الأكلات الفلسطينية تفوح رائحتها من كل منزل هنا فلسطين من الشرقية! «جزيرة فاضــــــل»..
الشرقية: سناء الطاهر
«جزيرة فاضل» هى قرية مصرية تقع فى محافظة الشرقية يسكنها فلسطينيون، وتُمارس فيها كافة العادات والتقاليد الفلسطينية، حتى الأكلات الفلسطينية تفوح رائحتها من كل منزل، وتتبع القرية مركز أبو كبير فى محافظة الشرقية، ويبلغ تعداد سكانها أكثر من ٥ آلاف نسمة جميعهم من الفلسطينيين الذين نزحوا من منطقة بئر السبع عام ١٩٤٨ ومع ذلك فإن «جزيرة فاضل» لا تُصنف كمخيم للاجئين الفلسطنيين، وجاء ذلك بموجب تعريف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وجاء ذلك باعتبار أن مصر غير مشمولة بلائحة الدول التى تصنفها الأونروا كمنطقة عمليات لها.
وتقع الجزيرة على يمين الطريق الزراعى المتجه إلى مدينة فاقوس بمحافظة الشرقية، يُحيط بها سور طينى طويل يتوسطه مدخل الجزيرة الذى لا يزيد عرضه عن ثلاث مترات ولا يتسع إلا لمرور سياره واحده، ويمتد هذا المدخل لحولى عشرين متر، وبعدها تصبح داخل القريه لترى أطفالها يجرون بين حواريها وترى مداخل منازلهم اشبه بالاكشاك المصطفه بجوار بعضها.
وما ان تطّل داخل هذه الابواب لتجد نسائهم تجلى على الارض ماب ين غسيل الاوانى او الطهى على اوناش الغاز، وعند الوصول الى قلب القرية تجد بعض المنازل التى لا تزيد عن طابقين؛ إلا منزل راجح صاحب الـ٩٠عاماً، فهو كبير القريه.. ويعد راجح هو من اكبر اهالى القريه سننا بعد وفاه الجده «نافله حسونه» والتى توفت منذ شهر تقريبا عن عمر يناهز الـ١١٦عاما، والتى راوا اهل القريه انها من الـ ٣٠٠ اسره التى اتت عام ٤٨ وكانت صاحبه قصه ماساويه، وكانت لا تكف عن تكرار قصتها عن الليلة التى تركت فيها بلادها.
ويقول عيد نصير النامولى عمدة اللاجئين الفلسطينيين بجزيرة فاضل، إن جميع سكان القرية البالغ عددهم٥٠٠٠ مواطن فلسطينى ينتمون لقبيلة النامولى من مدينة بئر السبع فى فلسطين، ووفد بعض أعضاء القبيلة مع جدى الشيخ نصير النامولى إلى مصر عام ٤٨ وكان قد اختار مصر.
مضيفا: كان عددهم حينها ٣٠٠ لاجئ فقط واستقروا فى منطقة بئر العبد بسيناء شهورا قليلة ثم انتقلوا الى الحسنيه ومنها الصالحيه حتى انتهى بهم المطاف فى قريه نزله خيال وعاشوا بها فتره ليست بالقصيره، حتى فوجئوا بشيخ يدعى محمد فاضل من أعيان محافظة الشرقية وكان يعمل مهندسا فى وزاره الري، وكانت تربطه صله مع الشيخ نصير من خلال تجارته وكان فاضل يمتلك جزيرة مكونة من ٣٠٠ فدان ودعاهم للإقامة بالجزيرة والعمل فيها واستوطنوا بها طيلة تلك السنوات وعملوا بالزراعة والرعى حتى تمكنوا من شراء غالبية أراضى الجزيرة ساعدهم فى ذلك مالك الجزيرة وبعض المصريين الذين باعوهم تلك الأراضى بالتقسيط المريح وبما يتناسب مع دخولهم.
وتابع: قمنا بتسمية الجزيرة على اسم صاحبها الأصلى محمد فاضل، وفى عام ٦٧ أتت الهجرة الثانية للجزيرة ووفدت أسرتان فقط لا يزيد عددهم على ١٠ أفراد وكنا نتزوج من بنات القبيلة فقط حفاظا على أصولنا الفلسطينية ولم يكن متاحا قبل سنوات قليلة مضت أن يتم الاختلاط بالمصريين من حيث النسب والمصاهرة، حيث تم التزاوج من مصريات قبل سنوات قليلة فقط وهن الذين حصل أبنائهن على الجنسية المصرية وبنسبة لا تتجاوز الـ٢٪.
وذكر «النامولي» أن سكان الجزيرة يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم الفلسطينية وطقوسهم المتعارف عليها فى الأعراس وحفلات الزفاف وأسماء المواليد الجدد، حتى الأطعمة لا تزال بنكهة فلسطينية، ولا سيما رغيف الخبز البدوى والقهوة.
وأشار إلى أنهم افتقدوا التواصل مع الفروع الأخرى من عائلاتهم بفلسطين؛ لكن السفارة الفلسطينية تتواصل معهم وترسل لهم من يزورهم ويطمئن على أحوالهم إضافة إلى أنهم على تواصل تام مع اتحاد العمال الفلسطينيين وقيادات حركة فتح مضيفا أن صورة الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات مازالت تزين جدران كل منزل بالقرية فهو القائد الذى لا ينسى لكل الشعب الفلسطيني.
وعن المهن التى يعمل بها أبناء القرية، أوضح النامولى أن الغالبيه امتهنت مهنه جمع وفصل البلاستيك ومواد البناء، ويليها الرعي، ثم الأعمال الموسمية قليله؛ لكنها موجوده كالنجارة والكهرباء وصناعة البلاستيك وتسمين الماشية والتجارة.
وأكد «النامولي» أنه لا يوجد تفرقه على الاطلاق بينهم وبين المصرين فى المصالح الحكوميه والخدميه ولا ينقصهم سوى الحصول على الجنسيه المصريه، مضيفا: أن سكان القرية لايأتيهم اى دعم مادى من الخارج، بل يعتمدون على عملهم، مؤكدا ان قوتهم الاقتصاديه قويه جدا، كما يقومون بحل أى نزاعات بينهم عرفيا ودون اللجوء للقضاء، لأنهم يعتبرون اللجوء للقضاء عيب فى حق أبناء القرية.