صدر حديثا عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع دراسة بعنوان "حارس الحكايات" (شهادات، دراسات، مراجعات تكريما للدكتور فيصل دراج) وهي من إشراف وتحرير عيسى عودة برهومة وعامر سلمان أبو محارب.
ووفقًا النشر.. عرض لي، في سياق ما أن أتمثل فيصل دراج بما هو، في حياتنا الثقافية المعاصرة، حالة فذة، حالة لا مثيل لها. وليس ذلك لأنه "الناقد" بـ "أل" التعريف التي تفيد الإطلاق والفرادة والتميز عن الأقران، وإنما لأنه يجسد معنى قصدياً ذا وجوه تمتد في ما هو وجودي ووظيفي "يظهران" لخالص وعيي "هنا .. الآن"، في المكان الشاهد والزمان المعطى. يكشف الحضور "الظاهراتي" لفيصل دراج في وعيي عن وجه جوهري يشخص في بعض أبطال تشيخوف:
"يستحيل الرضا بالأمر الواقع مثلما يستحيل عدم الرضا بهذا الواقع. لا مكان للحل الوسط، وليس على المرء بالتالي إلا أن يتمرغ على أرضية بيته ويصرخ ويضربها برأسه"! هو على وجه الدقة "الوضع الحدي" الذي يلهج به كارل ياسبرز، والذي يقابله فيصل بصبر وعناد وإرادة رواقية. في هذه الحدود يرتد فيصل من "البراني" إلى "الجواني"، لا يسلم نفسه إلى "الخارج" الذي استبد به عقوداً وأجيالاً، وبات عند منبع يأس وقنوط ورفض، ومبدأ لطلب العزلة والانفصال وتقييد حدود التواصل والاحتماء بملكات الفعل الذاتي والخلق والإبداع، فكأن الوجود قد ارتد عنده إلى حدود "الوجود في النفس" بما هو ناقد أدبي يتعلق بالكشف الأفلاطوني الأعظم: الوجود الحقيقي ليس هو الوجود الشاهد، الوجود الهيرقليطي، وإنما هو الوجود المفارق، الوجود البرمنيدي، المعقول، الذي ينشد التعالي والتأمل والخلود.
تأسست الأهلية للنشر والتوزيع في عمان سنة 1985. تهتم الدار بنشر الكتب السياسية والفكرية بالإضافة إلى الكتب الأدبيةوكتب الأطفال.