علماء القافلة الدعوية المشتركة للأزهر والأوقاف: الشهادة في سبيل الله مكانة عالية وغاية نبيلة سامية
قام أعضاء القافلة الدعوية المشتركة لعلماء الأزهر والأوقاف بأداء خطبة الجمعة اليوم 8/ 10/ 2021م حول موضوع: "فضل الشهادة ومنزلة الشهيد، وفلسفة الحرب في الإسلام"، في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف، والأزهر الشريف، برعاية الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، وزير الأوقاف محمد مختار جمعة.
فمن على منبر مسجد المجمع الإسلامي بالحي الأول، أكد الدكتور/ أسامة فخري الجندي مدير عام شئون المساجد أن الشهادة في سبيل الله مكانة عالية، وغاية نبيلة سامية، يصطفي الله (عز وجل) لها من يشاء من عباده، حيث يقول (عز وجل): "وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):"لوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللهِ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا، ثمَّ أُقتَلُ".
ومن على منبر مسجد السيدة خديجة بالحي الأول أكد الشيخ/ جمال عبد العال مصطفى واعظ بالأزهر الشريف أن الشهيد الحق الذي مات في سبيل الله، دفاعًا عن أرضه، أو عرضه، أو ماله، أو وطنه، تُغفر ذنوبُه بأول قطرة من دمه، ويرى مقعده في الجنة، ويُشفَّع في سبعين من أهل بيته، فصفقة الشهداء مع ربهم مضمونة، حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ".
ومن على منبر مسجد الجامع الكبير (الأشراف) بحي الشباب أكد الدكتور/ محمد عبد العزيز الصفتي بديوان عام وزارة الأوقاف أن الشهداء وإن فارقوا الحياة التي نعيشها فإنهم عند ربهم (عز وجل) أحياء، يفرحون بعطائه، ويستبشرون بفضله، حيث يقول تعالى: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونََ* يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين".
ومن على منبر مسجد مالك الملك بالحي الترفيهي أكد الشيخ/ أحمد السيد أبو العزم محمد واعظ بالأزهر الشريف أن للشهادة صورًا عديدة، من أجلِّها وأعظمها: الشهادة في سبيل الوطن؛ فداءً له، وحمايةً لترابه، ودفاعًا عن أهله، ابتغاء مرضاة الله (عز وجل)، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ أَوْ دُونَ دَمِهِ أَوْ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ".
ومن على منبر مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها) بالحي الرابع أكد الدكتور/ على الله شحاتة الجمال إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن الحرب شُرعت في الإسلام لرد الظلم والعدوان، فالإسلام ليس متشوقًا للقتال ولا لسفك الدماء، بل إنه يكفُّ عنها ما وجد إلى ذلك سبيلًا فالإذن بالقتال ضيق ومحدود ومشروط، حيث يقول الحق سبحانه: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ" .
ومن على منبر مسجد رياض الصالحين بالحي الخامس أكد الشيخ/ محمود محمد البكري إبراهيم واعظ بالأزهر الشريف أن الحرب شرعت في الإسلام لردّ الاعتداء، فقد نهى الإسلام نهيًا صريحًا عن تخريب العامر، وهدم البنيان، وكان أصحاب نبينا (صلى الله عليه وسلم) يوصون قادة جيوشهم ألا يقطعوا شجرًا، وألا يحرقوا زرعًا، وألا يتعرضوا للزُّراع في مزارعهم، ولا الرهبان في صوامعهم، وألا يقتلوا امرأة، ولا طفلًا، ولا شيخًا فانيًا ما داموا لم يشتركوا في القتال.
ومن على منبر مسجد سيدنا الحسين (رضي الله عنه) بحي الشباب أكد الدكتور/ مصطفى عبد السلام محمد إمام وخطيب بوزارة الأوقاف أن الشهادة في سبيل الوطن وحمايته من كل اعتداء، هو عمل يبتغى به مرضاة الله (عز وجل)، حيث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِي؟ قَالَ: "فَلَا تُعْطِهِ مَالَكَ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِي؟ قَالَ: "قَاتِلْهُ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِي؟ قَالَ: "فَأَنْتَ شَهِيدٌ" قَالَ: أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ؟ قَالَ: "هُوَ فِي النَّارِ".
ومن على منبر مسجد مخلوف بالحي الأول أكد الشيخ/ أشرف صلاح السيد محمد واعظ بالأزهر الشريف أن الشهيد الذي مات في سبيل الله، دفاعًا عن أرضه ووطنه له الأجر الجزيل عند الله سبحانه ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُكْلَمُ- أي: يُجرَح- أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ - وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِهِ- إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ".
ومن على منبر مسجد ورثة مخلوف بالحي السادس أكد الشيخ/ محمد عبد الفتاح إمام رئيس قسم الإرشاد بأوقاف القليوبية أننا بحاجة إلى أن نكون في جانب السلام والبناء والتعمير، لا جانب الاحتراب والتدمير، فكل ما يدعو إلى السلام والبناء وعمارة الكون يتوافق وصحيح الأديان، وكل ما يدعو إلى القتل والتخريب والتدمير يتناقض مع سائر الأديان السماوية، بل يتناقض مع كل الأخلاق والقيم الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية .
ومن على منبر مسجد الشهيد إبراهيم هلال بالحي السادس أكد الشيخ/ رمضان طلعت هيبة معوض واعظ بالأزهر الشريف أنه يتطلب منا جميعًا العمل معًا على ترسيخ وتأصيل كل معاني السلام، والوقوف في وجه دعاة الحرب والدمار؛ من أجل سعادة البشرية جمعاء وتحقيق أمنها وسلامها.