محمد فهيم.. بطل «الجماعة» «سيد قطب» فرصة عمرى
حوار يكتبه: محمد رمضان
«سيد قطب».. الأصل والصورة فى الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» حيث أسند القدر تجسيد دوره إلى الممثل الشاب محمد فهيم بعد وفاته بنحو واحد وخمسين عاما فى مفارقة عجيبة، حيث نشأ فهيم فى حلوان التى كان يقطن فيها قطب..!
رغم كونه ممثلا «كوميديان» إلا أن عبدالناصر أقنع وحيد حامد به كممثل تراجيدى لكى يلعب دور سيد قطب، علماً بأنه حظه فى الجزء الأول من «الجماعة» كان فى مشهد واحد قدم من خلاله دور طالب جامعى!.
يروى لى فهيم فى حواره معى تفاصيل ملموسة عاشها مع سيد قطب صاحب فكرة تأسيس الجناح العسكرى، الذى زامله لمدة شهرين ، وذلك قبل التصوير من خلال قراءته لكتبه الممنوع تداولها لأنه أراد أن يقرأ له ولم يقرأ عنه حتى لا يتأثر بأراء من وصفوه بالإرهابى أو بمن اعتبروه شهيداً.
بل الأغرب من ذلك أن فهيم تعمد إصابة نفسه بمرض حساسية الصدر لتحقيق مصداقية أدائه لشخصية «سيد قطب» كمريض بالسل.
المسلسل تم تصوير بعض مشاهده داخل مؤسسة «دار الهلال» العريقة، وتتطرق أحداثه إلى علاقة سيد قطب بالضباط الأحرار أثناء الإعداد لثورة يوليو ثم انقلاب السحر على الساحر بالنزاع على حكم البلاد بين عبد الناصر وقطب، فكان مصيره الإعدام..!
وإليكم نص الحوار..
كيف بدأ مشوارك الفنى وصولاً إلى سيد قطب خاصة أن البعض يرى أنك هبطت على الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» بالباراشوت؟!
مشوارى الفنى بدأ بالصدفة فعندما التحقت بكلية التجارة جامعة القاهرة فوجئت بطلبة فريق التمثيل بالجامعة يوزعون دعوات على بقية الطلبة لحضور مسرحيتهم، ولم يكن لدى أية فكرة فى ذاك الوقت عن التمثيل، وبالفعل ذهبت إلى المسرحية وسعدت جداً ووجدت زملائى يقترحون على الالتحاق بفريق تمثيل الجامعة، فاشتركت به، وبعد مرور سنة على التحاقى بفريق التمثيل حصلت على جائزة أفضل ممثل فى مهرجان الجامعة، وبلاشك أن عشقى للتمثيل جار على دراستى حيث ظللت أدرس داخل كلية التجارة لمدة سبع سنوات، وأثناء هذه الفترة كنت أجرى اختبارات كاميرا داخل بعض المسلسلات وبعد انتهاء دراستى اشتركت فى العديد من الورش المسرحية داخل مسارح الدولة وكان آخرها مركز الإبداع، واشتراكت فى عرض «قهوة سادة» .
ومن خلال مشوارى الفنى تيقنت بأن لى ثلاثين أستاذاً أثروا فى حياتى وتعلمت منهم الكثير ومن أهم أدوارى «فهيم سرنجة» فى مسلسل «الكبير أوى»، ودورى فى مسلسل الجماعة الجزء الأول، حيث أسند إلى المخرج محمد ياسين مشهدا واحدا لطالب جامعى يدعى «علاء الفوال» يقرأ سورة ياسين طوال المشهد، ثم جاء مسلسل «البلطجى» إخراج خالد الحجر حيث قدمت فيه شخصية بلطجى اسمه «الشوبأ»، وعملت فوازير «مسلسليكو» مع هنيدى، ومن أجمل تجاربى الفنية كان مسلسل «العملية ميسى» واشتركت فى مسلسل «بنات سوبر مان» حيث قدمت فيه شخصية «زكريا الرخ» إلى أن جاء دورى فى مسلسل «أفراح القبة»، فمشوارى الفنى لم يكن مفروشاً بالورود ولكنه رحلة كفاح بدأت بحلم.
أدوارك الكوميدية جعلت البعض يتساءل لماذا اتجهت إلى التراجيديا من خلال سيد قطب.. ألم تخش أن يؤثر ذلك على مصداقية أدائك له؟
بالفعل معظم أدوارى التليفزيونية فى مجملها أدوار كوميدية، وهذا لم يجعلنى أخشى أداء أدوار تراجيدى لأننى كنت أعوض طاقتى الفنية فى هذا المجال من خلال عملى بالمسرح الذى قدمت من خلاله العديد من الأدوار التراجيدية، حيث قدمت مسرحية «أنا هاملت» وهى من أعقد الشخصيات وأصعبها التى كتبها شكسبير، ومثلت بها مصر فى المهرجان الدولى للمسرح التجريبى فى عام ٢٠٠٩ وكان يشارك به خمس وأربعون دولة وكانت ترأس لجنة التحكيم، ممثلة إيطالية وحصلت على جائزة أحسن ممثل، أما عن أدائى للأدوار الكوميدية فى الدراما التليفزيونية كان سببه أن المخرجين كانوا يصنفوننى كوميديانا، لكن المخرج الوحيد الذى رأى أنه بإمكانى تقديم أدوار أخرى بعيداً عن الكوميديا هو المخرج محمد ياسين حيث استعان بى فى مشهد واحد بالجزء الأول من مسلسل الجماعة قدمت من خلاله شخصية الطالب الجامعى «علاء الفوال» الذى اشتهر بقراءة سورة ياسين أثناء التحقيق معه، واعترافه بأنه من ضمن أعضاء الجماعة.
ثم استعان بى أيضاً المخرج محمد ياسين فى مسلسل” أفراح القبة» فى دور ليس كوميدياً، وبالتالى ليس لدى أية مخاوف من عدم تحقيق أدائى لسيد قطب المصداقية لدى الجمهور، وأعتبر أن أدائى لهذه الشخصية هو بمثابة فرصة عمرى.
كيف تم إسناد دور سيد قطب إليك؟ وهل الكاتب الكبير وحيد حامد كان معترضا عليك فى بادئ الأمر؟!
بالفعل كاتبنا الكبير وحيد حامد كان يرى فى بادئ الأمر أننى لست ممثلاً تراجيديا بالشكل الكافى الذى يمكنى من تجسيد شخصية «سيد قطب»، وقد عرفت هذا الرأى بالمصادفة حيث أبلغونى بأن مشاهدته لتجسيدى لحظة وفاة عبد الناصر فى مسلسل أفراح القبة، جعل وحيد حامد يغير رأيه ويصنفنى بأننى ممثل من العيار الثقيل، وكان سبب تخوفه هو أننى صنفت كـ»كوميديان» وأننى لا أصلح لأداء «سيد قطب»، إلا أن عبد الناصر أقنعه بموهبتى، وإصرار المخرج شريف البندراى على الاستعانة بي، خاصة أن قناة النهار قامت بإذاعة هذا المشهد على وجه التحديد بعيداً عن بقية أحداث مسلسل «أفراح القبة» كأقوى مشهد بالمسلسل، علماً بأننى فوجئت بمتابعة المخرج شريف البندارى لنشاطى المسرحى حيث كان يحضر عروضى المسرحية بشكل مستمر ولكننى لم أقابله ولم أتعرف عليه إلا أثناء التصوير، وعندما تقابلنا فوجئت بأنه قد شاهد مسرحيتى «فيراجيل» ولذلك كان لديه يقين تام بأننى أصلح لدور سيد قطب.
أما عن كيفية إسناد الدور لى فقد استيقظت من النوم على صوت رنين تليفونى المحمول فوجدت المتصل كاتبنا الكبير وحيد حامد فقمت بالرد على الفور ففوجئت بالمخرج شريف البندارى يحدثنى من تليفون الأستاذ وحيد ويطلب مقابلتى لإسناد دور هام فى الجزء الثانى من مسلسل الجماعة، وبعد الانتهاء من المكالمة شعرت بأن شريف البندارى ووحيد حامد كلمانى معاً،
ثم تقابلت مع الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج شريف البندارى ،وفوجئت أثناء المقابلة بأنهما سوف يسندان لى شخصية «سيد قطب» وسألانى عنها فقلت لهما بأننى أعرف بعض المعلومات عن سيد قطب فقال لى تقدر تجسد شخصيته؟! فأجبت بكل ثقة بـ أنا جاهز، ولكننى طلبت منهما منحى قدراً من الوقت لكى أستعد لها بشكل أعمق من ذلك وكانت كل معلوماتى عن سيد قطب فى البداية أنه المفكر المجدد لجماعة الإخوان المسلمين..!
ولو لم يتم ترشيحى من قبل الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج شريف البندارى لقيامى بأداء هذا الدور كنت سوف أتصل بهما، لكى أطلب منهما منحى هذه الفرصة العظيمة لتجسيد هذه الشخصية دراميا.
كيف تم استعدادك لأداء دور «سيد قطب»؟! وهل واجهتك صعوبات؟!
بدأت رحلتى مع «سيد قطب» من خلال بحثى عن كتبه التى صارت فيما بعد بمثابة منهج لجماعة الإخوان المسلمين وواجهت صعوبة فى العثور عليها لكونها ممنوع تداولها، ولكننى نجحت فى الحصول على قدر كبير منها من خلال سور الأزبكية، وسبب حرصى على قراءة كتبه معرفة كيفية طريقة تفكيره وأنا قرأت لسيد قطب ولم أقرأ عنه بمعنى أننى قرأت كتبه التى تعبر عن أفكاره للوقوف على أبعاد وملامح شخصيته من الناحية الإنسانية والفكرية والإبداعية، ولم أهتم بقراءة آراء الآخرين فيما كتبوا حتى لا أتأثر بهذه الآراء ضد شخصية «سيد قطب» فينعكس ذلك على أدائى لها كممثل، فأنا حرصت على الجلوس مع «سيد قطب» شخصياً من خلال كتبه لمدة شهرين قبل بدء التصوير لكى ألم بأبعاد وسمات شخصيته، وبالتالى فقد استحضرت روحه ولم أقلده لدرجة أننى توحدت بشكل كبير معه، فعندما يذكر اسمه أمامى أستشعر وجوده، ومن الكتب التى قرأتها له «التصوير الفنى فى القرآن»، «مشاهد يوم القيامة»، وجزء من كتابه «فى ظلال القرآن»، وروايته الوحيدة «أشواك» التى دون فيها قصة حبه وديوانه الشعرى الذى تضمن أشعاراً كتبت فى عهد الملك، ومن خلال قراءتى لكل هذا الإبداع الفكرى توصلت إلى أن هذا الرجل كان مفكراً يتمتع بأسلوب سلس يمتلك القدرة على الإقناع والتميز.
بل إننى قرأت عمن تأثر بهم سيد قطب فى حياته مثل الإمام ابن تيمية حيث قرأت قصة حياته ودعوته لتأسيس وإعداد جيش غير جيش الدولة، وإن كان لابن تيمية مبرره فى ذلك لصد الهجوم على سوريا، خاصة بعدما اتفق حاكمها آنذاك مع الدولة المعادية على استعمارها لسوريا، بحجة أن هذا مستعمر مسلم مثل أهل سوريا، فأعد ابن تيمية جيشاً من الشباب للدفاع عن سوريا بعد انسحاب الجيش السورى أمام العدو والمستعمر، ومن خلال قراءاتى اكتشفت أن سيد قطب قد تأثر بفكر ابن تيمية فدعا إلى عمل الجناح العسكرى للإخوان المسلمين للدفاع عن أفكارهم..!
يقال إن سيد قطب مازال يحكم جماعة الإخوان المسلمين من داخل قبره؟
بالفعل مازالت جماعة الإخوان المسلمين تتخذ كتبه منهجاً لها، وهذا لا يمنع أن يكون سيد قطب نفسه غير مسئول عن بعض التفسيرات الخاطئة لكتبه، فمن الممكن أن أكتب وصايا فيأتى أحفادى فيما بعد ويفسرونها وفقاً لأهوائهم ومصالحهم الشخصية، لذلك فالفيصل هنا هو قراءة كتب سيد قطب نفسها، وهذا ما فعلته أثناء مرحلة استعدادى له فلم أضع فى ذهنى هجوم البعض عليه بوصفهم له بأنه إرهابى ولم أهتم برأى من وصفوه بأنه شهيد..!
البعض يرى أن هناك شبهاً كبيراً من حيث الملامح بينك وبين قطب فكيف استطعت الوصول بملامحك إلى هذه الدرجة من التقارب بينكما؟!
أجرينا بروفات مكياج لفترة استغرقت شهرين لكى نصل لأقرب شكل لشخصية سيد قطب، إلى جانب أن الممثل عندما يتوحد مع الشخصية التى يؤديها ويصدقها ويستحضر روحها فإنه ينعكس ذلك على روحه وردود أفعاله ونظراته، وفى البداية تمت الاستعانة بفريق عمل مكياج من إيطاليا ممن يشاركون فى مهرجان «كان» السينمائى إلا أن هذا الفريق لم يستطع الوصول إلى تحقيق ما كنا نريده، فاستعانوا بماكيير مصرى عالمى اسمه محمد عبد الحميد، استطاع أن يتفوق على الإيطاليين بتجهيز شخصيات وأبطال المسلسل بشكل أقرب إلى ملامحهم فى الحقيقة فهو يرسم الشخصية التى يؤديها الممثل على وجهه بأبسط الأشياء فطلب منى قص حواجبى من نهايتها لكى يظهر جفنى بشكل أقرب إلى ملامح سيد قطب الحقيقية، فمحمد عبدالحميد فنان عالمى يهوى اللعب بالألوان على وجوه الممثلين فيعطى انعكاسات تجعلهم أقرب إلى الحقيقة، بالإضافة إلى أننى تعمدت إصابة نفسى بمرض حساسية الصدر لكى أقترب من شخصية سيد قطب بشكل أعمق، ولكى تتحقق مصداقية أدائى له حيث إنه كان مريضاً بالسل ولذلك أردت أن تكون كحتى بشكل طبيعى يعبر عن مرضى بل إننى حرصت على تناول الأطعمة التى تزيد من هذه الحساسية لكى لا تكون كحتى مفتعلة فبدأت أتناول الشيكولاتة والموز والفراولة بكثرة علماً بأن مرضى حساسية الصدر ممنوعون من تناول هذه الأطعمة حتى لا يتعرضون لأزمات الصدر، وحكاية إصابتى بحساسية الصدر بدأت بإصابتى بنزلة برد وجلوسى فى أماكن بها أدخنة وكل هذا فعلته فى نفسى ولم أهتم بما سينتج عنه من أضرار صحية لى فيما بعد لأن الدور يستحق منى أكثر من ذلك، وساعدتنى إصابتى بحساسية الصدر فى خروج صوتى بشكل مشابه لصوت سيد قطب وتقطيع النفس أثناء إلقائى للجمل ونهاياتها بشكل طبيعى يعبر عن مرضى وإصابتى بالكحة الشديدة بشكل تلقائى يشعر الجمهور بأننى أعانى من مشكلة بالصدر بشكل حقيقى، ولن أذهب إلى طبيب لكى يعالجنى من حساسية الصدر إلا بعد انتهائى من تصوير آخر مشهد لسيد قطب.
بالإضافة إلى أننى قمت بتربية شاربى بنفس شكل شارب سيد قطب، وامتنعت عن شرب المياه بكثرة حتى تذبل بشرتى، ولكى يخلو جلدى من النضارة، خاصة أننى أمثل مرحلتين فى حياة سيد قطب أكبر منى سنا حيث أجسد المرحلة الأولى من حياته فى عمر خمس وأربعين سنة، والمرحلة الثانية مرحلة بلوغه الستين من عمره، بالإضافة إلى أننى أستغرق ثلاث ساعات يومياً فى عمل المكياج الخاص بى فى كل مرحلة عمرية، بل إنه تتم إزالة هذا المكياج فى كل مرة بعد انتهائى من التصوير فى غضون ساعتين، لأن إزالة المكياج لا تتم بغسيل وجهى بالماء ولكنها تسلتزم استخدام مواد خاصة لكى تتم إزالته.
ما الدور الذى لعبه سيد قطب فى قيام ثورة يوليو؟! وما طبيعة علاقته بعبد الناصر؟! أفيش المسلسل يعطى انطباعا بأنه سوف يكون بمثابة محاكمة تاريخية لهما؟!
يعد سيد قطب هو الشخصية المدنية الوحيدة التى كانت تحضر اجتماعات مجلس قيادة ثورة يوليو لثقة الضباط الأحرار فيه حيث كانوا يجتمعون لديه فى منزله أو يذهب هو إليهم، و المسلسل لا يعتبر بمثابة محاكمة تاريخية لهما ولكنه يسرد وقائع وحقائق قام بها الطرفان، وبالمناسبة هو لا يتعلق فقط بجماعة الإخوان المسلمين فقط، ولكنه يسرد حقائق حدثت بعد وفاة حسن البنا فى عام ١٩٤٩ إلى فترة إعدام سيد قطب فى ١٩٦٦ وهذه الحقبة التاريخية كان يوجد بها العديد من الشخصيات المؤثرة، والمسلسل يعرض بحيادية شديدة سلبيات وإيجابيات كل منهما، فمسلسلنا ليس به ملائكة ولا شياطين ولكنه يتطرق إلى أفعال بنى آدمين يخطئون ويصيبون..!
هناك مفارقة غريبة إلا وهى إقامتك فى المدينة نفسها «حلوان» التى كان يقطن فهيا سيد قطب فما تعليقك؟! وهل هناك وجه للشبه بينكما؟! وهل توافقنى بأن حلوان أنجبت سيد قطب الأصل والصورة؟!
هذه المسألة كانت من تدابير القدر وبمحض المصادفة والمخرج شريف البندارى والكاتب الكبير وحيد حامد، لم يكن لدى أحد منهما هذه المعلومة بأننى من أبناء حلوان قبل إسنادهما هذا الدور لى، ولكن فريق العمل داخل المسلسل فوجئ بمرور الوقت أننى من سكان حلوان، وأعتقد أن هناك وجه شبه آخر بينى وبين سيد قطب ألا وهو أنه لم يتزوج وأنا أيضاً لم أتزوج حتى الآن.. فكما يقول البعض.. أنا «سنجل»!
بما تفسر عدم زواج سيد قطب؟! وما هو سر إضرابه عن الزواج؟!
من خلال قراءتى لروايته «أشواك» التى تناول فيها قصة حبه الوحيدة، وجدته مرهف الحس رومانسياً جداً حتى أشعاره كانت غاية فى الروعة بما تحمله من صور بلاغية رفيعة المستوى، وهناك ثلاث روايات عن الجانب الرومانسى فى حياة «سيد قطب»، حيث يقال بأنه أحب ثلاث مرات ولم يوفق وهناك من يقول إنه أحب مرة واحدة ولم يحدث نصيب بينه وبين حبيبته فتأثر بفراقها، وهناك من يدعى بأنه أحب فتاة ولكنها كانت تحب غيره..!
المهم أنه كان غير موفق فى كل هذه الروايات، فعاش تجربة الحب من طرف واحد ولذلك أضرب عن الزواج، فضلا عن كونه فى الجزء الثانى من حياته ظل محبوساً فمتى سيحب ويتزوج؟!
وبلاشك أننى دخلت جروح سيد قطب من خلال قراءاتى عنه ولكننى أيقنت مدى صدقه فى مشاعره من خلال أشعاره وتعبيراته الرومانسية، والمسلسل لن يتطرق إلى ذكر قصة حبه لأن أحداثه تبدأ بعد بلوغه خمسة وأربعين عاماً، فى حين أن قصة حبه كانت فى فترة شبابه أى أنها فترة سابقة عما يتطرق إليه المسلسل من أحداث فى حياته.. فضلاً عن أن المسلسل لا يعرض السيرة الذاتية لأبطاله من شخصيات مختلفة فهو لا يتطرق لكل تفاصيل حياتهم ولكنه فى رأيى عمل تاريخى يسرد حقبة تاريخية من تاريخ مصر.
يقال إن انضمام سيد قطب لجماعة الإخوان كان بمثابة رد فعل منه لما فعله الأمريكان احتفالا باغتيال حسن البنا ووصفهم للحادث بأنه اغتيال «هتلر الشرق» فما رأيك؟
هذا غير صحيح ويتنافى تماماً مع الواقع، لأن حسن البنا توفى فى عام ١٩٤٩ وسيد قطب عاد من أمريكا عام ١٩٥٠ وكان مسانداً للضباط الأحرار ولثورة يوليو فكيف انضم للإخوان فى هذه الفترة..؟!
هناك أقاويل عديدة أثيرت حول شخص سيد قطب عارية تماما من الصحة، وهذا ليس دفاعاً منى عنه، ولكننى أقول حقيقة ما حدث.
ما سر انقلاب سيد قطب على عبدالناصر؟ وما حقيقة وصفه بأنه «عبدالناس» وما ملابسات تأليفه لكتاب معالم على الطريق داخل السجن الذى استوحاه من سورة سيدنا يوسف فى القرآن؟!
من أهم الأحداث التى يتطرق إليها المسلسل الصراع الدائر بين جماعة الإخوان المسلمين ممثلة فى «سيد قطب» ومجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبدالناصر.. وسبب هذا الصراع هو الصراع على الحكم، ولكن سيد قطب لم يصف عبدالناصر بعبدالناس على الإطلاق بعد انضمامه للإخوان بعد قيام ثورة يوليو لحدوث خلاف بينهما.. وسوف نشاهد أبعاد ذلك بحيادية تامة داخل المسلسل.
أما عن تأليفه لكتاب «معالم فى الطريق» فهناك رواية تقول بأن هذا الكتاب كان نتاج حلم لزميله فى مستشفى السجن محمد يوسف هواش، حيث حلم بأن سيدنا يوسف أتى إليه فى المنام وقال له إنه يبلغ سيد قطب بقراءة سورة يوسف، وبالفعل قرأ سيد قطب السورة ليكتشف بأن الحكم لله عز وجل وليس للبشر من خلال قراءته لإحدى الآيات بها، وبالفعل المسلسل يتطرق إلى هذه الواقعة التى كتب مشهدها باقتدار وحرفية شديدة كاتبنا الكبير وحيد حامد ببلاغة لفظية ودرامية فائقة الروعة.
ألم تخش من أدائك لسيد قطب بأن يصنفك البعض كـ»إخوانجى»؟ وما توقعاتك لهذا المسلسل داخل البيوت المصرية؟
لم أخش بأن يتم تصنيفى كإخوانجى بأدائى لهذا الدور فى حياتى كممثل، ولا أتوقع أن يكرهنى الجمهور بسبب تجسيدى لشخصية سيد قطب ولكننى سوف أحقق المعادلة الصعبة بإتقانى للدور والحفاظ على حب الناس لي،
وأتوقع لهذا المسلسل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة خلال الشهر الكريم وشعارى بإذن الله، بسم الله نجاح واكتساح..!
ما الشخصية التى تتمنى تقديمها بعد «سيد قطب»؟
أتمنى أن أجسد شخصية أديبنا العالمى «نجيب محفوظ» كسيرة ذاتية.. لأننى أقرب من حيث الشكل له عن سيد قطب ولأنه صاحب مدرسة أدبية وروائية متفردة وأنا من عشاق رواياته.