رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أحلام‭ ‬الرئيس

16-10-2021 | 21:30


عبد الرازق توفيق

عبد الرازق توفيق

الفهم‭ ‬والوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬هو‭ ‬طريقنا‭ ‬للأمن‭ ‬والبناء‭..‬ وبالشراكة‭ ‬والمسئولية‭ ‬الجماعية‭ ‬نواجه‭ ‬أزماتنا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬ومشاكلنا‭..‬ فما‭ ‬يطلبه‭ ‬الرئيس‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬هو‭ ‬تحمل‭ ‬المسئولية‭ ‬والمشاركة‭ ‬والتحلي‭ ‬بالوعي‭..‬ وعلى‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬يتناول‭ ‬تحدياتنا‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬عمقاً‭ ‬وفهماً‭ ‬لأسباب‭ ‬وجذور‭ ‬مشاكلنا‭..‬ وما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭.. ‬فالمواطن‭ ‬شريك‭ ‬أساسى‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الوطن‭ ‬والتغيير‭ ‬إلى‭ ‬الأفضل‭..‬ وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نحلم‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭..‬ ونبني‭ ‬ونعمل‭ ‬بلا‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬توقف‭ ‬فرغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬أنجزناه‭..‬ وهو‭ ‬يفوق‭ ‬التوقعات‭..‬ إلا‭ ‬ان‭ ‬الرئيس‭ ‬يعتبره‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬خطوة‭.‬

البناء‭ ‬والتقدم‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والشعب‭..‬ والفهم‭ ‬والوعى‭ ‬أقصر‭ ‬الطرق‭ ‬إلى‭ ‬النجاح‭ ‬والإنجاز‭..‬ فرغم‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تحقق‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬يقول‭ ‬«لسه‭ ‬بدري»‬‭.‬

إذا‭ ‬أمعنت‭ ‬النظر‭ ‬والتحليل‭ ‬والقراءة‭ ‬لأحاديث‭ ‬ومداخلات‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المناسبات‭ ‬وخلال‭ ‬افتتاحات‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬وآخرها‭ ‬بالأمس‭ ‬خلال‭ ‬افتتاحه‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬مشروعات‭ ‬الإسكان‭ ‬البديل‭ ‬للمناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭..‬ تجد‭ ‬أنه‭ ‬يركز‭ ‬علي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬والقضايا‭ ‬والمحاور‭ ‬والرسائل‭ ‬وهي‭ ‬أساس‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬بل‭ ‬ويطالب‭ ‬ويوجه‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحف‭ ‬بتناول‭ ‬القضايا‭ ‬والمشاكل‭ ‬والأزمات‭ ‬بفهم‭ ‬وبتأصيل‭ ‬لأسباب‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬والظواهر‭.‬

الحقيقة‭ ‬أن‭ ‬هدف‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬الجميع‭ ‬القضايا‭ ‬وأسباب‭ ‬الأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬والمعاناة‭..‬ وكيف‭ ‬جاءت‭ ‬فعندما‭ ‬عرض‭ ‬فيلم‭ ‬تسجيلي‭ ‬قصير‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬السيول‭ ‬في‭ ‬قرية‭ ‬‮ «‬الديسيمي‮»‬‭.. ‬ وكيف‭ ‬غرقت‭ ‬القرية‭ ‬والمنازل‭ ‬والزراعات‭..‬ وجاء‭ ‬تناول‭ ‬الإعلام‭ ‬مهاجماً‭ ‬للحكومة‭ ‬والمسئولين‭..‬ ولم‭ ‬يتناول‭ ‬الإعلام‭ ‬الأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬خاصة‭ ‬ان‭ ‬المنازل‭ ‬أقيمت‭ ‬علي‭ ‬مخرات‭ ‬السيول‭ ‬وأن‭ ‬القرية‭ ‬غير‭ ‬مخططة‭ ‬وفيها‭ ‬تعديات‭ ‬علي‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬ذات‭ ‬الخصوبة‭ ‬العالية‭.‬

الرئيس‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬إننا‭ ‬نهدر‭ ‬الأشياء‭ ‬الثمينة‭ ..‬فماذا‭ ‬لو‭ ‬اتجه‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬البناء‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الصحراوية‭ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬مخطط‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬إهدار‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬الخصبة‭ ‬المزودة‭ ‬بكل‭ ‬المرافق‭ ‬ومصادر‭ ‬الحياة‭ ‬والمخططة‭ ..‬أيضا‭ ‬نحن‭ ‬الذين‭ ‬نضر‭ ‬أنفسنا‭ ‬بأيدينا‭.. ‬فكيف‭ ‬يتم‭ ‬البناء‭ ‬علي‭ ‬مخرات‭ ‬السيول‭ ‬ونعرض‭ ‬أنفسنا‭ ‬للخطر‭ ‬الداهم‭.‬
الحقيقة‭ ‬ان‭ ‬الإعلام‭ ‬يحتاج‭ ‬إلي‭ ‬تناول‭ ‬مختلف‭ ‬فقد‭ ‬فوجئنا‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬بنشر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأخبار‭ ‬منها‭ ‬ارتفاع‭ ‬الكثافة‭ ‬الطلابية‭ ‬داخل‭ ‬الفصول‭ ‬لتتجاوز‭ ‬اكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬تلميذاً‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬اشار‭ ‬إلي‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬مقاعد‭ ‬أو‭ ‬تخت‮»‬‭.. ‬للتلاميذ‭ ‬وأنهم‭ ‬يفترشون‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭.. ‬وقرأنا‭ ‬وشاهدنا‭ ‬انتقادات‭ ‬حادة‭ ‬لكننا‭ ‬لم‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يوضح‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نمو‭ ‬سكاني‭ ‬منفلت‭.. ‬وزيادة‭ ‬متوالية‭ ‬عشوائية‭ ‬تتجاوز‭ ‬إمكانيات‭ ‬وقدرات‭ ‬وموارد‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تسابق‭ ‬الزمن‭ ‬لتوفير‭ ‬الخدمة‭ ‬التعليمية‭ ‬المناسبة‭ ‬فكيف‭ ‬لشعب‭ ‬يزيد‭ ‬تعداده‭ ‬السكاني‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬في‭ ‬100‭ ‬يوم‭.. ‬وهل‭ ‬سألنا‭ ‬أنفسنا‭ ‬عن‭ ‬احتياجات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢‬‭ ‬مليون‭ ‬مولود‭ ‬جديد‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬وأطباء‭ ‬وتمريض‭ ‬وموظفين‭ ‬وأدوية‭.. ‬وايضا‭ ‬كم‭ ‬مدرسة‭ ‬وفصلاً‭ ‬دراسياً‭ ‬يحتاجون‭ ‬بالاضافة‭ ‬إلي‭ ‬الاعداد‭ ‬الاضافية‭ ‬في‭ ‬المدرسين‭ ‬والموظفين‭ ‬والتجهيزات‭ ‬المدرسية‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬عدد‭ ‬الوحدات‭ ‬السكنية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجونها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.. ‬فالدولة‭ ‬لها‭ ‬إمكانيات‭ ‬وموارد‭ ‬محدودة‭ ‬وإذا‭ ‬كانت‭ ‬تفكر‭ ‬خارج‭ ‬الصندوق‭ ‬وتحاول‭ ‬وتسعي‭ ‬جاهدة‭ ‬لتعظيم‭ ‬وزيادة‭ ‬مواردها‭ ‬وحتي‭ ‬يشعر‭ ‬الناس‭ ‬بمردود‭ ‬التنمية‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬توازن‭ ‬بين‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬وموارد‭ ‬الدولة‭ ‬وإمكانياتها‭ ‬وقدراتها‭.‬
الإعلام‭ ‬لم‭ ‬يتناول‭ ‬حقائق‭ ‬واسباب‭ ‬الأزمات‭.. ‬ولم‭ ‬يتعرض‭ ‬للنمو‭ ‬السكاني‭ ‬والزيادات‭ ‬المرعبة‭ ‬والمخيفة‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬وتنذر‭ ‬بالتهام‭ ‬عوائد‭ ‬التنمية‭.‬
وعلي‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬اذا‭ ‬تناولنا‭ ‬تأثير‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬علي‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬طبقاً‭ ‬لدراسة‭ ‬الجهاز‭ ‬المركزي‭ ‬للتعبئة‭ ‬والاحصاء‭ ‬نجد‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬3‭.‬4‭ ‬مولود‭ ‬لكل‭ ‬سيدة‭ ‬سيرتفع‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬2052‭ ‬إلي‭ ‬192‭ ‬مليون‭ ‬نسمة‭ ‬وسيصل‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬إلي‭ ‬38‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬ويستلزم‭ ‬هذا‭ ‬العدد‭ ‬وصول‭ ‬عدد‭ ‬المدرسين‭ ‬إلي‭ ‬1‭.‬816‭ ‬مليون‭ ‬مدرس‭ ‬وعدد‭ ‬المدارس‭ ‬الي‭ ‬70‭ ‬ألفاً‭.. ‬فأعداد‭ ‬الطلاب‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬تصل‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬مليون‭ ‬طالب‭ ‬وعدد‭ ‬المدرسين‭ ‬إلي‭ ‬964‭ ‬ألف‭ ‬مدرس‭ ‬وعدد‭ ‬المدارس‭ ‬37‭ ‬ألف‭ ‬مدرسة‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2052‭ ‬نحتاج‭ ‬ضعف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬موجود‭.‬
الدراسة‭ ‬اشارت‭ ‬إلي‭ ‬سيناريو‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تراجع‭ ‬معدل‭ ‬الانجاب‭ ‬إلي‭ ‬2.1‮ ‬طفل‭ ‬لكل‭ ‬سيدة‭ ‬حتي‭ ‬عام‭ ‬2052‭ ‬سيصل‭ ‬عدد‭ ‬سكان‭ ‬مصر‭ ‬إلي‭ ‬143‭ ‬مليون‭ ‬وسوف‭ ‬يصل‭ ‬عدد‭ ‬الطلاب‭ ‬إلي‭ ‬24‭ ‬مليون‭ ‬طالباً‭ ‬ويصل‭ ‬عدد‭ ‬المدرسين‭ ‬إلي‭ ‬1.143‭ ‬مليون‭ ‬مدرس‭ ‬وعدد‭ ‬المدارس‭ ‬إلي‭ ‬47‭ ‬ألف‭ ‬مدرسة‭.‬
هذا‭ ‬هو‭ ‬التناول‭ ‬الحقيقي‭ ‬لمشاكلنا‭ ‬وأزماتنا‭ ‬وتحدياتنا‭.. ‬ولعل‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني‭ ‬الأقل‭ ‬ضررا‭ ‬من‭ ‬الأول‭ ‬يقول‭ ‬لنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نواجه‭ ‬قضية‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تحدياً‭ ‬مرعباً‭ ‬وكارثياً‭ ‬وسوف‭ ‬يؤثر‭ ‬علي‭ ‬مشروعنا‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والتقدم‭ ‬وسيبقي‭ ‬علي‭ ‬وتيرة‭ ‬المعاناة‭ ‬والأزمات‭ ‬والمشاكل‭ ‬لذلك‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نصل‭ ‬الي‭ ‬ضبط‭ ‬إيقاع‭ ‬النمو‭ ‬السكاني‭ ‬بما‭ ‬يتوازن‭ ‬مع‭ ‬قدراتنا‭ ‬وإمكانياتنا‭ ‬ومواردنا‭.‬
حديث‭ ‬الإعلام‭ ‬كما‭ ‬يريده‭ ‬الرئيس‭ ‬هو‭ ‬حديث‭ ‬الفهم‭ ‬لأصل‭ ‬المشاكل‭ ‬وأسبابها‭ ‬حتي‭ ‬يتحقق‭ ‬الوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬فالرئيس‭ ‬لايتوقف‭ ‬عن‭ ‬المطالبة‭ ‬بهذا‭ ‬التناول‭ ‬لتحدياتنا‭ ‬ولايكف‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الفهم‭ ‬وبناء‭ ‬الوعي‭ ‬وتعريف‭ ‬المواطن‭ ‬بهذه‭ ‬التحديات‭ ‬وأسباب‭ ‬الظواهر‭ ‬فبناء‭ ‬الوطن‭ ‬هو‭ ‬شراكة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬والمواطن‭.. ‬فالرئيس‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬‮«‬لوحدي‭ ‬مش‭ ‬هينفع‭ ‬والحكومة‭ ‬لوحدها‭ ‬مش‭ ‬هينفع‭ ‬والمواطن‭ ‬لوحده‭ ‬مش‭ ‬هينفع‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬ان‭ ‬نواجه‭ ‬جميعاً‭ ‬فالمسئولية‭ ‬مشتركة‭ ‬والإيجابية‭ ‬والفهم‭ ‬والوعي‭ ‬والعلم‭ ‬مطلوب‭ ‬سواء‭ ‬للمواطن‭ ‬أو‭ ‬المتحدث‭ ‬في‭ ‬الأمور‭ ‬والقضايا‭ ‬والتحديات‭.‬
وإذا‭ ‬أردنا‭ ‬بناء‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬شأن‭ ‬فإن‭ ‬المسئولية‭ ‬جماعية‭ ‬وشراكة‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمواطن‭.. ‬فالوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬المبني‭ ‬والمرتكز‭ ‬علي‭ ‬فهم‭ ‬وثقافة‭ ‬مترسخة‭ ‬سوف‭ ‬يقضي‭ ‬علي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وأزماتنا‭ ‬وعلي‭ ‬رأسها‭ ‬قضية‭ (‬النظافة‭).. ‬وسوف‭ ‬تصبح‭ ‬هذه‭ ‬التكلفة‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢‬‭ ‬مليار‭ ‬للقاهرة‭ ‬فقط‭.. ‬بل‭ ‬ان‭ ‬البناء‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭ ‬وصعوبة‭ ‬الحركة‭ ‬والوصول‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬البناء‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬مواجهة‭ ‬قضية‭ ‬النظافة‭.. ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬متشابكة‭ ‬في‭ ‬المسئولية‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭.‬
الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬ايضاًً‭ ‬لديه‭ ‬طموح‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭ ‬وحلم‭ ‬عظيم‭ ‬لمصر‭ ‬وشعبها‭.. ‬ويتضح‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬وغير‭ ‬المخططة‭ ‬والحياة‭ ‬شكلا‭ ‬ومضموناً‭ ‬في‭ ‬الإسكان‭ ‬والمناطق‭ ‬البديلة‭ ‬الفاخرة‭ ‬التي‭ ‬تحظي‭ ‬بسكن‭ ‬كريم‭ ‬وآدمي‭.. ‬فالسكن‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬اللبنة‭ ‬الأولي‭ ‬والخطوة‭ ‬الاساسية‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬
حلم‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يتمني‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬ان‭ ‬يشاركوا‭ ‬فيه‭.. ‬بل‭ ‬ويطالبهم‭ ‬بأن‭ ‬يحلموا‭ ‬معه‭ ‬يجسد‭ ‬ايضاً‭ ‬حجم‭ ‬التطلعات‭ ‬الرئاسية‭ ‬للمواطن‭ ‬المصري‭.. ‬فالحقيقة‭ ‬أنني‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬أنبهار‭ ‬من‭ ‬المستوي‭ ‬الراقي‭ ‬للمنطقة‭ ‬التي‭ ‬انتقل‭ ‬إليها‭ ‬أهالينا‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭.. ‬فما‭ ‬هذا‭ ‬الرقي‭ ‬والجمال‭ ‬والبيئة‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬يستمتع‭ ‬بها‭ ‬هؤلاء‭ ‬المواطنون‭.‬
الحقيقة‭ ‬أننا‭ ‬وفي‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬تغيير‭ ‬تاريخي‭.. ‬فبعد‭ ‬ان‭ ‬كنا‭ ‬نسمع‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬عن‭ ‬ظلم‭ ‬الغلابة‭ ‬وتهميشهم‭ ‬نجد‭ ‬أننا‭ ‬أمام‭ ‬دولة‭ ‬الآن‭ ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬وأولوياتها‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬لهذه‭ ‬الفئات‭.. ‬ولعل‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمكاسب‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬لهم‭ ‬ترد‭ ‬بقوة‭ ‬علي‭ ‬محاولات‭ ‬التشكيك‭ ‬والأكاذيب‭.. ‬فالدولة‭ ‬أصبحت‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬عالية‭ ‬ومصدر‭ ‬ثقة‭ ‬لمواطنيها‭ ‬وبعض‭ ‬المناطق‭ ‬يطالب‭ ‬سكانها‭ ‬بأن‭ ‬تطالهم‭ ‬يد‭ ‬التغيير‭ ‬والتطوير‭ ‬عندما‭ ‬شاهدوا‭ ‬باقي‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬منتهي‭ ‬الرقي‭ ‬والجمال‭ ‬والابداع‭.. ‬ليعيش‭ ‬فيها‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬شقة‭ ‬فاخرة‭ ‬مجهزة‭ ‬بالفرش‭ ‬والأثاث‭ ‬والأجهزة‭ ‬الكهربائية‭ ‬وجاءت‭ ‬شهادات‭ ‬الأسر‭ ‬والأطفال‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬الجديدة‭ ‬لتكشف‭ ‬وتجسد‭ ‬الفارق‭ ‬الكبير‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬تحت‭ ‬الأرض‭ ‬والحياة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬البديلة‭ ‬وأنهم‭ ‬كانوا‭ ‬معزولين‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬ليعيشوا‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬حافلة‭ ‬بالانشطة‭ ‬والخدمات‭ ‬والمساحات‭ ‬الخضراء‭ ‬والاندية‭ ‬وحمامات‭ ‬السباحة‭ ‬والملاعب‭ ‬والمدارس‭ ‬والورش‭ ‬الحرفية‭ ‬والتدريب‭ ‬علي‭ ‬العمل‭ ‬ومنابر‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة‭ ‬انها‭ ‬منظومة‭ ‬مختلفة‭ ‬وراقية‭ ‬تحولت‭ ‬إلي‭ ‬اسلوب‭ ‬حياة‭ ‬ستفرز‭ ‬مواطناً‭ ‬صالحاً‭ ‬مواكباً‭ ‬للتطور‭ ‬الذي‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وليحيا‭ ‬جميع‭ ‬المصريين‭ ‬‮«‬حياة‭ ‬كريمة‮»‬‭.‬
حلم‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬يناطح‭ ‬السماء‭.. ‬فعندما‭ ‬تساءل‭ ‬لماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لدينا‭ ‬‮٥‬‭ ‬ملايين‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬المليون‭ ‬وحدة‭ ‬تتكلف‭ ‬500‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬أي‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬إلي‭ ‬ميزانية‭ ‬تريليونية‭ .. ‬لذلك‭ ‬الدولة‭ ‬جادة‭ ‬وعازمة‭ ‬ولديها‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬لتوفير‭ ‬احتياجات‭ ‬المصريين‭ ‬من‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬الذي‭ ‬يناسب‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭.‬
في‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭ ‬وعواصم‭ ‬المدن‭ ‬والمحافظات‭ ‬تجد‭ ‬إبداعاً‭ ‬من‭ ‬التصميمات‭ ‬والطرازات‭ ‬المعمارية‭.. ‬وما‭ ‬يناسب‭ ‬كل‭ ‬مجتمع‭ ‬وبيئة‭ ‬فالعمارة‭ ‬أمامها‭ ‬حظائر‭ ‬للسكان‭ ‬لتربية‭ ‬الماشية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬تربيتها‭ ‬داخل‭ ‬المنازل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسبب‭ ‬اضراراً‭ ‬بيئية‭ ‬وصحية‭.. ‬لذلك‭ ‬فطموح‭ ‬الرئيس‭ ‬للمواطن‭ ‬المصري‭ ‬بلا‭ ‬حدود‭.. ‬لكن‭ ‬علي‭ ‬الإنسان‭ ‬المصري‭ ‬ان‭ ‬يتحلي‭ ‬بالفهم‭ ‬والوعي‭ ‬الحقيقي‭ ‬فلا‭ ‬تقترب‭ ‬يداه‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬ليتعدي‭ ‬علي‭ ‬ثروات‭ ‬توفر‭ ‬له‭ ‬مصدر‭ ‬الرزق‭ ‬والمال‭ ‬وايضا‭ ‬للوطن‭ ‬احتياجاته‭.. ‬وعليه‭ ‬ان‭ ‬يستوعب‭ ‬خطورة‭ ‬كثرة‭ ‬الانجاب‭ ‬والانفجار‭ ‬السكاني‭ ‬علي‭ ‬حياته‭ ‬وحياة‭ ‬ابنائه‭ ‬واسرته‭ ‬وانعكاس‭ ‬ذلك‭ ‬علي‭ ‬الوطن‭.‬
القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬لديها‭ ‬إرادة‭ ‬صلبة‭ ‬تستند‭ ‬لرؤية‭ ‬ثاقبة‭ ‬وشاملة‭ ‬لتوفير‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬للمصريين‭.. ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬الكريمة‭ ‬تشكل‭ ‬عصب‭ ‬بناء‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬أصيل‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭.‬
الحقيقة‭ ‬انني‭ ‬أمام‭ ‬موقف‭ ‬يجسد‭ ‬عظمة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬تقديمه‭ ‬لأهالينا‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬الذين‭ ‬انتقلوا‭ ‬إلي‭ ‬مناطق‭ ‬بديلة‭ ‬فاخرة‭ ‬ومطورة‭.. ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحد‭ ‬الزملاء‭ ‬متحدثاً‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الفئات‭ ‬‮«‬كانوا‭ ‬زمان‭ ‬بيصعبوا‭ ‬علينا‭.. ‬احنا‭ ‬الآن‭ ‬بنغير‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬جمال‭ ‬ورقي‭ ‬المناطق‭ ‬البديلة‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬يعكس‭ ‬اهتمام‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬بهذه‭ ‬الفئات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬البلاد‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬مشروع‭ ‬تنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭ ‬نقلة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬وطفرة‭ ‬عبقرية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬الريف‭ ‬المصري‭  ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬من‭ ‬انجاز‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الخدمات‭ ‬وايضا‭ ‬بما‭ ‬يوفره‭ ‬لما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مليون‭ ‬مواطن‭ ‬مصري‭ ..‬‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬مشغول‭ ‬تماماً‭ ‬ببناء‭ ‬وطنه‭ ‬واسعاد‭ ‬شعبه‭.. ‬فالرئيس‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬المشروعات‭ ‬القومية‭ ‬العملاقة‭ ‬علي‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬ونراه‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬جمعة‭ ‬علي‭ ‬أرض‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬يتابع‭ ‬ويوجه‭ ‬ويطمئن‭ ‬علي‭ ‬سير‭ ‬الأعمال‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬يتجول‭ ‬ويتفقد‭ ‬احوال‭ ‬المصريين‭.. ‬ويقوم‭ ‬بجولات‭ ‬سرية‭ ‬بمفرده‭ ‬ويعرف‭ ‬كل‭ ‬صغيرة‭ ‬وكبيرة‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شوارع‭ ‬وميادين‭ ‬البلاد‭.. ‬ويتساءل‭ ‬بعد‭ ‬‮٧‬‭ ‬سنوات‭ ‬هل‭ ‬الانجازات‭ ‬تتم‭ ‬لصالح‭ ‬الأغنياء‭ ‬والطبقة‭ ‬المتوسطة‭ ‬أم‭ ‬للجميع؟‭.. ‬والحقيقة‭ ‬سؤال‭ ‬يقطع‭ ‬رقاب‭ ‬الكاذبين‭.. ‬ويستأصل‭ ‬سرطان‭ ‬الأكاذيب‭.. ‬ليتحدث‭ ‬الواقع‭ ‬بنفسه‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬بجميع‭ ‬المصريين‭ ‬وفي‭ ‬القلب‭ ‬منهم‭ ‬الفئات‭ ‬البسيطة‭ ‬ونقلها‭ ‬إلي‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬ومناطق‭ ‬بديلة‭ ‬راقية‭.‬
السؤال‭ ‬المهم‭.. ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬استمرت‭ ‬ظاهرة‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الآمنة‭ ‬والمناطق‭ ‬الخطرة‭ ‬وغير‭ ‬المخططة؟‭.. ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يمتلك‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسي‭ ‬الرؤية‭ ‬والإرادة‭ ‬الصلبة‭ ‬علي‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬هؤلاء‭ ‬الناس‭ ‬هل‭ ‬العمل‭ ‬أفضل‭ ‬أم‭ ‬المزايدات‭ ‬والمتاجرات‭ ‬ودغدغة‭ ‬المشاعر‭.. ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭ ‬والتخفيف‭ ‬عنهم‭ ‬واسعادهم‭ ‬وعلاجهم‭ ‬وتعليمهم‭ ‬وتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الكريم‭ ‬لهم‭.. ‬هو‭ ‬جوهر‭ ‬الدين‭.‬
طموح‭ ‬الرئيس‭ ‬وأحلامه‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬فرغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭.. ‬فإن‭ ‬قوله‭ ‬‮«‬لسه‭ ‬بدري‮»‬‭ ‬يتطابق‭ ‬تماما‭ ‬مع‭ ‬كلمته‭ ‬المأثورة‭.. ‬ما‭ ‬أنجزناه‭ ‬خطوة‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬خطوة‭.. ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نعمل‭ ‬ونفهم‭ ‬ونعي‭ ‬وندرك‭.. ‬ولا‭ ‬نعيد‭ ‬ارتكاب‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أنفسنا‭ ‬ودولتنا‭ ‬لذلك‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نواجه‭ ‬مشاكلنا‭ ‬وتحدياتنا‭ ‬بفهم‭ ‬عميق‭.. ‬ووعي‭ ‬حقيقي‭ ‬ولانعيد‭ ‬اخطاء‭ ‬وكوارث‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬انجاب‭ ‬وزيادة‭ ‬سكانية‭ ‬وتعدِ‭ ‬علي‭ ‬الأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬والبناء‭ ‬غير‭ ‬المخطط‭.. ‬لان‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلي‭ ‬نفقات‭ ‬وميزانيات‭ ‬خيالية‭.‬
تحيا مصر