ثلاثة لا يرد الله دعواتهم.. فمن هم؟
ندعو الله كثيرًا، ونأمل في أن الله يقبل دعواتنا، ويحقق أحلامنا، وألا يرد دعواتنا أبدًا، وعندما ندعو نجد أن هناك أدعية تحققت، وأدعية أخرى لم تتحقق بعد، ولم الله قال إن هناك ثلاثة من الأشخاص لا ترد دعواتهم أبدًا، وأن أي دعوة سيدعون بها فسوف تتحقق بإذن-الله تعالى-.
ثلاثة لا ترد دعواتهم
قال الرسول – صلى الله عليه وسلم- في حديث له" ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الصائمُ حتى يُفطِرَ، والإمامُ العادلُ، ودعوةُ المظلومِ، يرفعها اللهُ فوقَ الغمامِ ويُفتَحُ لها أبوابُ السماءِ، ويقولُ الربُّ:"وعزَّتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حِينٍ".
دعوة الصائم
قال الرسول:" إنَّ للصَّائمِ عندَ فِطرِهِ لدعوةً ما تردُّ"، والصائم الذي يُقبل دُعاؤه هو الصائم الذي حفظ جوارحه عن المعاصي؛ فيُستجابُ دُعاؤه لطهارته ولِمُخالفته لِهواه، وذكر الإمام النوويّ أنّ لفظ الحديث ذكر دعوة الصائم حتى يُفطر، فيدُلّ ذلك على أنّ إجابة الدّعوة تكون عند صيامه إلى أن يُفطر، أو عند دُخوله في زمان الفِطر، ويستجيب الله -تعالى- دُعاءه؛ لأنّه في حال طاعة وتضرّع لربّه -تعالى- ومسكنة إليه.
دعوة المظلوم
قال الرسول في حديثه:" اتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإنَّهَا ليسَ بيْنَهَا وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ"، دعوة المظلوم لا تُردّ ومُجابةٌ عند الله -تعالى-، وليس بينها وبين الله -تعالى- حجابٌ أو مانعٌ، حتى وإن كان المظلوم فاجراً؛ وذلك لأنّ فُجوره عائدٌ على نفسه، وقيل إنّها تُرفع إلى السماء وتُفتح لها أبوابها، واختصّ- الله تعالى- دعوة المظلوم؛ لاختصاصها عن غيرها من الأدعية بالمزيد من القبول، وتفتُح أبواب السماء لها، وذلك للانتقام من الظّالم وإنزال العذاب عليه، وفيه حثٌ للمسلم بأن يبتعد عن الظُّلم، وأن يُعامل غيره بالعدل والإنصاف.
دعوة الإمام العادل
كتب الحسن إلى عُمر بن عبد العزيز صفات الإمام العادل، وهي: "أن يُقوّم كُلّ مائل، ويقصدهُ كُلّ مظلوم، ويُصلح الفساد، ويُقوّي الضعيف، ويُنصف المظلوم، ويُساعد المُحتاجين، ويُعامل رعيّته بِكُلّ رفق وشفقة، كما أنّه يكونُ وقّافاً عند دين الله -تعالى- قي فعله وتركه، ويكونُ عالماً بالحقّ، وعاملاً به، مُراعياً لحقّ الله -تعالى- في نفسه، عادلاً بين رعيّته، وقال الإمام الغزاليّ: "إنّ الإمارة والخلافة من أفضل العبادات إذا كانت مقرونة بالعدل والإخلاص، فيرفعُ الله -تعالى- دعوة الإمام العادل ويستجيبها له".