سورة التحريم هي سورة مدنية نزلت على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، بعد سورة الحجرات، عدد اَياتها اثنتي عشر اَية وتُعد اَخر سور الجزء الثامن والعشرين، تأتي بترتيب سور المصحف الشريف بعد سورة الطلاق وقبل سورة الملك.

سبب نزول سورة التحريم

سبب نزول سورة التحريم يعود إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في بيت زوجته حفصة برفقة زوجته ماريا القبطية وكانت صاحبة البيت تزور والدها عمر بن الخطاب، وعند عودته من الزيارة شاهدت ماريا في بيتها مع النبي الكريم فلم تدخل البيت حتى خروج ماريا منه، وعندما شاهد النبي الكريم وجه حفصة وعليه ملامح الغيرة والكآبة، طلب منها الّا تُخبر عائشة ووعدها بأن لا يمر بها أبدًا.

منزلة مريم في سورة التحريم

سبب نزول سورة التحريم ومعرفته يؤدي لمقارنة بين سورة التحريم وسورة الأنبياء من حيث ذِكر مريم -عليها السلام-، في سورة الأنبياء لم تُذكر أُم عيسى -عليه السلام- باسمها ولكن ذكرها الله تعالى بقوله: "وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا" أما في سورة التحريم فذُكرت باسمها بقوله تعالى: "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا".

والسبب أن سورة الأنبياء كان سياق الحديث عن الأنبياء مثل إبراهيم ولوط وموسى وزكريا ويحيى -عليهم السلام- ولم يُذكر أسمها لأنها ليست نبية والمذكورين أنبياء، أما في سورة التحريم ذُكر أسمها لأن سياق الحديث عن النساء مثل امرأتي لوط ونوح -عليهم السلام، فهي مع الأنبياء أقل منهم ومع النساء أعلى منهن منزلةً.