التي خطفت قلبه، وجاء قادماً إليها من مدرسة الفروسية التي تعلم منها الصدق والأخلاق ففتحت له ذراعيها وقدم في 1957 أربعة أفلام "بور سعيد، طريق الأمل، رحلة غرامية، الطريق المسدود"، ولاقى نجاحاً جعله يحتل مرتبة النجم الثاني، وتوالت أفلامه حتى كان على موعد مع النجومية حينما وقف بطلاً أمام فاتن حمامة في فيلم "دعاء الكروان" 1959 عن قصة طه حسين، في دور مهندس الري الذي تسعى "آمنة" للانتقام منه ثأراً لشقيقتها "هنادي" زهرة العلا خادمته التي اعتدى عليها وكان مصيرها القتل على يد خالها، وفي نفس العام قدم دور "يوسف" النصاب الذي يستغل سذاجة إسماعيل ياسين ويبيع له "العتبة الخضراء".

 

فترة الستينيات قدم للسينما عدة أفلام أبرزها "وا إسلاماه" في دور "محمود _قطز" و "الناصر صلاح الدين" وكان بمثابة نقلة حقيقية في مشواره الفني، ولُقب بـ"فارس السينما" بعد إجادته تجسيد دور الفارس و "النظارة السوداء" وشهد الفيلم خلاف على ترتيب الأسماء على الأفيش بينه وبين نادية لطفي إذ رفض أن يكتب اسمه بعدها، وفيلم "الأيدي الناعمة" في دور الأمير "شوكت"، ومع سعاد حسني في "القاهرة 30" و "نادية" كان "مظهر" يتنقل بين أدواره بخفة ليثبت أنه يجيد تقديم كل الألوان التراجيديا والكوميدي وتقاسم البطولة مع عادل إمام في "لصوص ولكن ظرفاء" في دور "حامد" الذي يفشل في سرقة محل المجوهرات مع صديقه.

 خاض تجربة الإخراج مرتين، في فيلم "نفوس حائرة"، وهو من كتابته وبطولته وقدم لأول مرة ميرفت أمين، وفيلم "حبيبة غيري"، ولم تلاقي تجربة الكتابة والإخراج النجاح الكافي فقرر أن يعود كما كان ممثلاً، وفي فترة السبعينيات قدم للسينما عدة أفلام أبرزها "الشيماء" مع سميرة أحمد، ومع فاتن حمامة "إمبراطورية ميم" و"حكاية وراء كل باب" و "العمر لحظة" مع ماجدة و "شفيقة ومتولي" مع سعاد حسني، وفي التليفزيون "الخماسين، على هامش السيرة، الليل الطويل".

فترة الثمانينيات قدم للسينما على استحياء نحو 9 أفلام أبرزها "النمر الأسود" في دور "كوستا" مع أحمد زكي، والفيلم العالمي the guns and the fury بترشيح من العالمي بيتر جريفر، وكان في تلك الفترة للتليفزيون النصيب الأكبر من موهبة "مظهر" وقدم عدة مسلسلات أبرزها "محمد رسول الله، عمرو بن العاص، ابن تيمة، برديس".

فترة التسعينيات قدم للسينما أفلام لا تتعدى أصابع اليد الواحدة أبرزها "الجاسوسة حكمت فهمي" مع نادية الجندي، و "الخادم" مع سهير رمزي، بينما قدم للتليفزيون "ضمير أبلة حكمت" مع رفيقة دربه فاتن حمامة، و "العرضحالجي، عصر الفرسان، القضاء في الإسلام، ألف ليلة وليلة" وكانت أخر أعماله "ضد التيار"، وما بين السينما والتليفزيون تخطت أعماله الـ 150 عملاً وحصد على أكثر من 40 جائزة ما بين محلية ودولية، منها جائزة الممثل الأول عن فيلم "الزوجة العذراء"، وجائزة التمثيل عن دوره في فيلمي "الليلة الأخيرة، الناصر صلاح الدين" ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس عبد الناصر 1969، وتم تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

تزوج "مظهر" مرة واحدة من السيدة "هدايت"، وأنجب منها "شهاب" وثلاث بنات هن "إيمان، نيفين، ريهام"، وفي أيامه الأخيرة عانى من المرض وبعد صراع طويل حان للفارس النبيل أن يستريح وتوفي في 8 مايو 2002، رحل أحمد مظهر وترك خلفه أعمالاً شاهدة على موهبته وحبه للتمثيل الذي قال عنه في حوار له في برنامج "شموع" مع سهام صبري "الناس كلها بتحب السينما حتى الطفل من أول يوم في ولاته يبدأ في التمثيل، يبكي حتى تتم الاستجابة إلي طلباته ويدعي المرض حتى لا يذهب إلي  المدرسة".