كامل كيلاني.. رائد أدب الطفل في العالم العربي
اشتهر كامل كيلاني بأعماله الموجهه للأطفال، وهو كاتب وأديب مصري، لقبه النقاد بـ"رائد أدب الطفل" في العالم العربي.
ونشأ كيلاني بمسقط رأسه؛ حي القلعة بالقاهرة، أبوه الشيخ كيلاني إبراهيم كيلاني، واحد من أشهر المهندسين في عصره، حفظ القرآن الكريم في الكتاب، ثم التحق بمدرسة أم عباس عام 1907م، وانتقل إلى مدرسة القاهرة الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا، ليبدأ في دراسة الأدب الإنجليزي والفرنسي. ثم انتسب إلى الجامعة المصرية سنة 1917م وحتى 1930م وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الإنجليزية، كما حضر دروسًا في الأزهر الشريف فأجاد النحو والصرف والمنطق.
وعمل كيلاني في مجالات عدة من بينها: التدريس والترجمة، ثم عمل موظفًا بوزارة الأوقاف حيث كان يتولى تصحيح الأساليب اللغوية إلى أن شغل منصب سكرتير المجلس الأعلى للأوقاف وذلك في عام 1954م، عمل أيضًا في مجال الصحافة والأدب، وحصل علي منصب "رئيس نادي الممثلون الحديث" في عام 1918م، ثم رئيس تحرير مجلة الرجاء والتي تأسست عام 1922م، ثم أصبح سكرتير مجمع الأدب العربي في الفترة ما بين 1922م إلي 1932م.
وفي عام 1929م وجه اهتمامه إلي أدب الأطفال وعمل على تحقيق الفكرة التي آمن بها وهى إنشاء مكتبة الأطفال، وكان يرى أن حوار قصص الأطفال يجب أن يكون بالفصحى، واستخدم مصادر قصصه من الأساطير والأدب العالمي والأدب الشعبي، ويرجع له الفضل في نشر الكثير من روائع التراث مثل: ديوان ابن الرومي، ورسالة الغفران، وابن زيدون، كما كان حريصاً على الجانب الأخلاقي في كتابته للأطفال، و يُعد أول من خاطب الأطفال عبر الأثير والراديو، وأول مؤسس لمكتبة الأطفال في مصر، حيث ألف 250 قصة للأطفال منها: شهرزاد، جحا، وألف ليلة.
وتم ترجمة عدد من قصصه إلي اللغات الصينية، والروسية، والأسبانية، والإنجليزية، والفرنسية، ومن مترجماته: حي ابن يقظان، جاليفر، روبنسون كروزو، وشمشون الجبار، ومن أبرز مؤلفاته الأخرى: الملك النجار، نظرات في تاريخ الإسلام، ملوك الطوائف، مصارع الخلفاء، مصارع الأعيان، ذكريات الأقطار الشقيقة.
وبعد أن أوصى بكتابة هذين البيت على قبره: "أنفع الناس وحسبي أنني أحيا لأنفع .. أنفع الناس ومالي غير نفع الناس مطمع"، ورحل كامل كيلاني عن عالمنا في 9 أكتوبر 1959م عن عمر يناهز 63 عامًا من حياة تضج بالأعمال الأدبية الرائعة.