رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


«الإسراء والمعراج وانشقاق القمر».. معجزات النبي في ذكرى مولده

15-10-2021 | 19:23


معجزات الرسول

دنيا ممدوح

الرسول -صلى الله عليه وسلم- له العديد من المعجزات، فلم تكن معجزته واحدة أو اثنين، بل العديد من المعجزات، فمنذ أن كان صغيرًا بدأت معجزاته، وستوضح «بوابة دار الهلال» معجزات الرسول.

معجزات النبي

الإسراء والمعراج

الإسراء والمعراج تُعدُّ معجزة الإسراء والمعراج ثاني أكبر المعجزات التي أيّد الله -تعالى- بها نبيّه محمد -صلّى الله عليه وسلّم- بعد القرآن الكريم، والثابت عند أهل السنة والجماعة أنَّ رسول الله قد عُرج بجسده وروحه وهو في حالة الاستيقاظ إلى السماء، وأُسْرِي به من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، وجاء ذلك في القرآن الكريم، قال الله -تعالى-: «سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ».

وحين وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء، شاء الله -تعالى- أن يبلغ السماء السابعة وما فوقها، ثمَّ إلى سِدرة المنتهى عند جنّة المأوى؛ فاطّلع عليها، وكلّمه الله -تعالى-، وفرض عليه وعلى أمّته خمس صلواتٍ في اليوم والليلة، ورأى النار، والملائكة، واطّلع على جبريل بهيئته الحقيقية، وكُلّ ذلك كان واقعاً حقيقياً لا كذباً ومجازاً، وكان ذلك تعظيماً وتشريفاً من الله -تعالى- له.

ثم نزل من السماء إلى المسجد الأقصى، وصلّى فيه إماماً بالأنبياء، وعاد إلى مكّة المكرمة قبل طلوع الفجر، وفي ذلك يقول الله -تعالى-: «أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى* وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى* عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى* إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى* لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى».

انشقاق القمر

 قال الله-سبحانه وتعالى-: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ* وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ*وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ* حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ»، وكان ذلك قبل حادثة الهجرة النبوية حين طلب المشركون من رسول الله أن يشقّ لهم القمر، وعاهدوه بالإيمان إن حدث ذلك، فدعا رسول الله ربّه أن يشقّ لهم القمر، فلمّا كانت ليلة الرابع عشرة من الشهر؛ كان القمر حينها في أتمّ صوره، فشقّه الله -تعالى- إلى نِصفين، وشاهد بعض الصحابة جبل حراء من بين شقّي القمر، ثم عاد واكتمل، فقد ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: «أنَّ أهْلَ مَكَّةَ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُرِيَهُمْ آيَةً، فأرَاهُمُ القَمَرَ شِقَّتَيْنِ، حتَّى رَأَوْا حِرَاءً بيْنَهُمَا».

شق صدر النبي

شق صدر النبي الكريم كان للمعجزات وجود في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- منذ ولادته، فمعجزة شقّ الصدر من المعجزات التي جرت للرسول --صلى الله عليه وسلم وهو في الخامسة من عمره عندما كان في البادية عند مرضعته حليمة السعدية، فبينما هو يلعب مع أقرانه إذ جاءه جبريلٌ وشقَّ صدره وأخرج قلبه وأزال علقة سوداء هي حظُّ الشيطان منه، وبقي أثر هذا الشقّ على صدر الرسول -صلى الله عليه وسلم-.

وروى أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أتاهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ».

وأرسل الله تعالى رسوله الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- رحمة للعالمين، وختم به الرسالات السماوية، وقد أيده بالعديد من المعجزات المتنوعة إلى جانب معجزته الخالدة القرآن الكريم، ومن هذه المعجزات: الإسراء والمعراج، انشقاق القمر، نبع الماء من بين أصابعه، البركة في الطعام، تكلّم الجمادات والحيوانات، إبراء المرضى، الإخبار عن أمور ستقع بالمستقبل، وصف غزوة مؤتة وهو في المدينة، وشق صدره صلوت الله وسلامه عليه.

نبع الماء بين يدي الرسول

وضع رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- سهمه في يومٍ من الأيام في البئر في غزوة الحديبية؛ فتكاثرت فيه الماء، وقد تكرّرت هذه الحادثة حين وضع رسول الله يده في إناء الماء.

 وقد روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- فقال: «عَطِشَ النَّاسُ يَومَ الحُدَيْبِيَةِ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ فَتَوَضَّأَ منها، ثُمَّ أقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ما لَكُمْ؟ قالوا يا رَسولَ اللَّهِ: ليسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ به ولَا نَشْرَبُ، إلَّا ما في رَكْوَتِكَ، قالَ: فَوَضَعَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَهُ في الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ المَاءُ يَفُورُ مِن بَيْنِ أصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ العُيُونِ. قالَ: فَشَرِبْنَا وتَوَضَّأْنَا فَقُلتُ لِجَابِرٍ: كَمْ كُنْتُمْ يَومَئذٍ؟ قالَ: لو كُنَّا مِئَةَ ألْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِئَةً».