في عملية إنسانية للعثور على فتاة تائهة والتي كانت أشبه بالمعجزة عثر رجال الإنقاذ على فتاة ألمانية فقدت لمدة يومين في غابة على طول الحدود الألمانية التشيكية على قيد الحياة برغم عدم وجود طعام أو ماء لديها، كما أنها تعرضت لجو شديد البرودة، وذلك حسبما ذكرت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

وانفصلت جوليا سليغرز، البالغة من العمر ثماني سنوات، من برلين، عن عائلتها وضاعت في غابة كثيفة بالقرب من جبل سيرشوف، وقضت نحو 45 ساعة بمفردها في طقس متجمد دون طعام أو ماء وتم إطلاق عملية بحث واسعة النطاق شارك فيها مئات من عمال الإنقاذ الذين عثروا عليها يوم الثلاثاء، حيث قال المسؤولون إنها تعاني من انخفاض حرارة الجسم لكن حياتها لم تكن في خطر، وفقًا لوكالة الأنباء الألمانية.

وقالت الشرطة البافارية في بيان إن مسؤولي الإنقاذ اكتشفوها بالقرب من بلدة تشيسكا كوبيتشي، وأفاد منفذ بيلد الألماني أن عامل الغابات التشيكي مارتن سيميكو عثر عليها.

وقال سيميكي، 31 عاما، لوكالة الأنباء الألمانية، إنهم وجدوا جوليا جالسة في مكان قريب على العشب الطويل وأخبر المنقذ عندما رآها، و«لم نصدق أعيننا ففجأة كانت جوليا الصغيرة تقف أمامنا، كانت جالسة على بعد نحو عشرة أمتار في العشب الطويل، لقد نجت في حدث أشبه بالمعجزة وكانت في حالة صدمة وسألت عن والديها».

واصطحب هو وأصدقاؤه جوليا مسافة قصيرة في سيارتهم للحصول على بعض الماء وشيء يأكلونه، قبل تسليمها لخدمات الطوارئ الألمانية على الحدود، ومن هناك تم نقلها إلى مستشفى في بافاريا.

وقال سيميكي بتواضع، إنه لا يريد أن يتم الاحتفاء به كبطل للعثور على جوليا: «كان كثير من الناس في ألمانيا وجمهورية التشيك يبحثون عن جوليا». وقال المتحدث باسم الشرطة فلوريان بيك عن حالة جوليا الآن: «إنها على قيد الحياة، وهي تعاني من انخفاض درجة الحرارة وتم نقلها إلى المستشفى».

من غير المعروف رسميًا كيف تمكنت الفتاة من البقاء على قيد الحياة في الغابة لكونها غير قابلة للاختراق تقريبًا، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما يقرب من التجمد في الليل.

واختفت جوليا مع شقيقها وابن عمها عندما أخذت العائلة من برلين استراحة أثناء المشي لمسافات طويلة في الغابة البوهيمية، وتم العثور على الطفلين الآخرين في الغابة بالقرب من بلدة فالدموينشن البافارية، لكن الفتاة ظلت مفقودة في منطقة غابات كثيفة مع درجات حرارة قريبة من التجمد، وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المئات من ضباط الشرطة ورجال الإطفاء الألمان والتشيكيين و40 كلب تعقب وطائرات هليكوبتر وطائرات مسيرة شاركت في البحث.