كثيرًا ما نتوقف عن الكلام، ونستبدل الكلمات بالدموع فى العديد من المواقف التى نمر بها عندما تسيطر علينا.
وتحكمنا مشاعرنا الإنسانية، وكأننا قد فقدنا كل ما احتوته معاجم اللغة، وقواميسها من كلمات فلم نجد سوى الدموع عوضًا عنها. نحن من عثرنا على هويتنا التى كادت أن تفنى فى بحار المادية، والأنانية التى أحاطت بنا من كل جانب.
ومن هنا نوجه الدعوة إليكم جميعًا من داخل جنتنا التى نعيش فيها بسلام نوجه الدعوة فقط للذين يشبهوننا. إليكم يا كل الحالمين يامن تدركون المعنى الحقيقى لإنسانيتكم، وتقدرونها حلقوا بأجنحتكم معنا. احذروا النظر للأسفل، فقساة القلوب هناك فى القاع يتصارعون. يتدافعون فى بحر ماديتهم يحاول كل منهم أن يسعى، ليحصل على نصيب غيره، ودون وازع من ضمير يسلب حق الآخرين دون أدنى شعور بالندم!
إنهم خلعوا عن أنفسهم إنسانيتهم. تنازلوا عنها. سخروا منها. أما نحن فقد تمسكنا بإنسانيتنا لأننا علمنا أنها المنحة العظيمة التى ميزنا بها خالقنا عن باقى المخلوقات، فكلما واجهتنا الحياة بمشكلاتها تخطيناها، وعبرناها لنأخذ بيد غيرنا بعيدًا عنها. نحن من نضحى دائمًا، وعقب كل تضحية نقوم بها نجد تلك الابتسامة، وقد ارتسمت على وجوهنا فيذهب معها كل شعور بالتعب، والإرهاق، فالعطاء عندنا هو المعنى الخفى للإنسانية، وهو مصدر سعادتنا الحقيقية. نحن من نطير فرحًا حين تلمع عينى من طلب منا شيئًا فأنجزناه، أو عملًا فأديناه، وعندما أجهده البحث عن كلمات، ليعبر بها عن سعادته، وامتنانه دمعت عيناه. هؤلاء هم من يشبهوننا. هؤلاء هم من يمتلكون شفرتنا. هؤلاء هم من يتبعون خطواتنا.
بإنسانيتنا ستتحول الأرض إلى جنة.