عمرو دياب.. بورسعيدى طارده لقب «الهضبة»
صوت عذب قوي مختلف يخرج كل يوم من بين جدران منزل عبد الباسط عبد العزيز دياب، الذي يقطن مع زوجته ونجليه عماد وعمرو في مدينة بورسعيد، ربما اعتاد الجيران علي سماع صوت عمرو صاحب العشر سنوات، والذي يغني ليل نهار بأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ أدرك شقيقه "عماد" بأنه يتمتع بصوت جميل بينما لاقى تشجيعا من والدته التي نصحته بأن يتعلم الموسيقى، بات عمرو يتردد على قصور الثقافة في بورسعيد يتعلم العزف على البيانو وفي المدرسة حتى جاءت له الفرصة الأولى ليغني أمام الجميع ولكن كان من بين الحضور المحافظ نفسه ليقف يغني أغاني عبد الحليم الوطنية وتعلو وجه إبتسامة كبيرة وهو يسمع صوت التصفيق له، ومن بين الحضور كان والده الذي شعر بالفخر وتيقن من موهبة نجله، كان حلم الشهرة وبأن يصبح مطربا يرواده كل ليلة، لم يكن حلمه ببعيد وأصبح "عمرو دياب" الاسم الذي يعرفه القاصي والداني وعبر بصوته للقارات.
ذات يوم قال لي الموسيقار الكبير هاني شنودة أن "فرقة المصريين" كانت تحيي حفلا في بورسعيد، وبعد انتهاء الحفل توجهنا للفندق، لم يمر وقت طويل حتى سمعت طرق على باب غرفتي، فتحت الباب لأجد شابا يقف أمامي قال لي "أنا اسمي عمرو دياب وعايز أغني" دخل غرفتي في الفندق وطلبت منه أن يغني حتى أسمع صوته فوجدت صوته حلو إضافة إلي أنه وسيم.
يقول "شنودة" كان يعاني من مشكلتين الأولى وجوده الدائم فى بورسعيد وعدم نزوله القاهرة والثانية غنائه باللهجة البورسعيدية، ثم غادر الفندق لم أكن أعتقد أني سأقابله مرة أخرى، وفي الصباح وبينما تستعد فرقة "المصريين" لمغادرة بورسعيد إلى القاهرة، وجدته يقف مع أعضاء الفرقة بجوار الاتوبيس وقبل أن أعلن اندهاشي قال "أنا جاي معاكم القاهرة"، وبالفعل سافر معنا وتوسطت لدخوله معهد الموسيقى العربية، تيقنت نجاحه عندما رأيت لمحة الاصرار في عينه وقدمنا الألبوم الأول"يا طريق" في 1983 وبعدها "نور ياليل"و "الزمن" و"في أحضان الجبل".
بعد ألبومه الأول وهب عمرو دياب حياته للفن وكان ثاني ألبوماته في 1984 "غني من قلبك" والثالث في 1986 "هلا هلا" وفي العام الألبوم الرابع "خالصين".
كان على موعد مع الشهرة الحقيقية في 1988 بألبوم "ميال" وبداية تعاونه مع حميد الشاعري، وفي العام التالي، ألبوم "شوقنا" وفي بداية التسعينيات طرح ألبوم "ماتخافيش" وفي 1991 ألبوم "حبيبي" من إنتاج شركة "صوت الدلتا"، وفي 1992 ألبوم "أيامنا" وبعده ألبوم "يا عمرنا".
لم يتوقف نجاح عمرو دياب المطرب وخاض تجربة التمثيل ودخل السينما من خلال فيلم "العفاريت" مع مديحة كامل، بينما تألق في فيلم "آيس كريم في جليم" 1992 مع سيمون وأصدر ألبوما يتضمن أغاني الفيلم، وفيلم "ضحك ولعب وجد وحب" 1993مع عمر الشريف ويسرا، وأصدر في العام التالي ألبوم "ذكريات" الذي يتضمن أغاني الفيلم.
بات النجاح يطارد عمرو دياب أينما حل وينتظر ألبوماته الجمهور الذي يدرك أنه على موعد مع أغاني جديدة ذات مذاق خاص وفي 1994 طرح ألبوم "ويلوموني" وبعده في 1995 "راجعين"، كانت بداية تعاونه مع شركة "عالم الفن" في 1996 في "نور العين"، واقتنص به جائزة ميوزك أوورد كأول فنان مصري، وكان الألبوم بمثابة نقطة تحول ونجاح جديد يضاف إلي سجل نجاحاته.
لم يتوقف صوت "عمرو" يوما عن الغناء وفي 1998 أطلق ألبوم "عودوني" وحصد جائزة "مانكو" العالمية، وجائزة فنان العالم الأكثر رواجا بالشرق الأوسط.
- وفي أواخر التسعينيات أصدر ألبوم "قمرين" وشارك معه الشاب خالد في أغنية "قلبي" بينما غنت معه المطربة اليونانية أنجيلا ديميتريو أغنية "أنا بحبك أكتر".
بداية الألفية تربع عرش النجومية وبات أحد أهم مطربي جيله ولاقى ألبوم "تملي معاك" نجاحا عالميا جعله يحتل مكانة كبيرة تليق بنجوميته، وفي 2001 ألبوم "أكتر واحد بيحبك"، ومن بين أهم أغانيه "ولا على باله" التي شاركه فيها المغني العالمي ساند مان، وفي 2003، كان ألبومه الأخير "علم قلبي" أخر تعاون بينه ويين شركة "عالم الفن".
بدأ رحلة جديدة مع شركة "روتانا" في 2004، وأصدر أول ألبوم"ليلي نهاري"، وفي العام التالي "كمل كلامك" بينما طرح في 2007 "الليلة دي" وصوّر من الألبوم أغنية "نقول إيه" وحصد للمرة الثالثة جائزة الموسيقى العالمية، استحق لقب "الهضبة" بجدارة والذي لم يأت من فراغ، وفي 2009 صدر له ألبوم "وياه" وحصل على جائزة إفريقيا "ميوزك أوورد" ونفس الجائزة حصل عليها في العام التالي عن ألبوم "أصلها بتفرق"، وفي2011 أصدر ألبوم "بناديك تعالي"، وفي 2013 "الليلة"، وفي العام التالي كان أخر تعاون بينه وبين "روتانا" في "شفت الأيام".
أسس شركة "ناي" في 2016 وطرح ألبوم "أحلى وأحلى"، والألبوم الديني"من أسماء الله الحسنى"، وفي 2017 "معدي الناس" 2018 طرح الهضبة ألبوم "كل حياتي"، وفي 2019 "أنا غير"، وفي 2020 طرح ألبوم "سهران" و "يا أنا يا لأ"، ويستعد حاليا لطرح ألبوم "عيّشني".
مشوار طويل ورحلة كفاح بدأها عمرو دياب الذي جاء قادما من بور سعيد لا يملك سوى موهبته وصوته، حفر في الصخر وصدق حلمه صنع أسطورته على مدار 37 عاما دون خفوت يواكب أحدث الألحان ويبحث عن كلمات أغاني جديدة ويتعاون مع كبار الملحنين والشعراء وبات أهم مطربي الوطن العربي ويمتلك شعبية جارفة تليق بحجم موهبته، وينتظر ألبوماته الملايين من محبيه، وفي عيد ميلاده الـ 60 وعلى طريقة جملة أصدقاؤه في فيلم "آيس كريم في جليم" التي تبقى حاضرة نقول له "بس إنت تغني وإحنا معاك".