تقرير: نور عبد القادر
تعد الثقافة الإسلامية والعربية هى الثقافة الرئيسيىة، التى تميز المجتمع البدوى بمطروح، التى تتحكم فى سلوكيات أفراده لأنه يتبع المنهج السلفى بفطرته, مما أثر على نظرة الأهالى بمطروح وإقبالهم على بيوت الثقافة وقصورها, فكانت شبه مهجورة يصحب من يدخلها نظرة عدم الرضا من الأهالي, واستمر هذا الحال لأكثر من ثلاثين عاما, إلى أن تقلصت هذه النظرة بتولى أحد أبنائها إدارة قصر ثقافة مطروح، بالإضافة إلى توافد أبناء وادى النيل والدلتا إلى محافظة مطروح فبدأت دخول ثقافات أخرى أثرت وتأثرت بالثقافة الصحراوية, وبدأ قصر الثقافة يتوجه إلى تدريب النشء وإرساء القواعد الأخلاقية وتوعيتهم بطبيعة الأعمال الخارجة عن القانون ومدى تأثيرها على مستقبله وعلى أمن الوطن, وعدم الانصياع لمن يريدون هدم القيم بداخلهم وتوجيههم إلى أعمال تخريبية أو إرهابية, من خلال عروض مسرحية وندوات تثقيفية وتربوية لطلاب المدارس والكليات بمطروح.
وبمحافظة مطروح يقع العبء الأكبر على قصر ثقافة واحد بمدينة مرسى مطروح بالرغم أنه يتفرع منه ٥ بيوت ثقافية بمدن الحمام والضبعة وبرانى والسلوم وسيوة.
ومكتبة سوزان مبارك فى سيدى عبد الرحمن بخلاف قصر ثقافة الطفل، الذى تم نقله فى مكان متطرف عن المدينة وبيت ثقافة السلوم الآيل للسقوط، الذى تم غلقه, وجميعها تعانى مشاكل عديدة تحول دون أدائها لدورها.
يقول عبد الله بو زوير، أديب وباحث فى التراث الشعبى، إن المجتمع المطروحى قديما كان يرتبط بذهنه أن بيوت الثقافة تعنى الرقص والموسيقى، وكان هذا مرفوضا بالنسبة لمجتمع صحراوى له طبيعة خاصة, يتبع معظم أبنائه المنهج السلفى المعتدل، وبدأ الانطباع عن قصور الثقافة يتغير على يد أحد أبنائها وهو سعد عبد الرحمن عندما تولى مدير الثقافة بمطروح، وهو أول من صرح بإقامة نادى للأدب والشعر البدوى، وبرز مجهود عبد القادر طريف أحد شعراء مطروح، الذى دعم هذا القرار, مضيفا إن هذا القرار واجه صعوبات ورفض من نادى الأدب العام, إلى أن أقرته وزارة الثقافة فى ٢٠١٢ وتبعتها محافظة سيناء وبعدها محافظة الفيوم، وكانت لمطروح الفضل فى إقامة أول نادى للشعر البدوى ظهر به أبناء مطروح وأخذوا يبدعون فى وصفهم لثقافة الصحراء عن طريق الشعر, ومن هنا بدأت النظرة تتغير إلى بيوت الثقافة, وبدأ الشباب يلجأ إليها لقراءة الكتب واستعارتها من مكتبة قصر الثقافة, وحضور ورش فنية للفتيات لتعليم الأشغال اليدوية البدوية.
وأضاف: إن الثقافة الحقيقية تجدها بالصحراء, فعندما ينظر الناس إلى فراغ الصحراء لا يجد أى ثقافة، ولكنها ثقافة تضاهى ثقافات المدن, مما جعلت البدوى يتميز بالذكاء، الذى قد يصل إلى إعجاب من حوله بطريقة تعبيره عن حياة البادية بألفاظ غامضة وعميقة، بل ووضعها فى بيوت من الشعر، التى تعبر عن حال البدو بالصحراء, وعن علاقتهم بالإبل، التى يرعونها بالصحراء وكيفية التعامل معها لكى يكسب ودها فمثلا تجد الراعى بالصحراء يحترم ذكر الإبل ولا يعنفه أمام القطيع ولا يصفعه على وجهه ليأمن خيانته وانتقامه, فهذا يعنى أن البدو لديهم ثقافة الاحترام حتى مع الحيوان الذى يرعونه.. فعندما تتحدث مع البدوى يعجبك سرده وتحليله للأمور بألفاظه العربية الأصيلة.
أما المرأة البدوية فلديها ثقافة وحس فنى تفعله وهى فى الصحراء فتصنع الحواية «المفروشات المزرقش» بشكل فنى بأشكال هندسية رائعة من صوف الأغنام, وتجهز ابنتها من هذه الأعمال الفنية المميزة، التى تثير إعجاب زائرى المحافظة والإقبال على شرائها بالرغم من ارتفاع ثمنها, فهذا يدل على أن المجتمع البدوى ثرى بالفنون والثقافة الأصيلة.
وأشار أبو زوير إلى أن الأديب والشاعر بالمدن الكبرى يحظى بالاهتمام عن الأديب فى الأقاليم لأنه لا تتسنى له نفس الفرص.. وطالب زوير بأن تنتج الدولة مسلسلات وأفلاما عن المجتمع البدوى وبطولاته لكى تتغير ثقافة المجتمعات الأخرى عن أبناء الحدود، التى دائما يتهمونهم بعدم الوطنية على الرغم من تفانيهم فى حماية الوطن، وهذا يتضح بمحافظة مطروح أنها ظلت آمنة بالرغم من توتر الأوضاع الأمنية بليبيا.
وأشار إلى أننا نلوم على الإعلام بأنه لا يبرز هذه المواقف لأبناء مطروح.. فينبغى على إعلامنا أن نزيد الشعور الوطنى للأبناء من خلال مواقف الأجداد الوطنية.
الطفل عمر أيمن بالمرحلة الابتدائية سألناه عن قصر الثقافة بمطروح قال, إننا لا نذهب لقصر الثقافة، ولكن نذهب لمكتبة مصر العامة نقرأ الكتب ونتعلم العزف على الآلات ونستمتع بالمتحف البدوي.
أما زياد محمد آدم بالمرحلة الإعدادية فيقول إن قصر الثقافة لا نستفيد منه بشيء إلا فى الصيف فقط نذهب للمسرح الصيفى لمشاهدة الفنون الشعبية فقط, أما الشتاء فلا نعرف طريقه, وقصر ثقافة الطفل تم نقله فى مكان بعيد بعد أن كان أمام مبنى المحافظة فيصعب علينا الانتقال له.
يقول محمد فرج القطعانى، أحد شباب مدينة السلوم بالمرحلة الجامعية, يقول بمدينة السلوم بيت ثقافى مغلق لأنه آيل للسقوط وطالبنا كثيرا بإعادة ترميمه فلا جدوى لنا, وأشار إلى أننا كطلاب جامعيين مطالبون بأبحاث ولا نجد الكتب، التى تساعدنا بمكتبة قصر ثقافة مطروح, فنطالب بالتنسيق بين الكليات الموجودة بمطروح وقصر الثقافة لكى يوفروا لنا هذه الكتب، التى تساعدنا فى عمل أبحاثنا.. كما نطالب بفتح المسرح الخاص بقصر الثقافة لأنه مغلق.
يقول محمد حمدى، مدير عام فرع ثقافة مطروح إنه يتم إرسال قوافل ثقافية للقرى والنجوع فى إطار تنمية الوعى الثقافى لأهالى الصحراء وأكد أن قصر الثقافة بدأ يتوجه إلى تدريب النشء وإرساء القواعد الأخلاقية وتوعيتهم بطبيعة الأعمال الخارجة عن القانون ومدى تأثيرها على مستقبله وعلى أمن الوطن, وعدم الانصياع لمن يريدون هدم القيم بداخلهم وتوجيههم إلى أعمال تخريبية أو إرهابية, من خلال عروض مسرحية وندوات تثقيفية وتربوية لطلاب المدارس والكليات بمطروح.
كما يقوم قصر ثقافة الطفل بمطروح بعمل ورش فنية بمدارس مطروح لعمل لوحات فنية خاصة بالمعالم الطبيعية لسيوة باستخدام خامات البيئة, وتعليم الفتيات الفن التشكيلى.. كما تستضيف نادى الأدب شباب مطروح لاكتشاف المواهب وتبنيها من أكبر الأدباء والشعراء بالمحافظة.