.. ونحن أيضاً سنصمت على قطر (مؤقتاً)
لا أثق ذرة خردلة فى التوجه القطرى نحو المصالحة مع القاهرة، «صلح المضطر» لا يوفر نوايا حسنة، الدوحة تصالح النظام المصرى اضطراراً وهم يعلمون، تعترف به وسبق أن أنكرته، وتطلب الجلوس إلى الرئيس وكانت تناصبه العداء، ولكن شعبياً ما فى القلب فى القلب، وما فى القلب ـ مصرياً ـ تجاه قطر كثير.
وليعلم كل من فى قلبه مرض، أن ما دخل القلب المصرى من ممارسات النظام القطرى كثير من القساوة والجفوة والمكايدة والإهانة، بلغت حدوداً لم يبلغها نظام عربى أو أجنبى تجاه القاهرة قبلا، رجال مصر فى قنوات قطر صاروا "عبيد البيادة"، ونساؤها صرنا "رقاصات".
الرئيس المصرى المؤدب عبدالفتاح السيسى انتفض برجولة لإهانة الأميرة "موزة "عن أصالة مصرية، ورفض الخوض فى الأعراض فضائياً، وما كان يقبله مصرى كريم على نساء الأسرة الحاكمة، ولم يحرك الأمير القطرى على مدى عام وأكثر ساكناً، وكل أم مصرية تهان، وكل شيبة تعاب، وإرادة شعب تنتهك فضائياً على مدار الساعة.
الدوحة وإن أخرست "الجزيرة مباشر" مصر "مؤقتاً" خلى بالك من "مؤقتاً"، والإصرار الفج عليها، لم تقطع ألسنة طالت واستطالت فى باقى "الباقة" العميلة المحرضة، وتحليل مضمون برامج "باقة الجزيرة" يشى بالكثير من هذه الوجوه الإخوانية القميئة التى تعكر صفو ماء العلاقات بين شعبين شقيقين، الثعبان الإخوانجى أحمد منصور نموذج ومثال صارخ على الترخص، والتخرص، والانحطاط الإعلامى.
من يسيرون فى ركاب المصالحة ويجدون فى السعى، طوبى لهم ولكن لابد أن يتحسبوا لـ "مؤقتاً" هذه، ويتحسبوا أكثر أن تتحول "باقة الجزيرة" كلها أو بعضها، حسبما تيسر إلى "الجزيرة مباشر / مصر"، وهذا هو الفادح والأفدح الذى أخشى منه، وربك يخيب الظنون، ويصدقون.
"الجزيرة مباشر/ مصر" انكشفت تماماً قبل الإغلاق المؤقت، حرقت مصرياً، صارت "الجزيرة كوميدى"، ونالت من سخرية المصريين الكثير وسجلنا هذا فى مقال سابق، حتى رئيس الوزراء إبراهيم محلب، قال مثل هذا وأكثر، ورفع عنها الغطاء مصرياً، إغلاق الجزيرة مباشر/ مصر مقبول من باب حسن النوايا، لكن القادم هو الأسوأ.
كيف نصدق من يتدثر بالمهنية، ويعيث فى أخبار القاهرة فساداً وتلويناً وتزويراً وتحريضاً، من يعترف بالرئيس ويلقبه بالرئيس المنتخب وهو يعمد إلى تقويض النظام وهدم بنيانه، من يعف القول، ويدس السم فى العسل، المهنية المرتجاة من الجزيرة تحتمل ما هو أخطر من السفور الذى مثلته الجزيرة مباشر/ مصر، سنرى عجباً، وحجتهم معاهم، قلتم الجزيرة مباشر/ مصر وأغلقناها مؤقتاً، ماذا نفعل أكثر من ذلك؟
مثلا، احتضان قنوات الجزيرة جميعها لتسريبات قناة "مكملين" الإخوانية الممولة قطرياً والتى تبث من على الأراضى التركية، التسريبات المفبركة، نموذج فادح لما ستصير عليه الأمور.. تكمل "مكملين" وشقيقاتها القطريات، "رابعة" و"الشرق" و"مصر الآن" الطريق الذى اختطته باقة الجزيرة، وتتكفل باقة الجزيرة السياسية بإذاعة "وساخات" هذه القنوات، باعتباره عملاً مهنياً، وليس هناك مانع من معلق أو تعليق مصرى من باب ذر الرماد فى العيون المفتحة على ما يذاع على الجزيرة، أليست هذه هى المهنية يا متعلمين يا بتوع الفضائيات؟!
عجباً يتحدثون عن المصالحة، والقرضاوى المطلوب مصرياً عبر الإنتربول بين ظهرانيهم، وقيادات الإرهاب مثل عاصم عبدالماجد وطارق الزمر تمارس أعمالاً عدائية برعاية قطرية، تسليم هؤلاء وأمثالهم من الخونة المجرمين باب أول فى أبواب المصالحة، وتتعدد الأبواب التى تهب منها الرياح المسمومة، مطلوب إغلاقها حتى يتسنى إنضاج مصالحة على نظافة، المصالحة على وساخة تجيب تسلخات، والملف الأمنى لا يقل خطورة فى الحالة القطرية عن الملف الإعلامى، فضلا عن ملف التمويل الذى ينكره أمير قطر كلية، ولكنه يعود بالقول ربما عبر البعض من خارج النظام يقصد من خارج الأسرة الحاكمة.
وفضيحة تورط المخابرات القطرية فى شراء وثائق مصرية مهربة من القصر الجمهورى بواسطة جماعة العياط ماثلة فى المحكمة، منها تقرير مهرب نشرته الجزيرة على الهواء وشكل دليلاً فاضحاً فى القضية المقيدة برقم 315 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، واعترف المتهم الرابع أحمد على عبده عفيفى بالتخابر مع المخابرات القطرية وقناة الجزيرة وتهريب مستندات ووثائق عسكرية، ومراجعة اعترافات عفيفى فى نيابة أمن الدولة العليا تقودنا إلى ألف دليل على المؤامرة القطرية عبر الجزيرة لأحداث أخطر انكشاف استخباراتى مصرى، وهو ما لم تفعله إسرائيل، أن تجد وثائق الأمن القومى المصرى منشورة على الهواء.. أى عار هذا الذى تترت فيه المخابرات القطرية.
لا نريدها مصالحة مؤقتة ولا مشروطة ولا ملعوبا فى أساسها، وسنظل على قلقنا من هذه المصالحة المسمومة، ولن نتترى فى وحل الإساءة للشعب القطرى ولا للعائلة ولا للأميرة، ولن ننتقص من الأمير، مؤقتا.
كتب : حمدى رزق