رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


حلمي بكر غاضب

29-5-2017 | 12:25


بقلم: محمد المكاوى

هذا هو حال الموسيقار الكبير هذه الأيام.. وحالة الغضب ليست بسبب هجوم عليه من هنا أو هناك ممن فتح النار عليهم في وقت ما، طوال العشرين عاما الأخيرة علي الأقل، برغم أن آراءه فيما يحدث علي الساحة الغنائية وتحليله لها غالبا ما تكون صادقة ودقيقة وأحيانا صادمة لعشاق الموسيقي والغناء بل وللمطربين أنفسهم.

ورغم كل هذا لا يمكن أن ننسي أبداً أن الموسيقار الكبير هو أحد فرسان التلحين منذ سنوات الستينيات قدم الكثير من الأغنيات والأصوات المصرية والعربية بألحان عاطفية ووطنية لازلنا نرددها بين الحين والآخر وتسكن وجداننا ولا نبالغ إذا قلنا إنه كان شاهدا علي أكثر من عصر علي الغناء بداية من رموز ونجوم الأغنية الكبار .. ليلي مراد وعبدالحليم ونجاة ووردة والتلباني والعطار وهاني شاكر وعليا التونسية وعماد عبدالحليم وأصالة وصولا إلي الجيل الحالي وأبرز نجماته أنغام ونانسي عجرم وشيرين.

وكان من حسن حظي أن ألتقيت كثيرا بالموسيقار الكبير مرات ومرات في فترات تألقه ونجاح ألحانه وهي تنطلق عبر الميكروفون للمرة الأولي ومرات أخري وهو يراقب ويتابع حال الغناء وهو ينحدر بقوة إلي مستنقع العبث واللا معقول.

وربما يكون الموسيقار الكبير الذي تفاعل مع كل الأحداث الوطنية التي مر بها بلدنا الحبيب منذ التحاقه بالخدمة العسكرية كمجند في مطلع الستينيات ككل أبناء الوطن فجر لديه الوعي بقيمة الوطن ومفهوم الوطنية وعبر عن هذه القيم والأحاسيس عبر عديد من الألحان ويحضرني منها الآن «ياحبايب مصر» للرائعة الراحلة «عليا» و«الحلم العربي» لمجموعة من المطربين من كل الأقطار العربية والتي أعتبرها البعض هي الجزء الثاني من أوبريت «الوطن الأكبر» الذي أبدع في غنائه حليم وشادية ونجاة ووردة.

إننا نتفهم غضب حلمي بكر الآن بعد كل هذه السنوات من العطاء والنجاحات وكان يتوقع معه وبعد كل هذا المشوار تكريما يليق به وبتاريخه وليس مجرد منحه جائزة المركز القومي للمسرح علي مسرح الهناجر وصورة تلتقط له مع وزير الثقافة تنشر له في الصحف والمجلات.

حلمي بكر.. قامة فنية كبيرة ربما أكبر من وزارة وأكبر من وزير وهو فنان جاد يحترم نفسه ويحترم تاريخه وربما من هذا المنطلق يجد أن تكريمه لا معني له وأنا أعذره.. وأهمس في أذنه .. ألست أنت صاحب الجملة اللحنية الرائعة «ماتقولش إيه إديتنا مصر ونقول هاندي إيه لمصر» فلماذا الغضب إذن ومصر في ظل الظروف التي تمر بها غير قادرة علي منحك تكريما يليق بك وبكل مبدع حقيقي علي أرض الوطن لأنها وببساطة هي بالفعل في أشد الحاجة الآن إلي العطاء والتكاتف وبذل الجهد وليس حصاد الجوائز والتكريمات خاصة وأنك كثيرا ما تم تكريمك وحصلت علي جوائز عديدة منذ عام 1975 عندما منحك رئيس الوزراء الأسبق فؤاد محيي الدين جائزة احسن ملحن عربي وآخرها جائزة عن أوبريت «الحلم العربي» من القوات المسلحة أنا لا أعلم علي وجه التحديد ما هي مناسبة تكريم حلمي بكر يوم 25 مايو من المركز القومي للمسرح، اللهم ربما بسبب تاريخه الطويل مع المسرح الغنائي وما قدمه من مسرحيات «الميوزيكل هول» بداية من سيدتي الجميلة وموسيقي من الحي الشرقي وسندريللا والمداح وغيرها...

موسيقارنا الكبير.. لا تغضب ولا تحزن فالتكريم اللائق بك لم يأت بعد فمزيداً من الصبر الجميل وهو شعار يرفعه حاليا كل المصريين من أجل بلدنا مصر.