أصدرت الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم عددًا جديدًا من نشرة "جسور"، وذلك تزامنًا مع بداية شهر ربيع الأول، شهر ميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث يخصص العدد مجموعةً من الموضوعات للاحتفاء بميلاد أشرف الأنبياء والمرسلين، وتعرض لمظاهر الرحمة والإنسانية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية وقررها سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه وآله وسلم بأفعاله وأقواله، فأقر الحقوق الإنسانية وجعلها من تعاليم أمة الإسلام، ليسبق بذلك كافة الأمم إلى حقوق الإنسان قبل ما يزيد عن 1400 سنة.
وتناول العدد (30) من نشرة "جسور"، مسألة الاحتفاء بميلاد خير الأنبياء عليه أفضل الصلاة والسلام، واستحسان العلماء الكرام له على مر السنين، مع ذكر الأدلة الشرعية على جواز واستحباب ذلك، إلى جانب موقف الشريعة الإسلامية من قضايا حقوق الإنسان.
ويبدأ العدد بمقال افتتاحي لفضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يتحدث فيه عن "حقوق الإنسان .. قيمة وحضارة" أوضح فيه أن الإسلام كحضارة قدم حقوق الإنسان بصورة متكاملة معنًى وشكلًا ومضمونًا وهدفًا، وهي تقوم حول أن الإنسان له مكانة خاصة: فهو في قمة هرم المخلوقات من كائنات حية أو نبات أو جماد، حيث نصت الأدلة الشرعيَّة على تكريم الإنسان وأنه مفضل بالعقل والعلم وحمل الأمانة، وأنه مما يميز حقوق الإنسان في الإسلام أنها حقوق مقررة للإنسان باعتباره إنسانًا دون تفرقة بين لون وجنس ودين، كما أن دائرتها واسعة تشمل مجالات متنوعة.
وفي باب "عالم الإفتاء" يأحذنا العدد في جولة إخبارية إفتائية ننشر فيها مجموعة من أهم أخبار عالم الإفتاء والمؤسسات الإفتائية حول العالم ، كما نطالع في باب "المؤشر العالمي للفتوى" دراسة تحليلية موسعة للمؤشر العالمي للفتوى، لفتاوى حقوق الإنسان المصرية الرسمية التي تستهدف حفظ الضرورات الخمس، أما باب "رؤى إفتائية" فيعرض الجزء الثاني من مقال سمات الفتوى في عصر الصحابة والتابعين (2/2).
فيما يتناول باب " فتوى أسهمت في حل مشكلة" موضوع استعمال أسلحة الدمار الشامل مع استعراض رأي الشرع الشريف في ذلك، وفتاوى دور الإفتاء فيها، كون الحياة الآمنة حقًّا من حقوق الإنسان، ونطالع أيضًا في باب "مراجع إفتائية" عرضًا لكتاب "الأجوبة" لسحنون باعتباره من أهم مصادر ومراجع الفتاوى عند المالكية، وذلك ضمن سلسلة بدأتها جسور في عرض أهم التصنيفات من كتب الفتاوى في العدد الماضي.
وإثراءً لموضوعات العدد جاء في باب منبر المفتين مقالًا بعنوان "حقوق الإنسان .. تحرير المفهوم وجدلية المضمون" لفضيلة الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويتناول فضيلته في هذا المقال الجدل الكبير حول قضايا الحقوق والحريات في الإسلام وموقفها من ذلك الإعلان العالمي، يمكن صياغته في عدة أسئلة، وهي: ما مدى انتساب تلك الحقوق والقيم إلى الحضارة الغربية؟ وهل يمكن التأسيس لنظرية حقوقية كاملة من داخل الثقافة الإسلامية، أم لا؟ وهل ذلك البناء الحقوقي يفتقر إلى الانسجام أو المواءمة مع مخرجات الثقافة الغربية الحديثة، وما تولد عنها من بناء متكامل لقضايا الحقوق والحريات؟
فيما يكتب هاني ضوة، نائب المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية، مقالًا بعنوان: "مظاهر من احتفال علماء الأمصار بالمولد النبوي الشريف"، يتناول فيه الرد على أصحاب الفكر المتشدد الذين يدعون عدم جواز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، واعتباره بدعة شيعية، كما يذكر مظاهر من احتفال علماء الأمصار قديمًا بالمولد النبوي الشريف واهتمامهم به.
ويضم العدد بابين جديدين: الأول بعنوان "مهارات إفتائية" تعرض فيه النشرة خلال الأعداد القادمة مجموعة من المهارات الإفتائية التي يحتاجها القائم بالإفتاء حتى تصدر الفتوى وفق منهجية سليمة ومنضبطة وترسيخ ملكة الإفتاء لدى المفتين، أما الباب الجديد الثاني فيأتي بعنوان: "استشراف إفتائي" وستتناول فيه النشرة خلال الأعداد القادمة عددًا من القضايا والمسائل الإفتائية الاستشرافية مثل العملات الرقمية والقضايا والنوازل التي لم تكن موجودة من قبل، لمواجهة المستجدات والأحداث واتخاذ الأسباب اللازمة لمواكبة تطورات العصر دون الإخلال بمتطلبات الحاضر شأن ذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة، بل هو منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وفي القسم الإنجليزي من النشرة يكتب الدكتور إبراهيم نجم مقالًا بالإنجليزية حول "ميلاد نبي الرحمة"، يتحدث فيه عن ميلاد نبي الرحمة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، وكيف أن الجماعات المتطرفة قد تجاهلت النموذج النبوي وفشلت في إدراك حقيقة الإيمان والإسلام المتمثلة في الرحمة والتسامح في التعامل مع البشر جميعًا باختلاف عقائدهم وأجناسهم.
كما يعرض القسم مقالًا يكتبه هاني ضوة بالإنجليزية حول "الإسلام والتنوع البشري" يتحدث فيه عن وثيقة المدينة المنورة، وكيف أن الإسلام دين تعددي يقبل التنوع، وكيف أقام النبي صلى الله عليه وآله وسلم دولة المواطنة في المدينة المنورة، وحفظ حقوق الإنسان في الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.