رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


بعد القمة الثلاثية.. خبراء: التعاون بين مصر واليونان وقبرص ركيزة لاستقرار إقليم شرق المتوسط

19-10-2021 | 19:53


الرئيس السيسي خلال القمة الثلاثية

آية يوسف

بعد عقد الدورة التاسعة للقمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص بالعاصمة اليونانية "أثينا"، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونيكوس أناستاسياديس رئيس جمهورية قبرص، وكيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، حيث تعكس القمة حرص الدول الثلاث على تنمية وتوثيق التعاون المشترك بينهم فضلا عن مناقشة أهم القضايا الكامنة في إقليم شرق البحر المتوسط، مما يعزز العلاقات والتعاون بين الدول الثلاث في كافة المجالات والقضايا المشتركة، فضلا عن أهمية الدول الثلاثة كركائز أساسية في الإقليم.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة تناولت أوجه التعاون بين الدول الثلاث في إطار آلية التعاون الثلاثي، حيث تم التأكيد على نجاحها في تكريس التشاور الدوري والتنسيق الوثيق حول الملفات الإقليمية والدولية التي تؤثر على كافة شعوب المنطقة، كما عكست كذلك التزاماً متبادلاً بترجمة التوافق السياسي إلى حزمة من المشروعات المثمرة على أرض الواقع في مختلف القطاعات الاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية، فضلاً عما شهدته من تعاون مشترك خلال الآونة الأخيرة للتصدي للتحديات والأزمات الطارئة مثل حرائق الغابات، ومواجهة التداعيات الصحية والاقتصادية لجائحة كورونا.

تداعيات عقد القمة الثلاثية

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن أهم شئ حدث اليوم هو دورية انعقاد القمة الثلاثية، لانها تقوم ببعث رسائل مهمة للأطراف الأخرى في الإقليم جزء منها لتركي وهو ما اتضح في تصريحات رئيس الوزراء اليوناني، وجزء منها مرتبط بالتطورات السياسية والاستراتيجية، وكانت الرسالة الأولي موجه إلى تركيا لأن ما ذكرة رئيس الوزراء اليوناني أنه حدد شروط العودة لتركيا حال التزامها بقواعد الاتحاد الدولي.

وأوضح فهمي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، لان تركيا لا تعترف بقبرص ولا شبة جزيرة كريت، وبالتالي فأن الرسالة المصرية اليوم لتركيا بأن مصر تؤيد المقررات الدولية الخاصة بالاعتراف بحق قبرص وشبة الجزيرة في التوحد بدل من حالة الانقسام بين قبرص اليونانية وقبرص التركية، كما أن رسائل القمة اليوم ركزت على دورية الانعقاد، وتوجيه رسالة إلى تركيا، وتحديد شروط لعودة تركيا في إقليم شرق البحر المتوسط حال التزامها بالقانون الدولي والاعتراف بقبرص واوقفت الممارسات الانفراديه سواء في البحث أو التنقيب عن الغاز أمام سواحل اليونان.

وأضاف أن الربط الكهربائي كان قد تم الاتفاق علية من قبل ومع توقيع الاتفاقية اليوم فهذا يعني أنها دخلت حيز التنفيذ، وهذا يمثل نقله نوعية وطفرة في مستوي العلاقة بين الدول الثلاثة، وتم التأكيد اليوم على أمريين أن الدول الثلاثة هي محور ارتكاز المنظمة الاقليمية لشرق المتوسط التي خرجت من رحم منتدي شرق المتوسط، وبالتالي فأن الثلاث دول هم الدول الرئيسية والمهمة في الربط الكهربائي والنقل الوجيستي ومجالات التعاون التجاري.

وأشار إلى أن الربط الكهربائي سيمثل نقلة مهمة في علاقات دول شرق المتوسط بأكملها، وأيضا تم الأشاره اليوم فب القمة إلى أن سوريا ولبنان والأردن دول مهمة بقضاياها، وتعد مصر هي الدولة الأهم في الاقليم التي قامت برسم حدودها مع قبرص و اليونان وبالتالي ستبدا عمليات البحث والتنقيب.

وأستطرد أنه من المتوقع أن يكون هناك تداعيات إيجابية لمذكرات التفاهم التي تم توقيعها اليوم، تتمثل تلك التداعيات في دفع دول شرق المتوسط إلى الالتحاق في الدخول في المنظمة الإقليمية لشرق المتوسط، فتركيا على سبيل المثال ساعيه لذلك والدول الأخري الاعضاء في منتدي شرق المتوسط ستكون ساعية لمحاولة الالتحاق أيضا، مذكرات التفاهم تم تفعيلها اليوم وهذا شئ مهم على مستوي التبادل التجاري والاستثمارات، مما يدفع الدول الاخري في إقليم شرق البحر المتوسط إلى محاولة الالتحاق بهذه الاتفاقيات، كما أن الثلاث دول هم ركائز الاستقرار في إقليم شرق المتوسط بأكمله.

أهم قضايا القمة الثلاثية

ومن جانبه، قال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن عقد القمة الثلاثية بين مصر واليونان يأتى في إطار التجمع الثلاثي الذي بدأ منذ عام 2014، وقد ثبت بمرور الوقت أنه تجمع فعال وله فوائد كثيره للدول الثلاثة من النواحي الاقتصادية السياسية والأمنية، وهذه هى القمة التاسعة وهذا يعني أن هناك حرص وإرادة سياسية للإبقاء والدفع على قوة هذا التجمع الثلاثي.

وأوضح العرابي، في تصريحات لبوابة "دار الهلال"، كما أن مصر مؤخرا كانت في قمة تجمع الفيشجراد، والآن في قمة مع دولتين من الاتحاد الاوروبي أيضا وهذا يدل على السياسية الحكيمة لمصر في محاولة تطوير العلاقات مع دول الاتحاد الاوروبي، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى التجمعات، وأعتقد أن هذه سياسية مصرية هامة ولها نتائج جيدة، كما أن مصر الآن تتمتع بميزة العلاقات الوثيقة مع مختلف دول الاتحاد الاوروبي سواء كانت دول في تجمعات أو علاقات ثنائية.

وأضاف أن القمة الثلاثية دائما ما تخاطب موضوعات خاصة بأمن البحر المتوسط، خاصة في دعم العلاقات الاقتصادية والبنية التحتية، وبناء علية تم توقيع اتفاقيات تفاهم بين الدول الثلاثة، كما أن هناك إتفاقات قادمة لمحاولة مد الكهرباء بين مصر  واليونان، وبالتالي مصر تحقق هدف كبير وهى ان تكون نقطة إنطلاق بالنسبة إلى جنوب أوروبا.

وأشار إلى أنه  لم تقتصر مباحثات القمة اليوم على الإطار السياسي والمشكلات الإقليمية خاصة مستجدات الوضع في ليبيا وسوريا ولكن في مستوي دعم العلاقات الثلاثية بين الدول الثلاثة، فتم مناقشة عدداً من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها جهود مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى مساعي إحياء عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلاً عن تطورات قضية سد النهضة في ضوء البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

وأكمل: بالإضافة إلى التعاون للتغلب على تداعيات جائحة كورونا، فضلاً عن تعزيز الروابط الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وتطوير التعاون في قطاعات السياحة والزراعة والاستزراع السمكي، إلى جانب مواصلة التعاون والتنسيق في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، لاسيما فيما يخص منتدى غاز شرق المتوسط.