بقلم –  مجـــدى ســبلـة

(ارجع ، ارجع ، تعالى ، خش اكسر يمين اكسر شمال قاعد أد إيه يا بيه )..هذا هو حال شوارعنا خاصة فى وسط البلد وأصبحت لغة الخمس جنيهات مرفوضة بين السايس وصاحب السيارة الذين لو اعترضتهم سيكون مصيرك إما المستشفى أو قسم الشرطة ولا تعرف المحافظة عن إيراداتهم شيئا .

لا يكاد يخلو شارع من شوارع العاصمة منهم، فأينما حللت بسيارتك ظهر لك رجل عجوز أو شاب يقول عن نفسه انه سايس  لا يقوم بأى دور سوى تحيتك عند الخروج بعربتك لأخذ «اللى فيه النصيب» أو تجد رجلاً يضع كارتا ورقيا أو لوحة معدنية غابت معالمها ، لا يقبل بأقل من خمسة جنيهات مدعيا انه مكلف رسميا بتحصيلها من قبل الحى أو المحافظة ولا يعطى إيصالات وكأن المحافظة هى من عينت أمثال هؤلاء البلطجية.

  بسبب الزحام المستمر والأزمات المرورية التى لا تنتهى فقد ازدهرت مهنة السايس القهرى  وبخاصة فى الأماكن التى لا يوجد بها ساحات ومواقف حكومية ، وأن كانت الأخيرة ليست زهيدة السعر مما يدفع أصحاب السيارات للبحث عن اى موقع للانتظار فعلى الأقل يمكنهم «الفصال» مع «السياس» فى المبلغ الذى يطلبه.

تحولت هذه المهنة الى تجارة وبيزنس وأصبحت شوارع القاهرة مقسمة بين بعضهم البعض مثل المال الحرام الذى يبحث عن صاحب  ، بل ويتم تحديد الأسعار وحجز الأماكن مسبقاً ، وبالأسعار التى يشترطها السايس على الزبون مثل أصحاب المقاهى والباعة الجائلين .

 وهنا نتساءل  هل  هؤلاء العاملون فى هذه المهن جناة أم مجنى  عليهم السايس عندما يتصور أنه يحل مشكلة  لانتظار السيارات.. يتحول إلى «غول» ينقض بلا رحمة على جيوب قائدى السيارات مجبرين تحت قمع الزحام الذى لا يرحم من المخالفات المرورية للسيارات التى تصطف صفا ثانيا وثالثا. الواقع يؤكد أن السايس يجوب الشوارع ليلا ونهارا.. اخترع لنفسه مهنة وأدواته مجرد فوطة صفراء وصفارة يوجه بها السيارات إلى أماكن الانتظار العشوائية ليزداد نشاطهم بعد الثورة من مهنة فرد إلى جماعات تسيطر على مناطق بالكامل بوضع اليد مثل باقى مهن الشوارع التى شوهت شكل العاصمة..  يمكنك أن تذهب إلى أحد الموولات الشهيرة بمدينة نصر حيث تجد مجموعات كبيرة من الشباب تتراوح أعمارهم ما بين ٢٠ و٣٥ عاما كل شخص فيهم مسئول عن شارع يقوم بتنسيق جراح السيارات خارج المول والقيام بعملية تنظيف السيارة نظير١٠ جنيهات .
 الصراحة راحة ، لا يوجد جراجات رسمية  يمكن  من خلالها القضاء على ظاهرة السايس والمواقف العشوائية التى انتشرت فى الفترة الماضية عقب ثورة ٢٥ يناير.. نسمع كثيرا عن أن  المحافظة تقوم حاليا  بتجهيز عدة مشروعات لجراجات مميكنة كبرى كمواقف للسيارات فى مناطق وسط البلد والتى سيتم الانتهاء منها قريبا و بالقرب من ميدان التحرير حيث سيتم فى الفترة المقبلة لكننا لم نر أية مواقف حتى الآن ولكن الذى نراه  أن محافظة القاهرة قد انتهت من بيع شوارع وسط البلد وشوارع مدينة نصر للسايس والباعة الجائلين وأصحاب المقاهى .