بعد أن استقبل الرئيس السيسي نظيره الجنوب أفريقي، اليوم الأحد، بقصر الاتحادية, والتي تباحثا فيها مستجدات ملف سد النهضة أكد خبراء أن هذه الزيارة ستؤثر على ملف سد النهضة وتمثل وسيلة ضغط على أثيوبيا وحلفائها  للوصول إلى اتفاق بشأن عملية ملء السد, والوعودة إلى طاولة المفاوضات, كما أنها تتضمن خلق فرص للاستثمار والتعاون المشترك بين البلدين.

أمن قومي

قال الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تهتم جداً في الفترة الأخيرة بعمقها الأفريقي، والعلاقات مع السودان وجنوب السودان لها أهمية كبيرة تتعلق بالأمن القومي المصري، وتتضمن خلق فرص للإستثمار والتعاون المشترك، بالإضافة إلى إنهاء أي صراعات قد تكون مصدر للتوتر في المنطقة، لذلك هذا اللقاء يكتسب أهمية شديدة جداً لأنه يعزز من دور مصر في المحيط الأفريقي فهو يحمل بعد أمني واقتصادي.

كما أكّد في تصريح لبوابة "دار الهلال" أنّه هناك مسعى مصري دائم لتسوية أزمة سد النهضة، في مقابل حالة تعنت من الجانب الاثيوبي. لذا فإن كل الأطراف لها الحق في أن تمارس دورها في الضغط والتأثير للوصول إلى نقطة تسوية تضمن الحقوق التاريخية لمصر في مياه النيل وتسمح بالتنمية للجميع.

وأضاف أن موضوع سد النهضة كان في مقدمة الموضوعات على طاولة المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره الجنوب سوداني، وهو ما سينتج عنه مسار جديد في التعامل مع هذه الأزمة والتأثير على الحكومة الإثيوبية أو على الأطراف المحركة لإثيوبيا، للتوصل إلى تسوية مرضية لكافة الأطراف.

وأشار إلى أن هذه الزيارة سينتج عنها زيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان، حيث أن استثمار مصر ورجال الأعمال المصريين في السودان واستخدام الأراضي في جنوب السودان سيمثل قاطرة للتنمية في الفترة القادمة وسيعود بالنفع على كلا البلدين.

وشدد على أن كل اللقاءات التي يعقدها الرئيس السيسي لها أكثر من بعد إلى جانب البعد الأمني والعسكري الذي يضمن حماية الأمن القومي المصري، ولكنها تتضمن أيضاً بعد تنموي واقتصادي، حيث أن الرئيس يتبنى دائماً دبلوماسية التنمية الاقتصادية وتحقيق المنافع للجميع.

أهمية استراتيجية

وقالت الدكتورة أماني الطوبل، مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية والخبيرة فى الشئون الأفريقية، لأن هذه الزيارة لها أهمية استرتيجية، حيث أن وجود سيلفا كير في مصر يعبر عن وجود علاقات ممتدة بين مصر والدول الأفريقية، ووجود تعاون مشترك بين مصر وجنوب السودان، وهي تعبر عن وجود تغير في موازين القوة في القرن الأفريقي، كما تبشر بتحسين الأوضاع في جنوب السودان وزيادة الاستثمارات المصرية هناك.

وأكدت في تصريح لبوابة دار الهلال، أن هذه الزيارة ستؤثر على ملف سد النهضة بشكل كبير، كما أن كل العلاقات المصرية الأفريقية في إطار دول حوض النيل والقرن الأفريقي مؤثرة على ملف سد النهضة، وتقارب مصر مع جنوب السودان والسودان سيخلق تكتل مؤثر بشكل ايجابي يضمن لمصر حقوقها في مياه النيل، وهو ما سيعيد أثيوبيا إلى المفاوضات بشأن عملية ملء السد.

وأشارت إلى أن هذه الزيارة قد تخلق آفاق جديدة للتعاون بين مصر وجنوب السودان في مجالات الزراعة والصحة والري بالاضافة إلى زيادة الاستثمارات المصرية في جنوب السودان لزيادة التنمية.