بعد زيارة الرئيس سيلفا كير.. أبرز محطات العلاقات السياسية بين مصر وجنوب السودان
يتجاوز انتماء مصر لمحيطها الإفريقي الابعاد الجغرافية والتاريخية المختلفة، إذ يعد هذا الانتماء مكونا رئيسيا من مكونات الهوية المصرية على مر العصور، من هذا المنطلق تمثل جمهورية جنوب السودان اهمية اثتثنائية بالنسبة لمصر، لما لها من عمق استراتيجي شديد الأهمية، فقد سارعت مصر بالاعتراف بدولة جنوب السودان بعد اعلانها كدولة مستقلة .
ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي، بالرئيس سلفا كير والوفد المرافق له في بلدهم الثاني مصر، معربا عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين في مختلف الأمور.
وفي هذا الصدد تقدم بوابة دار الهلال ، ابرز العلاقات السياسية والزيارات المتبادله بين البلدين.
العلاقات السياسية بين البلدين
كانت لمصر مواقف واضحة إزاء بعض التحديات السياسية التي واجهت جنوب السودان ولاسيما قضية " أبيي" ، الغنية بالبترول المتنازع عليها بين الشمال والجنوب والتى تم تحويل قضيتها إلى محكمة التحكيم الدائمة بلاهاى لتحديد حدودها، إذ رحبت مصر بالقرار الذى صدر عن المحكمة ودعت الأطراف إلى الالتزام به. بالإضافة إلى استمرار المساهمة المصرية بأكبر مكون فى قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان.
فى 2016 ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي قمة مجلس السلم والأمن الإفريقي، التي ناقشت تطورات الوضع في جنوب السودان، وأكد الرئيس أهمية التوصل إلى آلية فعالة لمساعدة كافة الأطراف الجنوب سودانية على التمسك بخيار السلام ومساندتها على تنفيذ بنود اتفاق السلام وإرساء أسس الأمن والاستقرار، وإيجاد حلول عاجلة للأزمة الإنسانية في جنوب السودان، والنهوض بالوضع الاقتصادي المتردي به لتحقيق ما يتطلع إليه أبناؤه من آمال في السلم والاستقرار والتقدم.
وأعرب الرئيس السيسي عن أهمية متابعة التنسيق مع حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية بجنوب السودان من أجل الاتفاق على ولاية القوة المُقترح نشرها وتشكيلها ومناطق انتشارها، بما يأخذ شواغل حكومة جنوب السودان في الاعتبار، كما أكد الرئيس السيسي أن مصر مستمرة في مساندتها لكافة الجهود الرامية لدعم تنفيذ اتفاق التسوية السلمية في جنوب السودان.
وفي 2017عقد سامح شكري وزير الخارجية جلسة مباحثات مع الجنرال “تعبان دينج” النائب الأول لرئيس جنوب السودان على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أشار فيها إلى جهود المبادرة المصرية للتنمية في دول حوض النيل لإقامة محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية فى “جوبا” (4 ميجاوات), وإقامة مشروعين للاستزراع السمكي في “جوبا” و”واو” , فضلا عن التعاون في مجال إدارة الموارد المائية والري.
في 2018 أجرى وزير الخارجية سامح شكري مباحثات مع تعبان دنج النائب الأول لرئيس جنوب السودان، وذلك على هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن. وأكد وزير الخارجية سامح شكري على دعم مصر لجنوب السودان نحو تحقيق السلام والاستقرار من خلال مبادرة توحيد الحركة الشعبية لتحرير السودان والحوار الوطني في البلاد، منوها بدور مصر في دعم جنوب السودان إبان عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن عامي 2016 و2017، بالإضافة إلى عضويتها الحالية في مجلس السلم والأمن الأفريقي.
فى2020استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي جيمس وانى إيجا، نائب رئيس جنوب السودان. طلب الرئيس نقل تحياته إلى أخيه الرئيس سلفا كير، مشيداً بعمق العلاقات المصرية الجنوب سودانية، ومؤكداً الحرص على تطويرها، وكذا مواصلة مصر بذل مساعيها على المستويين الإقليمي والدولي لتعزيز الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والسلام في جنوب السودان. رحب الرئيس بالخطوة المهمة التي حققتها مؤخراً الأطراف في جنوب السودان بإعلان الرئيس "سلفا كير" وزعيم المعارضة "رياك مشار" عن اعتزامهما البدء في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية تنفيذاً لمقررات اتفاق السلام، مشيراً إلى أهمية البناء على الزخم القائم على الساحة السياسية في جنوب السودان وتوافر الإرادة اللازمة من قبل كافة الأطراف بهدف الاستمرار في تنفيذ استحقاقات اتفاق السلام. نقل "إيجا" تحيات الرئيس سلفا كير إلى الرئيس، معرباً عن تقدير بلاده الكبير لمصر وشعبها وقيادتها، ومثمناً التطور المتواصل في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، شهد اللقاء التباحث حول سبل تفعيل وتطوير أطر التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات في المرحلة المقبلة، فضلاً عن تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
الزيارات المتبادلة بين الرؤساء
فى 22/11/2014 قام سيلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان بزيارة لمصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم مجموعة من الوزراء، وقام الرئيس عبد الفتاح السيسي باستقبال الوفد بمقر الرئاسة وعقدا الرئيسان جلسة مباحثات ثنائية مغلقة، تلتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، أكد السيسى استمرار مصر في تقديم مساعداتها إلى أشقائها في جنوب السودان ، وأكد سيلفا كير أن هذه الزيارة بمثابة رسالة قوية تعكس عمق العلاقات بينهما، مضيفًا أنه حرص على اصطحاب وفد موسع من مختلف الوزارات للتباحث مع نظرائهم المصريين لتفعيل الاتفاقيات الموقعة بين البلدين، ودفع التعاون بينهما قدماً من خلال توقيع اتفاقيات جديدة.
فى 10/1/2017 قام سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحث الجانبان سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين مصر وجنوب السودان، كما تمت مناقشة بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. كما بحثا عملية السلام فى جنوب السودان وأهمية الالتزام باتفاق التسوية السلمية الموقع فى أغسطس 2015، باعتباره الآلية الأساسية لاستعادة السلم والاستقرار والرخاء لأهلنا فى جنوب السودان، كما تناولت سبل تضافر كل القوى لتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الانتقالية برئاسة سلفا كير لتحقيق هذا الهدف المهم.
فى 17/1/2019 قام سيلفا كير رئيس جنوب السودان بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسى. بحثا الجانبان أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد أهمية دعمه وتعزيزه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة لتعزيز التكامل بينهما، فضلاً عن البناء على ما تحقق من نتائج إيجابية خلال الزيارات المتبادلة السابقة بين مسئولي الدولتين.
فى 28/11/2020 قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة لجنوب السودان، تعد الأولى من نوعها منذ استقلاله، استقبله سلفا كير رئيس جنوب السودان.
تم التباحث حول أهم الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، خاصةً منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث عكست المناقشات تفاهمًا متبادلًا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الأفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حاليًا المحيط الجغرافي للدولتين، حيث أشاد الرئيس السيسى في هذا السياق بجهود الرئيس "كير" في الوساطة بين حكومة جمهورية السودان الشقيق والفصائل الثورية، وهي الجهود التي تكللت بالنجاح بالتوقيع على اتفاق سلام جوبا بين الطرفين في شهر أكتوبر الماضي.
ناقشا الرئيسان كذلك موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق حول أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، مع تعزيز التعاون بين دول حوض النيل علي نحو يُحقق المصالح المشتركة لشعوب كل دولة وتجنب الإضرار بأي طرف.
شهدت المباحثات مناقشة أطر وآفاق التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان، حيث تم الإعراب عن الارتياح لمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدولتين، مع تأكيد دعمه لصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وذلك بالاستغلال الأمثل لجميع الفرص المتاحة، وتعزيز الزيارات المتبادلة بين كبار المسئولين بالدولتين.