رصدت عدسة "الهلال اليوم" هؤلاء الذين يقومون بنبش القمامة بمنطقة بهتيم، التابعة لحى شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية.

بدت عليها ملامح الحزن عندما تحدثت الحاجة بخيتة إبراهيم، 55 عاما، لـ"الهلال اليوم"، حيث قالت: "الزبالة معدش موجود بيها بواقى أكل، لأنه فيه نباشين كتير بيجوا الصبح بدرى ينبشوا الزبالة قبلنا، وكل بواقى الأكل خلصت، ومعايا بنتى الصغيرة مشغلاها معايا علشان نجمع بواقى الأكل، وكان فيه شوال جلود وأرجل رماها محل الفراخ دلوقتى مش لاقياه، والناس فى المنطقة فقيرة يعنى مش بيشحتوا حد حاجة، وأكلنا من نبش الزبالة مش من التسول".

وأضافت: "بنتى الصغيرة مش فى مدرسة يعنى اللى تعلموا أخدوا ايه، مش لما نلاقى الآكل نبقى ندور على التعليم؟!".

قامت بخيتة إبراهيم بنبش القمامة هى وبنتها الصغيرة، التى لا يتجاوز عمرها 10 سنوات، والتى بدت هزيلة الجسد ورثة الثياب، ولم تلتحق بالمدرسة بسبب فقرها وعدم إيمان أهلها بأهمية التعليم، وظلت تعمل مع والدتها فى نبش القمامة بحثا عن بواقى الطعام، ولم تجد فى ذلك اليوم ضالتها، حيث أتى نباشون آخرون قبلهم، وقاموا بجمع بواقى القمامة فى أجولة وحملوها على عربات الكارو والدراجات.

بدت عليه ملامح الغضب، رث الثياب فقير، يسكن فى عشش قريبة من منطقة بهتيم، يأتى كل يوم لنبش القمامة فى الصباح الباكر، وقبيل المغرب، يعول أسرة من خمسة أفراد، واشتكى من كثرة وجود نباشين بالمنطقة،عم سعيد، 48 عاما، لا يعمل، الأمر الذى يجعل المنافسة على نبش القمامة تزيد كل يوم، ويقل معها كمية بواقى الطعام التى يجمعونها.

ورصدت عدسة "الهلال اليوم" عم أحمد، 52 عاما، وقد تمكن من جمع جوال من نبش القمامة سواء بواقى الأكل أو مواد بلاستيكية وزجاجية تصلح للبيع، وقد حزم غنيمته على دراجة، واستعد للرجوع إلى بيته قبيل المغرب، تاركا أقرانه من النباشين يبحثون عن قوت يومهم.

ولا شك أنه يوجد مثل هؤلاء الكثير من هم لا يجدون قوت يومهم ولا مكانا يأويهم، فهل تقوم الدولة بواجبها نحو كفالة مواطنيها؟!