رئيس مجلس الادارة

عمــر أحمــد ســامي

رئيس التحرير

طــــه فرغــــلي


أين نزلت سورة نوح؟

20-10-2021 | 12:08


سورة نوح

سالي طه

للقرآن الكريم فضل وثواب وأجر عظيم عند الله، لذلك يجب على مسلم الحرص على قراءته يوميا وتدبر آياته، فهو نور للمسلم يوم القيامة وسبب للنجاة من النار ودخول الجنة، كما أن قارئ كتاب الله عز وجل ينعم في الدنيا والآخرة وينال رضا الله سبحانه وتعالي، فسور القرآن عديدة، ومن بين هذه السور سورة نوح، وفي هذا السياق، تقدم بوابة "دار الهلال"، مكان نزول سورة نوح وسبب تسميتها كالآتي:

مكان نزول سورة نوح

ـ إنّ مكان نزول سورة نوح هو مكة المكرّمة، حيث أخرج ابن الضريّس، والنحاس، وابن مردويه، عن عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه- قال: "نزلت سورة {إنا أرسلنا نوحا} بمكة".

ـ ذكر ابن عاشور في "التحرير والتنوير" الاتّفاق على أنّ السورة مكيّة، فلا خلاف في مكان نزولها.

ـ ترتيب نزول سورة نوح

ـ عُدّت سورة نوح السورة الثالثة والسبعين في ترتيب نزول سور القرآن الكريم، حيث نزلت بعد نزول أربعين آية من سورة النحل وقبل سورة الطور وفقًا لما جاء في التحرير والتنوير.

ـ وقد جاء في "الموسوعة القرآنية" لجعفر شرف الدين: أنّ سورة نوح نزلت بعد سورة النحل، وكان تاريخ نزول سورة النحل بعد حادثة الإسراء وقُبيل الهجرة النبوية.

ـ ترتيب سورة نوح بين سور المصحف الشريف فهي واقعة بين سورتي المعارج والجن، وقد ذكر المفسّرون في مناسبة سورة نوح لسورة المعارج وسبب وقوعها بعدها؛ أنّ الله -تعالى- قد قال في سورة المعارج: {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ* عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ خَيْرًا مِّنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}.

ـ فالله -تعالى- يُحذّر في هذه الآيات من الاستئصال والتبديل للقوم الذين لا يتّبعون دينه ويعصون أمر أنبيائه، فتأتي سورة نوح لتذكر مثالًا عمليًا على ذلك، وهو إغراق قوم نوح والإبقاء على المؤمنين منهم فقط، وإبدال الأقوام الكافرة بأقوام خير منها، فكأنّها وقعت موقع الاستدلال على تلك الدعوى، كما أنّ السورتين قد تحدّثتا في مطلعهما عن العذاب الذي سيحل بالكافرين والتحذير منه.

ـ سبب تسمية سورة نوح بهذا الاسم

ـ ذكر الفيروز آبادي "في بصائر ذوي التمييز": أنّ سورة نوح سُمّيت بهذا الاسم لأنّه قد ذُكر فيها اسم النبي نوح -عليه السلام- في مطلعها وختامها، حيث قال الله -عزّ وجلّ- في الآية الأولى منها: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.

ـ دروس مستفادة من سورة نوح

ـ إنّ العاقل لا يتّبع من هو سبب في ضلاله وخسرانه مهما كانت مكانته في المجتمع عظيمة؛ لأنّه يُدرك أنّ اتباعه هذا لن يُنجيه من عذاب الله، فالبشر سواسية عنده سبحانه.

ـ إنّ التقوى وكثرة الدعاء والاستغفار والتضرّع إلى الله -تعالى- هي سبب من أسباب سعة الرزق ونزول المطر.

ـ إنّ التفكّر والنظر في عجائب صنع الله -تعالى- في خلقه للإنسان في مراحل وأطوار متدرّجة، وخلقه للسماوات وما فيها من كواكب، والأرض وما فيها من منافع للبشر، هو ضرورة إيمانية للعباد، لأثر ذلك في زيادة الإيمان واستصغار النفس ومعرفة حدودها.